05/05/2016 - 17:21

أضرار رمال الشاطئ على صحة الإنسان

استطلع الباحثون القائمون بالدراسة خمسة آلاف زائر لشواطئ ألاسكا وشواطئ ولاية رود آيلاند، وتبيّن أن مَنْ دفنوا أجسامهم في الرمال، وتعاملوا معها بشكل مباشر أصيبوا بأعراض كثيرة، وكانوا أكثر عرضاً للتقيؤ والغثيان والإسهال والشعور بالضيق خلال ا

أضرار رمال الشاطئ على صحة الإنسان

(أ.ف.ب)

يتوجّه الكثير في فصل الصيف إلى الشواطئ والبحر لقضاء الوقت والاستمتاع بالمياه، في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ويبدأ اللعب في رمال الشاطئ، وخاصة الأطفال الذين يقومون بتكويمها وعمل الأشكال منها، وقذف بعدهم البعض بها، بل وأيضاً دفن أنفسهم فيها، وفي ضوء وجود المئات بل الآلاف يزداد خطر الإصابة بالعدوى والأمراض، مع إمكانية أن تكون الرمال ناقلة لتلك العدوى، حيث حذّرت نتائج دراسة علمية حديثة، روّاد الشواطئ والمصطفين الذين يذهبون إلى البحر باستمرار، من عدم افتراض أن الرمال آمنة وأنها غير ملوثة، فقد تبيّن أن رمال الشواطئ إجمالاً تحتوي أحياناً على بكتيريا برازية بمعدل يفوق نسبتها في الماء بـ10 إلى 100 مرة.

قامت الدراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين من الولايات المتحدة وألمانيا يترأسهم البروفيسور تاو يان، بفحص عيّنات من رمال ومياه شواطئ هاواي الأميركية، وتبيّن أن عملية تحلل البكتيريا الضارة أبطأ كثيراً في رمال الشاطئ منها في الماء، ما يفسّر زيادة نسبة البكتيريا الضارة على الرمال مقارنة بمياه الشاطئ، ما يزيد من احتمالات أن تكون رمال الشاطئ ناقلة للأمراض.

استطلع الباحثون القائمون بالدراسة خمسة آلاف زائر لشواطئ ألاسكا وشواطئ ولاية رود آيلاند، وتبيّن أن مَنْ دفنوا أجسامهم في الرمال، وتعاملوا معها بشكل مباشر أصيبوا بأعراض كثيرة، وكانوا أكثر عرضاً للتقيؤ والغثيان والإسهال والشعور بالضيق خلال الأسابيع التي تلت الزيارة، بنسبة 20 في المئة، أكثر من الأشخاص الذين لم يتعاملوا مع الرمال بشكل مباشر من خلال اللعب ودفن الجسم فيها، وقد لاحظ الباحثون أن هذه الأعراض عادة ما تكون خفيفة وغير مرعبة، ولا تمثّل خطراً كبيراً على صحة الإنسان.

وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة “علم الأوبئة”، إلى أن رمال الشاطئ يمكن أن تكون سبباً للعدوى، ولكن هذا لا ينبغي أن يردع الناس عن ارتياد الشواطئ، وإنما حثهم على اتخاذ المزيد من إجراءات النظافة والوقاية، كغسل اليدين بالمطهر بعد اللعب في المياه أو الرمال، كذلك ينبغي الاغتسال بالماء النظيف بعد قضاء الوقت على الشاطئ، ثم الاستحمام مرة أخرى باستخدام المطهرات فور العودة إلى المنزل.

ويشير د. محمد الرفاعي، استشاري الأمراض الجلدية، إلى أن نتائج تلك الدراسة ليست دقيقة ولا تعتمد على أدلة واضحة على نقل رمال الشاطئ للعدوى والأمراض، بل على مجموعة من الاستنتاجات، ومنها إصابة عدد من روّاد الشواطئ والمصطفين، وأن ذلك قد يكون ناتجاً عن أسباب أخرى غير الرمال، موضحاً أنه لا يمكن الربط بين رمال الشاطئ والإصابة بالأمراض، حتى مع وجود أنواع من البكتيريا في تلك الرمال، لافتاً إلى أن الشق الإيجابي في تلك الدراسة هو الحث على اتخاذ المزيد من إجراءات النظافة والوقاية للحماية من الميكروبات والبكتيريا. وينصح د. الرفاعي بالاستحمام باستمرار وباستخدام المطهرات طول فترة الاحتكاك برمال الشاطئ حتى لا تتراكم البكتيريا المضرة على الجسم.

اقرأ/ي أيضًا| دراسة: بكتيريا تمنع البعوض من نقل فيروس "زيكا"

التعليقات