"اعتدال السلطة الفلسطينية لم يحرك إسرائيل والقوة أجبرتها على مبادلة ألف بواحد"

"نتانياهو قدم تنازلات لحركة حماس، وسيؤدي به إلى التشدد في مواقفه وأن يكون أقل استعدادا لتقديم تنازلات ضرورية لتجديد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية لكي يثبت مدى تشدده"..

هاجمت هيئة تحرير "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بسبب رفضه التسوية مع السلطة الفلسطينية في الوقت الذي وقع فيه صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
 
وكتبت الصحيفة أن المشكلة هي في أن نتانياهو لا يستطيع تقديم تنازلات واتخاذ قرارات حاسمة وصعبة، الأمر الذي لا يجعل إسرائيل أكثر أمنا. بحسب الصحيفة.
 
كما كتبت الصحيفة أنه بالرغم من حقيقة اهتزاز الائتلاف الحكومي بكل ما يتصل بتقديم التنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، فإن نتانياهو قد أثبت أنه "قوي بما يكفي للعمل خلافا للعائلات الإسرائيلية الثكلى". في إشارة إلى عائلات الإسرائيليين الذين قتلوا في عمليات شارك فيها الأسرى المحررون في صفقة تبادل الأسرى.
 
وتساءلت الصحيفة "لماذا يكون نتانياهو مستعدا للتنازل عن مبادئه والتوصل إلى تسوية مع حماس، في حين يرفض ذلك مع السلطة الفلسطينية من أجل الدفع بعملية السلام".
 
وجاء أيضا أن الصحيفة تتخوف من أن صفقة التبادل مع حركة حماس من الممكن أن تمس بما يسمى "عملية السلام" مع السلطة الفلسطينية، باعتبار أن اتفاق السلام هو الضمانة الواقعية الوحيدة لأمن الطرفين.
 
وتابعت الصحيفة أن نتانياهو قدم تنازلات لحركة حماس، وأنها تخشى من أن ذلك سيؤدي به إلى التشدد في مواقفه وأن يكون أقل استعدادا لتقديم تنازلات ضرورية لتجديد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية لكي يثبت مدى تشدده. كما عبرت الصحيفة عن مخاوف من أن "يؤدي ذلك إلى المزيد من ضعف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وحركة فتح، لكونهما بقيا خارج صفقة تبادل الأسرى".
 
وادعت "نيويورك تايمز" أنها توصلت إلى نتيجة مفادها أن نتانياهو وحركة حماس يبحثان عن انتصارات سياسية بعد أن خطف أبو مازن الأضواء الدولية، وارتفعت شعبيته في أعقاب تقديمه طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي.
 
إلى ذلك، كتبت الصحيفة أن نتانياهو تورط في "عقدة أيديولوجية"، فمن جهة يطلب من واشنطن عدم تقديم مساعدات للسلطة الفلسطينية بسبب حكومة الوحدة مع حركة حماس، في حين أنه يقوم بإجراء مفاوضات مع الحركة.
 
وتساءلت الصحيفة "إذا كان نتانياهو قادرا على إجراء مفاوضات مع حركة حماس التي تطلق الصواريخ على إسرائيل، وترفض الاعتراف بوجودها وأقسمت الثلاثاء على خطف المزيد من الجنود الإسرائيليين، فلماذا لا يجري مفاوضات جدية مع السلطة الفلسطينية التي تعتمد عليها من أجل الحفاظ على السلام في الضفة الغربية".
 
وعلى صلة، كتبت صحيفة "البايس" الإسبانية أن النتيجة الواضحة من عملية تبادل الأسرى ليست إيجابية، ففي الوقت الذي لم تنجح فيه السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، في دفع إسرائيل إلى وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهو شرط منطقي لتجديد المفاوضات، فإن حركة حماس حققت صفقة ممتازة، رغم أنه لم يكن مروان البرغوثي بين المحررين. بحسب الصحيفة.
 
وأضافت الصحيفة أن النتيجة الناجمة عن ذلك واضحة، ومفادها أن اعتدال السلطة الفلسطينية لم يحرك الحكومة الإسرائيلية، في حين أن القوة -أسر شاليط- أجبرت إسرائيل على مبادلة ألف بواحد".

التعليقات