26/05/2016 - 14:46

قلة النوم تزيد من السمنة والكوليسترول

عن الآثار السلبية التي يتعرض لها الفرد نتيجة عدم حصوله على القسط الكافي من النوم، يقول د. خالد يوسف، استشاري السمنة والنحافة: الاضطرابات التي تصاحب الفرد أثناء النوم وعدم حصوله على القدر الكافي من الراحة يؤثر بصورة واضحة على زيادة الوزن و

قلة النوم تزيد من السمنة والكوليسترول

مع زحمة الحياة ومشاكلها وهمومها والالتزامات التي يرتبط بها الفرد يجد نفسه في آخر الليل غير قادر على النوم ومصابا بالأرق، هذا بالإضافة إلى نومه في ساعات متأخرة واستيقاظه مبكرا، مما يجعله لا يأخذ قسطا من الراحة والنوم بشكل طبيعي، ويكون هذا بالطبيعي أحد عوامل الإصابة بالكثير من الأمراض التي تصاحب عدم النوم جيدا مثل السمنة وارتفاع الكوليسترول في الدم وأمراض السكري، وإلى جانب الأمراض الصحية يصاب الفرد أيضا بأمراض نفسية مثل الاكتئاب، وعلى المدى البعيد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فتشير الأبحاث إلى أن من يعانون من قلة النوم معرضون للوفاة بنسبة ثلاثة أضعاف ممن ينعمون بنوم هادئ.

وكشفت مؤخرا دراسة حديثة أشرف عليها باحثون في جامعة هلسنكي الفنلندية، أن عدم حصول الفرد على القدر الكافي من النوم والنوم لفترات قصيرة يعمل على خفض مستويات الكوليسترول النافع “HDL”، والذي يعمل على الحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب، لأن الجينات المسؤولة عن نقل وتنظيم الكوليسترول في الدم تصبح أقل نشاطا لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على قدر كاف من النوم.

وأشارت الدراسة إلى أن خطر عدم النوم الطبيعي لا يقتصر عند هذا الحدّ، بل ثبت أنه يؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز المناعي واضطرابات في نظام التمثيل الغذائي، وهو ما يؤدي بشكل طبيعي إلى قلة معدلات حرق الدهون في الجسم، لذلك ينصح بالحفاظ على أخذ قسط معين من النوم وعدم إرهاق الجسم في السهر.

كما حذرت دراسة أجراها باحثون بجامعة فلوريدا الأمريكية، من أن خطر قلة النوم لا يتوقف فقط عند الأمراض العضوية بل إنه يسبب الاكتئاب، وذلك من خلال إضعاف القدرة على الوصول إلى استراتيجيات ضعف الانفعال مثل مهارات حل المشكلات والقدرة على تقليل المشاعر السلبية على نحو فعال، والتي من شأنها أن تقود إلى الاكتئاب، فقد عكف الباحثون على تحليل الحالات الصحية لأكثر من 880 رجلا تراوحت أعمارهم ما بين 18 إلى 82 عاما، وجاءت النتائج أن نسبة عالية من المشاركين ذكرت أعراض الإرهاق سريريا بنسبة 52.7% من أعراض الاكتئاب، ونحو 39.6% من مشاكل الكوابيس.

وعن الآثار السلبية التي يتعرض لها الفرد نتيجة عدم حصوله على القسط الكافي من النوم، يقول د. خالد يوسف، استشاري السمنة والنحافة: الاضطرابات التي تصاحب الفرد أثناء النوم وعدم حصوله على القدر الكافي من الراحة يؤثر بصورة واضحة على زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم، وذلك لأسباب عدة يرجع أغلبها إلى عدم حصول الجسم على كفايته من النوم وأهمها اضطرابات الهرمونات، مشيرا إلى أن معدل الهرمونات يرتبط بشكل دقيق بمعدل النوم للإنسان، لافتا إلى أن قلة ساعات النوم تعمل على اضطراب هرمون الأنسولين، وهو ما يؤدي إلى زيادة نسبة تخزين الجلوكوز وتحويله إلى دهون متراكمة بالجسم ويصعب التخلص منها.

ويضيف د.يوسف قائلا: إن قلة ساعات النوم على الجسم تؤدي إلى زيادة هرمون الجوع، وتقلل نسبة هرمون الشبع، مشيرا إلى أن هرمون “الكورتيزون” يتعرض أيضا للاضطراب نتيجة لقلة عدد ساعات النوم، وهو من أهم الهرمونات التي يسهم اضطرابها في تكون الدهون بمناطق معينة بالجسم وخاصة الخصر والبطن، ناصحا بالمحافظة على عدد ساعات النوم الطبيعية للإنسان تجنبا لمثل هذه الأمراض.

ويوضح د. أحمد سعيد، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن عدم حصول الجسم على القسط الكافي من النوم يجعل الفرد عرضة لكثير من الأمراض، مثل: ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الدم وضعف الجهاز المناعي للجسم، لافتا إلى أن قلة النوم لا تؤثر فقط على المهارات الحركية والذاكرة، بل تجعل الإنسان يفقد القدرة على التركيز سواء في العمل أو الدراسة، كما تجعل الفرد في حالة مزاجية سيئة تجعله يفقد القدرة على التحكم في أعصابه والصبر، وتجعله يميل إلى الغضب والتوتر من أقل الأشياء، لأنه لم يقم بإراحة الجسم لفترة كافية، لذلك ينصح بتجنب تناول الكافيين قبل النوم مباشرة وتهيئة جو مناسب للنوم.

ويشير سعيد إلى أن هناك طرق لعلاج قلة النوم من ضمنها العلاج بالشم، وهو يعد صورة أخرى للعلاج بالعطور المعروفة، حيث يشمل العلاج المصابين بالقلق، أو من يعانون من ضغوط نفسية وعصبية وأرق، كذلك من يعانون من السمنة المفرطة، لافتا إلى أن استعمال الروائح بدل العقاقير التقليدية له مزايا تعتمد على الأسلوب الذي تعمل فيه حاسة الشم، لأنه عندما يستنشق الإنسان رائحة مادة ما تنطلق الجزيئات العطرية، وتثير مراكز حسية في أعلى الأنف فتحفز مراكز الخواطر في الدماغ.

وتابع: عندما يكون الفرد في حالة من القلق يتناول حبة من عقار مهدئ ينتقل من الجهاز الهضمي إلى الدم، ثم إلى مراكز الخواطر والحالات النفسية في الدماغ فيؤثر عليها لإزالة القلق، ولكن تناول الحبوب المهدئة باستمرار قد يؤدي إلى الإدمان، وقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى يجب تجنبها، ناصحا بمحاولة الفرد الحفاظ على عدد ساعات نومه لتجنب تلك المخاطر والأضرار الناتجة من قلة النوم، ومن هنا يتجنب تلك الأدوية والعقاقير التي يتم تناولها للسيطرة على الأرق ومحاولة النوم.

اقرأ/ي أيضًا| كيف تدرّب طفلك على النوم المنتظم؟

التعليقات