01/08/2022 - 08:50

أعراض تضخّم اللحمية الأنفية

اللحمية الأنفية هي عبارة عن غدد تتمركز خلف الأنف داخليا وإلى الأعلى من الحلق بالإضافة إلى سقف الفم، تشكل هذه المجموعة من الغدد وحدة لا تنفصل أو تتجزأ من جهاز المناعة للجسم، حيث تقوم بالتقاط العديد من أنواع الجراثيم

أعراض تضخّم اللحمية الأنفية

(توضيحية - unsplash)

ما هي اللحمية الأنفية؟

اللحمية الأنفية هي عبارة عن غدد تتمركز خلف الأنف داخليا وإلى الأعلى من الحلق بالإضافة إلى سقف الفم، تشكل هذه المجموعة من الغدد وحدة لا تنفصل أو تتجزأ من جهاز المناعة للجسم، حيث تقوم بالتقاط العديد من أنواع الجراثيم المتنوعة في تجويف الأنف؛ قبل أن تؤدي لحدوث مرض معين.

ونظرا لطبيعة عملها الدفاعي وما تتعرض له من جراثيم؛ فإنها قد تزداد حجما وتصبح متورمة خلال عملها، إن زيادة حجمها هذه تؤدي بدورها إلى التأثير سلبا على التنفس بالإضافة إلى النوم؛ حيث تسبب ازعاجات وتصبح مؤلمة في بعض الحالات، وتارةً أخرى تحدِثُ إصاباتٍ في الأذن عند الفئات العمرية الصغيرة والأطفال. وللحمية الأنف أيضا دورٌ في إعطاء أجسامٍ مضادة تعمل على التصدي للالتهابات.

ماذا يعني تضخم لحمية الأنف؟

إن التضخم في لحمية الأنف هو حدوث انتفاخ في تلك الغدد؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انسداد قناةِ نفير أوستاش Eustachian tube والتي تصلُ بدورها بين كل أذنٍ على حدة مع الأنف؛ لتكون وظيفتها الأساسية هي التصريف ومساواة الضغط في الأذن الوسطى وبالتالي على جانبي غشاء الطبل.

وتنشأ لدينا لهذا السبب مضاعفات خطيرة ومتكررة نظرا لأهمية الأذن كمركز أساسي للسمع والتوازن من خلال الأذن الداخلية وما تحتويه. أهم تلك المضاعفات هي التهابات الأذن المتكررة التي تحدث بدورها بسبب انسداد قناة النفير؛ ما يجعل السوائل تتراكم في الأذن الوسطى، محدثة اضطرابا في السمع يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدانه مؤقتا.

وفي بعض الحالات تصل هذه الأعراض إلى مستويات ومراحل متقدمة قد نلجأ فيها لاستخدام العلاج سواء كان من خلال الدواء أو الجراحة لإزالة هذه اللحمية ويتحدد ذلك حسب الحالة و تقدّم مرحلتها، وذلك كلّه من أجل ازالة الأعراض وتخفيفها بالإضافة إلى تحسين حالة المصاب.

ومن الشائع أن اللحمية الأنفية تتم إزالتها جراحيا واستئصالها في مراحل عمرية مبكرة؛ لأنها تكون متضخمةً لدى معظم الأطفال في الغالب ثم تبدأ بالانحسار والتقلص في أعمار أكبر عند سن المراهقة.

أعراض تضخم لحمية الأنف

كما ذكرنا آنفا فيما يخص بدء الأعراض؛ فإن لحمية الأنف (Adenoids) لها دور هام جدا في منع العدوى التي قد تصيب الأطفال. لا يمكن أن يستطيع الطبيب اكتشاف تضخم اللحمية بمجرد إلقاء نظرة على جوف الفم؛ غيرَ أنه قادر على استخدام وسائل مساعدة لتمكنه من مشاهدة اللحمية من أمثلتها: أنبوب يمتلك مرونة جيدة في طرفه مرآة خاصة أو جهاز تصوير فيديو بمصباح مضاء.

وتظهر لدينا العديد من الأعراض والتي من الممكن أن نصنفها حسب شيوع حدوثها وأهميتها على صحة المصاب وسلامته، فنذكر منها:

الأعراض الشائعة لتضخم اللحمية الأنفية

الأعراض الشائعة لتضخم اللحمية الأنفية

هناك مجموعة مميزة لأعراض تضخم لحمية الأنف، والتي يتم تصنيفها بالأكثر شيوعا، منها الآتي:

  1. الحلق الملتهب.
  2. انسداد أو سيلان أنفي.
  3. صعوبة في أثناء البلع.
  4. صعوبة في النوم.
  5. الاحساس بانغلاق مجرى السمع.
  6. انقطاع النفس أثناء النوم.
  7. استعمال الفم للتنفس.
  8. تشقق شفاه المصاب و رائحة فم كريهة.
  9. انتفاخ العقد الرقبية.
  10. الشخير.
  11. التنفس المُتعب والأصوات العالية للتنفس.

كل هذه الأعراض شائعة الحدوث ومتكررة بشدة لدى المصابين بانتفاخ لحمية الأنف، يستطيع الطبيب أن يتوجه نحو التشخيص بعد معرفة وجود هذه الأعراض؛ ثم يقوم بالفحوص السريرية والكشف الواضح عن اللحمية المتضخمة.

أعراض تضخم اللحمية الأنفية التي تتطلب اللجوء إلى طبيب

من الضروري مراجعة الطبيب عندما يشكو الطفل من صعوبات في تنفسه عن طريق أنفه، أو حتى في حال وجود الأعراض التي سبق ذكرها والخاصة بتضخم لحمية الأنف، بالتالي يسعى الطبيب إلى أن يجري دراسات حول نوم الطفل عندما يتعرض لحدوث اضطرابات أثناء نومه؛ هذه الدراسات لها أهمية بحتة لاكتشاف السبب الأساسي الذي أدى بدوره إلى تلك المشكلة سواء كانت تتجلّى بانقطاع التنفس أثناء النوم أو كانت نتيجة صعوبة إجراء عملية التنفس نفسها؛ والتي بالغالب تكون نتيجة تضخم لحمية الأنف.

أعراض مرافقة لتضخم اللحمية الأنفية

تشمل هذه الأعراض مجموعة من مرافقات حدوث تضخم لحمية الأنف، وهذه الأعراض تعطي فكرة واضحة حول أهمية هذه الحالة المرضية، وما لها من تشعبات تؤدي لحدوث مشكلات في حياة المصابين وحالتهم الصحية والنفسية في آنٍ واحد ونذكر منها ما يلي:

  1. اضطراب النوم والقلق المستمر.
  2. تكرار الإصابة بنزلات البرد.
  3. استمرار معاناة سيلان الأنف.
  4. وضعية غير طبيعية للنوم.
  5. زيادة عدوى الإصابات الأنفية والجيوب الأنفية المتكررة.
  6. ظهور مشكلات في مخارج النطق والكلام.
  7. زيادة عدوى إصابات الأذن بالانتانات.
  8. فقدان سمع مؤقت.
  9. تراكم سائل في الأذن الوسطى.

هل يمكن علاج اللحمية بالدواء من دون جراحة؟

هل يمكن علاج اللحمية دوائياً دون جراحة؟

إن استخدام الأدوية من أجل علاج لحمية الأنف يعتبر خيارا أساسيا أوليا في العلاج، حيث تستطيع بعض مركبات الدواء تصغير حجم التضخم في اللحمية أو حتى إزالته كليا بعيدا عن اللجوء للعمل الجراحي. ومن المركبات الدوائية هذه نذكر ما يأتي:

الكورتيكوستيروئيدات لمعالجة اللحمية الأنفية

نبدأ العلاج غالبا باستخدام الكورتيكوستيروئيدات الأنفية وذلك على هيئة قطرات أنفية أو بخاخات، إذ يسمح هذا المركب الدوائي بتقليص حجم اللحمية المتضخمة أو حتى إزالتها بلا جراحة عن طريق تخفيف الالتهاب.

تشمل هذه الكورتيكوستيروئيدات الأنفية:

  • بخاخات موميتازون (Mometasone).
  • فلوتيكازون (Fluticasone).
  • تريامسينولون (Triamcinolone).

تملك الكورتيكوستيروئيدات الأنفية بعض الآثار الجانبية مثل: نزيف الأنف، الصداع، والتهاب الحلق.

الكورتيكوستيروئيدات الفموية وعن طريق الحقن

تستخدم هذه الكورتيكوستيروئيدات الفموية حين تكون اللحمية ضخمة جدا؛ فيصفها الطبيب لعدة أسباب أهمها تقليص الحجم الزائد وتخفيف الأعراض المرافقة كفقدان الشم. من أمثلتها: البريدنيزون (Prednisone).

لا يجب أخذ هذه الأدوية لفترات طويلة تجنبا لآثارها الجانبية، ومن الممكن أخذها على شكل حقن في الحالات الأشد.

معالجة اللحمية الأنفية بمضادات الليكوترين

تمتلك هذه المضادات الفموية تأثيرا جيدا على حجم وأعراض اللحميات الأنفية ولاسيما المصابون الذين يشكون من حساسية على الأسبرين. ومن أمثلتها: المونتيلوكاست (Montelukast).

دواء دوبيلوماب (Dupilumab)

إن مشاركة هذا الدواء الذي يتم حقنه تحت الجلد مع الكورتيكوستيروئيدات الأنفية، يعتبر ذا فعالية قوية جدا عند المصابين بتضخم اللحمية الأنفية المرافقة للالتهاب المزمن في الجيوب. حيث يساعد هذا الدواء في تقليل حجم اللحمية وتخفيف احتقان الأنف وانسداده، إضافةً لتقليل إفرازات الأنف وفقدان الشم.

التعليقات