ذي غارديان: تشكك لدى الفلسطينيين والاسرائيليين من جدوى المفاوضات

واصر وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت على استمرار البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية من دون اعتبار للمحادثات.

ذي غارديان: تشكك لدى الفلسطينيين والاسرائيليين من جدوى المفاوضات



قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، في تقرير اليوم الاثنين من مراسلتها هارييت شيروود، ان التنافر بين اعضاء الحكومة الاسرائيلية بشأن المحادثات التي بذل وزير الخارجية الاميركي جهودا حثيثة للتمهيد لها قابله عدم اطمئنان فلسطينيي من جدوى هذه المفاوضات.:


"غاصت خطوات استناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية في غياهب الاشاعات والشكوك والانتقادات والفوضى أمس الاحد، ما اشار الى المستنقع السياسي والدبلوماسي الذي يواجه لمفاوضين الرئيسيين والوسيط بينهم، وزير الخارجية الاميركي جون كيري.


وكتب وزير الخارجية الاسرائيلية السابق افيغدور ليبرمان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رافضاً المسيرة الوليدة قائلا "ليس هناك حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي في سنوات مقبلة على الاقل. وما يمكن وما هو مهم هو معالجة الصراع".


واصر وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت على استمرار البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية من دون اعتبار للمحادثات.


هذه البيانات التي صدرت عن اثنين من الشركاء الاصيلين في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي دلالة على عمق مشاعر الرفض داخل أروقة الحكومة الاسرائيلية تجاه الاتفاق الذي توصل اليه كيري الجمعةعلى اجراء محادثات تمهيدية.


من ناحية اخرى، فان المفاوض الفلسطيني المخضرم ياسر عبد ربه نفى التوصل الى قرار حازم بشأن المشاركة في المحادثات، قائلا ان هناك حاجة لمزيد من التوضيحات حول مرجعية المحادثات، وان الفلسطينيين ما زالوا يواصلون بحث بنود تلك المرجعية مع كيري. وقال مصدر فلسطيني ان كيري اصدر ضمانات خطية بان المرجعية الاساسية في المحادثات عن الاراضي تتمحور حول حدود ما قبل 1967، ولكن لم يتضح ما اذا كان قد جرى تسليم تلك الرسالة ام لا.


وقال المصدر "اذا كانت عندنا مرجعيات محددة بدقة وجدول زمني واضح، ونعني بذلك نهاية العام - فسنذهب الى المحادثات".
ومن بين البيانات الرسمية القليلة ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاعضاء حكومته من ان استئناف المسيرة الدبلوماسية يعتبر "حيويا لمصلحة اسرائيل الاستراتيجية، لأننا قبل كل شيء آخر نريد استتباب السلام". واضاف ان اي اتفاق لا بد ان يعرض في استفتاء على الاسرائيليين.


لكن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز اعرب عن تهانيه لنظيره الفلسطيني على "القرار الشجاع والتاريخي للعودة الى المفاوضات". واضاف "لا تنصت الى اقوال المتشككين، فقد توصلت الى القرار الصحيح".


ومن بين المتشككين حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تسيطر على غزة والتي وصفت اي مشاركة في المحادثات من جانب القيادة الفلسطينية بانه "خيانة".


لم يتأكد بعد متى يمكن ان تبدأ المحادثات التمهيدية في واشنطن. فقد قال كيري في بيانه يوم الجمعة انه اذا سارت الامور "كما هو متوقع"، فان اول لقاء سيعقد "خلال اسبوع او ما يقارب ذلك".


وتظل النقطة العالقة الرئيسية مطالبة الفلسطينيين بان تشكل حدود ما قبل 1967 القاعدة الاساسية للتفاوض بشأن الارض، وهو ضمان ترفض اسرائيل اعطاءه. واذا فشل كيري في اقناع الفلسطينيين ان هناك دعما اميركيا لهم بشأن هذه القضية، فان من المحتمل الا تعقد المحادثات. وهناك ايضا خلاف حول الجدول الزمني، فاسرائيل تريد ان تستمر المحادثات لمدة عام، ما يثير قلق منتقدين يعتقدون ان نتنياهو يريد يعطي مظهرا لوجود تعاون دبلوماسي بينما هو يماطل ما امكنه بالنسبة الى بلوغ اي نتيجة.


واي اتفاق محتمل على الفترة الزمنية سينقل الفلسطينيين الى ابعد بكثير عن نقطة الاشتعال المحتملة في دورة الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) والتي يمكنهم فيها تجديد جهودهم للحصول على صفة دولة عضو في المنظمة الدولية، وهي خطوة تعارضها اسرائيل والولايات المتحدة بشراسة.


اتفق الجانبان على الامتناع عن التعليق على المفاوضات المستمرة. وقال غسان الخطيب، المدير السابق للاتصالات في السلطة الفلسطينية، ان "حتى المقربين جدا من القيادة الفلسطينية لا يعرفون اي شيء يستحق الذكر. وما يقلقني هو انه يبدو ان استئناف المفاوضات ينظر اليه على انه الهدف بحد ذاته. لكن المشكلة لم تكن قط عدم اجراء مفاوضات، سواء كانت مباشرة او غير مباشرة. انها الهوة السحيقة بين موقف اسرائيل المعلن وممارساتها، وعدم استعداد الولايات المتحدة لبذل ضغوط عليها".


وقال مصدر فلسطيني ان نشر الخطوط العريضة للاتحاد الاوروبي الجمعة المتصلة بحظر تمويل المؤسسات الاسرائيلية التي لها مصالح في المستوطنات او منحها هبات مالية، كان "حاسما" في اقناع الفلسطينيين باتخاذ الخطوات الاولى للعودة الى المفاوضات
 

التعليقات