12/12/2022 - 17:25

باحثون يتوقعون تحول كورونا إلى فيروس متوطن وتواصل الإصابات

ويتوقع الخبراء تحول الجائحة تدريجيا إلى فيروس متوطن يستمر في الانتشار ويتسبب بفورة إصابات منتظمة. وهذا ما يحصل راهنا مع الحصبة أو الإنفلونزا الموسمية.

باحثون يتوقعون تحول كورونا إلى فيروس متوطن وتواصل الإصابات

(أ ب)

قبل ثلاث سنوات أحدث وباء كورونا بلبلة معممة في العالم. لكن الجائحة لم تنته بعد فيما يحذر الباحثون من أوبئة أخرى قد تنتشر مع استخلاص العبر من الأزمة التي تلت للاستعداد بشكل أفضل مستقبلا.

وحذرت منظمة الصحة العالمية مطلع كانون الأول/ديسمبر الحالي من أن الجائحة لم تنته بعد. وفي حين يتمتع ما لا يقل عن 90% من سكان العالم بمناعة نسبية لفت مديرها العام، تيدروس أدهانوم غيبرييسيوس، إلى وجود "مكامن خلل في المراقبة والفحوصات وتحديد المجين والتلقيح تستمر في توفير الظروف المثالية لبروز متحورة جديدة مقلقة قد تتسبب بنسبة وفيات كبيرة".

ومنظمة الصحة العالمية هي الطرف المخول إعلان انتهاء جائحة ما. وقال فيليب سانسونيتي عالم الميكروبيولوجيا في معهد باستور خلال منتدى الأربعاء "يشكل ذلك لحظة غاية في الأهمية وغالبا ما تكون مثار جدل" مشيرا إلى أن المنظمة ليست مستعدة "لإعلان انتهاء" الجائحة.

ويتوقع الخبراء تحول الجائحة تدريجيا إلى فيروس متوطن يستمر في الانتشار ويتسبب بفورة إصابات منتظمة. وهذا ما يحصل راهنا مع الحصبة أو الإنفلونزا الموسمية.

هذا غير مرجح. فوباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) الذي انتشر على الصعيد العالمي في 2003 وتسبب بوفاة نحو 800 شخص جرى احتواؤه بفضل إجراءات عزل وحجر.

وسبق "القضاء" على فيروس الجدري في العام 1980 بفضل حملة تلقيح قادتها منظمة الصحة العالمية.

إلا أن هذا السيناريو يبقى نادر الحدوث. وشدد فيليب سانسونيتي على أن "القضاء على فيروس يعني أن المرض يجب أن يكون ظاهرا سريريا والا يكون هناك مضيف حيواني وينبغي توفير لقاح فعال جدا يحمي مدى الحياة. إلا أن كورونا لا تتوافر فيه أي من هذه الشروط".

فمن جهة، المصابون بكورونا غالبا ما لا تظهر عليهم أعراض ما يؤثر سلبا على إجراءات العزل. وخلافا للجدري، ينتقل الفيروس إلى الحيوانات وقد يستمر بالانتشار في صفوفها وإصابة البشر مجددا.

يضاف إلى ذلك، أن اللقاحات تحمي من أشكال المرض الخطرة لكنها لا تحمي كثيرا من الإصابة مجددا وثمة ضرورة للحصول على جرعات لقاح معززة.

ورأى إيتيان سيمون-لوريير مدير وحدة الجينوميات التطورية لفيروسات "إيه أر أن" في معهد باستور "تُترك الفيروسات تنتشر بشكل كبير جدا في هذه الأيام" فكلما أصابت شخصا يمكن أن تظهر متحورات جديدة وقد تتسبب بأشكال قوية نسبيا للمرض.

وحذر "ما من سبب يدفعنا إلى الاعتقاد انه سيصبح أكثر لطفا مع أن هذا الاعتقاد يناسب الجميع".

وقد تظهر فيروسات أخرى تضرب الجهاز التنفسي: فمنذ ظهور متلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) وكوفيد "رصدنا حوالى عشرة فيروسات كورونا لدى وطاويط قد تنتقل عدواها إلى البشر" على ما كشف أرنو فونتانيه الخبير في الأمراض الناشئة في معهد باستور.

ومما يذكر أنه بين 60 إلى 70% من الأمراض الناشئة، حيوانية المصدر أي أنها تنتقل بشكل طبيعي من الحيوانات الفقرية إلى الإنسان وعلى العكس.

فمع احتلال البشر لمناطق أوسع في العالم ومن خلال السفر وتكثيف التفاعل مع الحيوانات، يساهم الإنسان في تغير النظام الإيكولوجي وتسهيل انتقال الفيروسات.

ورأى أرنو فوتانيه أنه "يمكن وينبغي القيام بالكثير في بداية أي وباء" ففي العام 2020 قررت الدانمارك حجرا في وقت مبكر ما سمح لها بالخروج منه بوقت أسرع.

وقال الباحث إنه من الضروري أيضا "التمتع بقدرة على تطوير فحوصات بشكل مبكر جدا" في بداية انتشار الوباء ما يسهل عزل المرضى بسرعة كبيرة "لكن للأسف لا زلنا اليوم نستجيب ولا نستبق".

على الصعيد الدولي يطرح مجددا مفهوم "وان هيلث" (صحة واحدة) الذي برز في مطلع الألفية الراهنة ويدعو إلى نهج عالمي للرهانات الصحية مع ارتباط وثيق بين الصحة البشرية والحيوانية والبيئة.

ونوقش الأسبوع الماضي في جنيف مشروع اتفاق عالمي حول إدارة الجوائح املا بتجنب الأخطاء التي طبعت مكافحة كورونا.

التعليقات