يعرّف العلم فرط التعرق بأنه زيادة في إفراز الجسم للعرق ولا يتعلق بالضرورة بدرجة حرارة المحيط أو التدريبات الرياضية. قد يتعرق الشخص لدرجة أن ملابسه تصبح مبللة تماما وقد تبدأ قطرات العرق بالتجمع والنزول حتى الأصابع.
إن هذه المشكلة يمكن أن تسبب إحراجا كبيرا وقلقا اجتماعيا للشخص المصاب بها، كما أنها قد تعيق النشاطات اليومية فتصبح الحياة أصعب معها.
عادة ما يلجأ الأشخاص المصابون بهذه المشكلة إلى استخدام مانعات التعرق القوية للحد من هذه المشكلة إلا أن ذلك في بعض الحالات غير مفيد فيضطر الشخص للجوء للطبيب الذي يدرس أصل أو سبب التعرق الزائد لمعالجته في الأساس أو قد يتبع أساليب علاجية أخرى لمشكلة التعرق بشكل منفصل.
أعراض التعرق الزائد
من الطبيعي أن يفرز جسم الإنسان الصحي العرق عند القيام بالتمارين الرياضية أو الحركة السريعة والمتواصلة أو حتى في حال البقاء في وسط حار نسبيا فالعرق هو وسيلة الجسم الطبيعية للدفاع عن نفسه ضد درجة الحرارة الزائدة حيث تتبخر قطرات العرق عن سطح الجلد ما يخفض من حرارته.
أما في حالة التعرق المفرط فالأمر يتجاوز هذه الحالة الطبيعية بكثير. عادة ما تحصل نوبات التعرق المفرط التي تؤثر باليدين والوجه والإبطين والقدمين مرة واحدة على الأقل في الأسبوع خلال يقظة الشخص وعادة ما يحصل التعرق على جانبي الجسم وليس جهة واحدة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
في بعض الحالات قد يكون التعرق الزائد علامة أو دلالة على حالة صحية أخرى. بكافة الأحوال يجب مراجعة الطبيب بشكل فوري في الحالات التالية:
- عندما يترافق التعرق الزائد مع دوخة أو شعور بالغثيان أو ضيق بالتنفس.
- يعيق التعرق المفرط روتينك اليومي أو وظائفك التي لا بد من القيام بها.
- عندما يؤدي التعرق الزائد إلى مشاكل نفسية أو اجتماعية.
- عند زيادة التعرق بشكل مفاجئ عن الحالة السابقة.
- عندما تتعرض للتعرق الليلي الزائد من دون وجود سبب لذلك.
أمراض ترتبط بفرط التعرق
انخفاض السكر في الجسم
عندما تنخفض نسبة سكر الدم في جسم الإنسان عن معدلاتها الطبيعية يعمل الجسم على إفراز كمية أكبر من المعتاد من العرق وعادة ما يتمثل ذلك بالتعرق الوجهي وخلف الأذنين والعنق، ولهذا السبب من الشائع أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص سكر الدم من فرط التعرق نتيجة لذلك.
أمراض الغدة الدرقية
يؤدي إفراز هرمونات الغدة الدرقية بشكل زائد أو ما يعرف بفرط نشاطها إلى إحساس بالحر والتعرق الزائد لأن مشاكل الغدة الدرقية تؤدي إلى اضطراب في تنظيم درجة الحرارة في الجسم. عادة ما تترافق هذه الأعراض بخسارة في الوزن وشعور دائم بالقلق بما في ذلك عدم القدرة على النوم. وبشكل معاكس فإن خمول أو قصور هذه الغدة يؤدي إلى برودة في الأطراف وشعرانية وخمول في الجسم وقلة النشاط.
الاضطرابات الهرمونية
ليست الغدة الدرقية هي الغدة الوحيدة التي يؤدي خلل ما في عملها إلى مشاكل تتعلق بفرط التعرق وإنما الغدة الكظرية كذلك لأنها مسؤولة عن التوازن الهرموني في الجسم. ولهذا السبب على سبيل المثال تمر النساء في مرحلة انقطاع الطمث بما يسمى بالهبات الساخنة والباردة التي يمكن أن تترافق بتعرق زائد في الوجه والجسم بشكل عام لأن الهرمونات في الجسم تمر بمرحلة انتقالية وهي غير مستقرة.
مشاكل الغدد اللمفاوية
الغدد اللمفاوية أيضا تؤدي مشاكلها وعدم اتزانها إلى زيادة في معدل إفراز العرق لأن الجسم يحاول تبريد سطحه بشكل أكثر فعالية جراء هذه المشاكل.
زيادة الأملاح في جسم الإنسان
إن وظيفة الغدد العرقية في الجسم هي إفراز العرق لتبريد الجسم في درجات الحرارة العالية كما أنها تقوم بلفظ بعض فضلات الجسم والسموم من داخله بما في ذلك الأملاح، ولذلك عند ارتفاع منسوب الأملاح في جسم الإنسان فمن الطبيعي أن تعمل الغدد العرقية على تقليصه عبر إفراز كمية كبيرة من العرق.
مشاكل القلب
في بعض الحالات قد يكون التعرق الزائد ناتجا عن مشاكل في صحة القلب لأن الجسم يبذل جهدا أكبر لضخ الدم في الأوعية الدموية وأعضاء الجسم وتبرز هذه المشكلة بشكل رئيسي في حال اضطراب أو عدم انتظام دقات القلب.
بعض المشاكل العصبية
يعرف اعتلال أعصاب الجسم المستقلة بأنه اضطراب عصبي يمكن أن يؤثر على كافة وظائف الجسم بما في ذلك معدل دقات القلب والضغط والاستقلاب والهضم وينتج عنه في بعض الأحيان اضطراب في تعرق الجسم أي أنه قد يزيد أو ينقص.
أعراض كورونا الجانبية
يبدو أن فيروس كورونا مصر على الاستمرار بالأعراض والمضاعفات الجانبية الغريبة الأطوار. فمن فقدان التذوق والشم والحازوقة نصل مؤخرا إلى فرط التعرق الليلي. بدأ الأطباء الاختصاصيون بتشخيص ومعالجة فيروس كورونا مؤخرا بالسؤال تحديدا عن هذا العارض لتأكيد الإصابة بهذا الفيروس حيث أفاد الكثيرون ممن أصيبوا به شكل مثبت بأنهم يستيقظون ليلا وملابسهم وشعرهم مبتل بالعرق بالرغم من أنهم ينامون في وسط غير حار وأحيانا من دون أن يعانوا من ارتفاع في الحرارة. عادة ما يستمر هذا العارض مع المرضى لفترة تتراوح بين عدة أيام وعدة أسابيع ويعتبر عارضا غير مؤذ بالرغم من أنه مزعج ومرهق.
علاجات فرط التعرق
كما ذكرنا سابقا فإن العلاج الأساسي لفرط التعرق يتمثل بمعالجة سببه الأساسي من الأمراض والمشاكل سابقة الذكر، إلا أن هناك بعض الإجراءات والنصائح التي قد تساعد في تخفيف وطأة هذه المشكلة على الشخص.
- استخدام مزيلات ومانعات العرق القوية والتي عادة ما تحتوي على مركبات الألمنيوم الفعالة.
- استخدام أدوية تؤثر على الإشارات العصبية التي تسبب التعرق أو فرطه في الغدد العرقية والتي يمكن أن تكون على شكل حبوب أو مراهم.
- الحقن بالبوتوكس في الأماكن التي التي يكثر التعرق فيها مثل الإبطين.
- تناول الأدوية المخففة للقلق مثل أدوية الاكتئاب والمهدئات.
- إجراء عمل جراحي في الحالات القصوى لإزالة بعض الغدد العرقية أو قطع الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية التي تؤدي إلى فرط التعرق.
التعليقات