يعتبر القولون العصبي من أكثر الأمراض شيوعا بين الناس خاصة الأشخاص العصبيين، فهو من أشهر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا، وقد عرف لدى الأطباء بالمتلازمة لأنه يلازم الفرد طوال فترة حياته، ويأتي القولون نتيجة الإفراط في بعض من أنواع الأكل التي تؤدي إلى الآلام والانتفاخات والشعور بألم الأمعاء ومغص في البطن، لذلك ينصح المختصون بضبط عملية الأكل وعدم الإفراط في البقوليات التي من شأنها أن تؤدي إلى تهيج القولون.
يعد القولون العصبي من أكثر الأمراض انتشارا حيث يمثل 50% من نسبة الأمراض، وقد أثبتت الأبحاث أن النساء أكثر إصابة بالقولون عن الرجال، فكل إصابة لرجل يقابلها ثلاث من النساء، كما تؤكد أنه لا توجد سن معينة للإصابة بالمرض، ولا توجد فوارق للإصابة بين الأجناس، فالطفل الذي يصاب بالقولون ويستمر بدون علاج يؤثر ذلك سلبا على الزائدة الدودية، ووقتها يلجأ للطبيب لإجراء عملية جراحية وإزالتها، أما كبار السن الذين يصابون بالمرض فإنهم يكونون على متابعة دائمة مع الطبيب.
تؤكد تقارير مركز كلينك الطبي، أن مرض القولون العصبي لا يسبب تغيرات التهاب أو تغيرات في أنسجة المعدة، ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وفي كثير من الأحيان، يمكنك التحكم في أعراض القولون العصبي عن طريق تعديل النظام الغذائي وتغير نمط الحياة، مشيرا إلى أن أعراض الإصابة بالمرض تختلف من شخص إلى آخر، وغالبا ما تتشابه أعراض القولون العصبي مع العديد من الأمراض الأخرى.
وتشير الأبحاث التي أجريت على هذا المرض، إلى أن آلية حدوث القولون العصبي للفرد عندما يصل الغذاء إلى الأمعاء يمر بالعديد من التفاعلات والحركات المنظمة غير العشوائية، حيث أن فضلات الطعام التي تصل القولون تكون أقرب إلى السائل، وفي حال حدث أي خلل في أعصاب الأمعاء تحدث عندها المشاكل، وتصبح حركة عضلات القولون غير طبيعية وأقرب إلى العشوائية السريعة جدا، فيصبح فيها البراز مائي القوام، وفيها يعاني المريض من الإسهال، لأن الطعام لم يأخذ وقتا كافيا في عملية امتصاص الماء منه، أما إذا كانت حركة العضلات بطيئة جدا ويكون عندها البراز صلبا فيعاني المريض من الإمساك، لأن الطعام بقي وقتا طويلا في القولون فيمتص الماء فوق المعدل الطبيعي.
وعن أسباب الإصابة بالقولون العصبي، يقول د. محمد المنيسي، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني: إنه لا يمكن تحديد سبب معين لحدوث المرض، حيث أن الأبحاث لم تصل إلى تحديد السبب الرئيسي في الإصابة به، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي تكون وراء زيادة نسب الإصابة بالقولون العصبي، والتي يأتي على رأسها الضغوط العصبية والنفسية التي يتعرض لها الفرد على مدار حياته والتعرض لحالات التوتر والقلق، بالإضافة إلى العصبية، فإن لها عاملا كبيرا على الإصابة بالقولون.
ويؤكد المنيسي أن العصبية التي يتعرض لها الفرد تحدث اضطرابا في القولون، مما يفقده القدرة على أداء وظيفته بشكل طبيعي، فبعض التغييرات والتفاعلات التي تحدث بالقولون تسبب خللا في وظائفه، وتؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي، كما أن هناك بعض أنواع من الطعام التي تؤدي إلى الإصابة أيضا، وهي الأطعمة الحارة والمليئة بالتوابل، والأطعمة السمينة والدسمة والمليئة بالدهون، كما أن التغييرات الهرمونية التي تحدث للنساء تجعلها عرضة للإصابة بالمرض، لذلك فإنها تصاب أكثر من الرجل، كذلك من أسباب الإصابة الجهد العصبي والبدني الزائد عن الطبيعي.
وعن علاج القولون العصبي، يوضح أنه لا يمكن الاعتماد على العلاج الدوائي للتخلص من أعراض القولون العصبي، ولكن على المدى البعيد يجب أن يعرف مريض القولون العصبي أنه أمام خيارات صعبة وأعراض مزعجة كلها يمكن تخفيفها وزوالها بالاهتمام باتباع أنظمة غذائية صحية، والاعتياد على تجنب تناول كل الأطعمة التي تثير القولون العصبي، كذلك هناك شق نفسي مهم في هذا الأمر، فلابد من البعد عن الأشياء التي تؤدي إلى التعصب والتوتر، بالإضافة إلى التعامل مع الأشياء بشيء من الهدوء وعدم التعصب.
وتؤكد د. صفاء عمر، استشارية أمراض السمنة والنحافة، أنه لابد من التركيز على بعض الأطعمة مثل الألياف التي تساعد على التخلص من الإمساك، وبعض الأطعمة المفيدة الأخرى، والتي يمكن من خلالها علاج القولون العصبي بالطعام، ومنها: تناول العسل الأبيض الذي يساعد على تخفيف حدة مشكلات القولون العصبي خاصة بين الوجبة والأخرى، وتناول التفاح لأنه معروف بتهدئته للأمعاء وعلاجه للإمساك المزمن، كذلك تناول الخضروات الورقية التي لا تسبب الغازات والانتفاخات المزمنة بالبطن، بحيث تساهم في تحسين حالة الإمساك المصاحبة للقولون العصبي، كذلك تناول الشوفان الصحي ،لأنه يساعد كثيرا في علاج المعدة وتهدئة القولون.
وتوضح عمر أنه إلى جانب المأكولات التي تقلل من الإصابة بالقولون واستثارته، هناك أيضا بعض المشروبات التي تؤدي إلى تهدئة القولون العصبي مثل اليانسون المهدئ الطبيعي والمفيد للغاية في علاج القولون العصبي، كذلك تناول مشروب الشمر الطبيعي الدافئ الذي يفيد في الهضم والتخلص من عسر الهضم، وتناول مشروب الكراوية، حيث أنه يساعد على التخلص من الانتفاخ المزمن الذي يصيب مرضى القولون العصبي، والزنجبيل أيضا من أفضل المشروبات لعلاج المعدة والأمعاء، والتخلص من الانتفاخ.
وهناك بعض النصائح التي يجب أن يتبعها مريض القولون العصبي، ومن ضمنها تناول كميات كبيرة من المياه على مدار اليوم، والابتعاد عن الكسل والخمول، والتقليل من كميات الطعام في الوجبة الواحدة، ومن الممكن زيادة عدد الوجبات، كما أن ممارسة الرياضة تكون عاملا مهما وفعالا للمصاب بالقولون العصبي، حيث أنها تعمل على تحريك المعدة وتسهيل عمل وظائف الجهاز الهضمي، عدم الإكثار من أدوية الإسهال والإمساك والمسكنات، بالإضافة إلى تهدئة الأعصاب قدر الإمكان وتناول الأطعمة المفيدة، والتقليل من تناول المشروبات الغازية والتي يكثر منها الكثير، كذلك الشاي والقهوة والنسكافيه، لأن هذه المشروبات من شأنها أن تثير القولون وتهيجه.
اقرأ/ي أيضًا| علاج بيتي للقضاء على الرؤوس السوداء
التعليقات