16/08/2023 - 08:30

أهمية وجبات العشاء العائلية: الفوائد والنصائح

تعد وجبات العشاء العائلية فرصة رائعة لزيادة مستويات إدراك الأبناء وتحسين حصيلتهم اللغوية والمعلوماتية من خلال تواصلهم مع الأهل، وطرح الأسئلة والإجابة عليها.

أهمية وجبات العشاء العائلية: الفوائد والنصائح

(توضيحية - Gettyimages)

أصبحت وجبات العشاء العائلية أمرا شبه مفقود لدى أغلب العائلات، وذلك مع تزايد الأعباء وانشغال الأهل بالعمل والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم وارتباط الأبناء بأجهزتهم الإلكترونية لقضاء نهاية يومهم بعد انتهاء أعمالهم الدراسية.

ولكن ما يجهله الكثير من الأشخاص هو وجود العديد من الفوائد الناتجة عن تناول وجبات العشاء العائلية أغلب أيام الأسبوع، إذ لا تقتصر هذه الفوائد على الصحة بل وكذلك على الجانب الاجتماعي وعلاقة الآباء مع أبنائهم.

أكثر من مجرد وجبة

Family dinners

يجب أن تكون أوقات الوجبات العائلية أكثر من مجرد طعام، ويمكن أن تكون وقتًا للإيجابية والمحادثة والمشاركة والاحتفال بجوانب من حياة المرء. ولكن إذا جلست العائلات حول الطاولة لتنتقد أو تتحكم أو تشتت باستخدام التكنولوجيا فستكون الفوائد الإيجابية محدودة.

وتتيح أوقات الوجبات الفرصة لمشاركة التقاليد العائلية من جيل إلى جيل، فقد يشمل ذلك طعامًا خاصًا للاحتفالات أو الأطعمة الثقافية الخاصة بالعائلة، فمع تقدم الأطفال في السن ستوفر هذه الأشياء معنى وأهمية طوال حياتهم.

وتظهر الأبحاث أن الوجبات المشتركة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على العلاقات الأسرية حيث يشعر 72% من الأطفال بأنهم أقرب إلى والديهم عندما يتناولون العشاء معًا أوعند مساعدتهم في مادة دراسية معيًنة.

فوائد تناول وجبات العشاء العائلية:

فوائد تناول وجبات العشاء العائلية

لتناول العشاء مع أفراد العائلة فوائد لا تعد ولا تحصى، إذ أنها لا تؤثر على الطفل ونفسيته بل على العائلة بأكملها ونذكر منها:

  1. الحفاظ على الصحة النفسية للطفل

يحافظ تناول العشاء مع الأسرة على الصحة النفسية للأطفال من خلال تعزيز الروابط العائلية مع الأهل، ما يحقق لهم التوازن العقلي ويقلل فرص الإصابة بالكثير من الأمراض السلبية مثل الاكتئاب.

  1. الحفاظ على صحة الجسد

الطبخ المنزلي أفضل كثيرا وأكثر صحة من الطعام السريع، وفي المعتاد تتضمن وجبات العشاء العائلية في المنزل الخضراوات والفواكه ما يجعلها صحية، فقد وجدت الدراسات أن الأطفال الذين يتشاركون وجبة العشاء مع الأهل لديهم مؤشر أقل لكتلة الجسم مقارنة بغيرهم ممن يهملون هذه الوجبة.

  1. زيادة التواصل الأسري

زيادة التواصل الأسري

يعتبر العشاء الفرصة الأمثل للآباء لبناء تواصل يومي مع الأبناء ومعرفة ما واجهوه خلال يومهم والعمل على حل مشكلاتهم.

  1. تعزيز النمو عند الأطفال

تعد وجبات العشاء العائلية فرصة رائعة لزيادة مستويات إدراك الأبناء وتحسين حصيلتهم اللغوية والمعلوماتية من خلال تواصلهم مع الأهل، وطرح الأسئلة والإجابة عليها.

كما يساعدهم على تطوير مهاراتهم الشخصية وبعض الأخلاقيات مثل الصبر، إذ يتعاملون مع أدوات المائدة بشكل صحيح وتحت إشراف الأهل.

وتساعد وجبة العشاء المنزلية الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية مثل تعزيز لغة الحوار وتناوب الأدوار.

  1. وجبة العشاء لتوازن سليم

يمكن لوجبة العشاء مساعدة المراهقين على تحقيق توازنهم النفسي، إذ وجدت إحدى الدراسات أن المراهقين الذين يتناولون العشاء بانتظام مع أسرهم لديهم معدلات أقل من الاكتئاب والميول الانتحارية.

  1. طمأنة الأطفال وتقليل مخاوفهم

يساعد التجمع العائلي لتناول وجبة العشاء على تقليل المخاوف وطمأنة الأطفال بأن والديهم موجودون من أجلهم.

  1. وجبة العشاء العائلية نهاية سعيدة لليوم

تناول العشاء فى بيئة اجتماعية يجعل نهاية اليوم سعيدة، وخصوصا إذا تضمن الكثير من اللعب والمرح مع الأبناء وتوفير ما يلزم لقضاء أمسية رائعة.

  1. تعزيز عملية التمثيل الغذائي

تساهم وجبة العشاء الصحية في تعزيز عملية التمثيل الغذائى للجسم بشكل أفضل.

كما تحقق هذه الوجبة التوازن بين نظام عمل الغدد الصماء ومستويات السكر في الدم في نهاية اليوم.

  1. وقود للجسم خلال فترة الليل

تعد هذه الوجبة وقودًا للجسم خلال فترة الليل وحتى تناول وجبة الإفطار في الصباح، إذ وُجد أن الجسم يحرق المزيد من السعرات الحرارية في فترة النوم بشكل أكبر عما تفعله أثناء الجلوس ومشاهدة التلفزيون.

  1. زيادة الدرجات الدراسية للأطفال

وجدت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون وجبة العشاء مع عائلاتهم من 5 إلى 7 مرات أسبوعيًا يحصلون على درجات أعلى في المدرسة، إذ يعد هذا الوقت مناسبًا للتأكد من استيعاب الطفل لدروسه خلال اليوم وقيامه بفهم وحل جميع واجباته المنزلية.

نصائح مهمة من خبراء التغذية حول تناول الوجبات العائلية:

يتفهم معظمنا فوائد الوجبات العائلية ويرغب في تناول المزيد منها، ومع ذلك يمكننا أن نجد صعوبة كبيرة بسبب الظروف الأسرية والتزامات ما بعد المدرسة. فحتى مع وجود النية للقيام بذلك يكون أحيانًا من الصعب تناول هذه الوجية في أحد ليالي الأسبوع المزدحمة ولكن مع بعض النصائح والإرشادات قد يكون ذلك ممكنًا.

وفي ما يلي بعض النصائح للمساعدة في جعل عشاء الأسرة حدثًا دائمًا:

  • التخطيط للوجبة: خطط مسبقًا وحدد وجباتك وقم بالتسوق وقم بإعداد وجبات الطعام حتى تكون الأمسيات المزدحمة أكثر سلاسة مع التقليل من صعوبة تناول الوجبات مع العائلة. وتذكّر أن التركيز ينصب على وقت الأسرة وليس على وجبات الطعام المفضلة، لذا أبق الأمور بسيطة.
  • كن مرنًا: لن تكون الوجبات العائلية ممكنة دائمًا والعشاء ليس الوقت الوحيد لتناول الطعام مع عائلتك، فيمكنك تجربة تناول الإفطار أو غداء عطلة نهاية الأسبوع معًا. ابدأ بوجبة واحدة أو وجبتين وحاول زيادة العدد ببطء.
  • تأكد من أن أطفالك جائعون: لأنك إن قمت بإعطائهم وجبة خفيفة في وقت متأخر جدًا من اليوم ولم تكن لديهم شهية، فمن غير المرجح أن يجلسوا معكم على السفرة وتناول الطعام، ما يجعله وقتًا مرهقًا وصعبًا بدلا من أن تكون تجربة ممتعة للتواصل الأسري.
  • وجبة خالية من التكنولوجيا: تأكد من جعل أوقات الوجبات فترة خالية من التكنولوجيا، وطبّق هذه القاعدة على جميع أفراد الأسرة وليس الأطفال فقط، وبدلًا من ذلك خصص وقتًا للتحدث مع بعضكم البعض دون أي تشتيت للانتباه من مكالمة أو رسالة نصية، ما يجعل الوجبة تجربة ممتعة أكثر وذات مغزى.
  • إشراك أطفالك في التخطيط وإعداد الوجبات وإعداد المائدة: تكبر فرصة تناول الأطفال للوجبة والاستمتاع بها عندما يشاركون في التخطيط وإعداد الوجبات، ويمكن للأطفال الأكبر سنًا المشاركة في طهي وجبة واحدة في الأسبوع تحت إشرافك، وسيشعرون بالفخر والفرح عندما يجلسون مع الأسرة لتناول وجبتهم المطبوخة في المنزل.
  • التنظيف معًا: قم بتوزيع المهام لكل فرد من أفراد الأسرة، حتى الأطفال الصغار حقًا، واجعلها وظيفة عائلية.
  • فتح مواضيع للتكلم عنها: على الرغم من أنك لا تريد تقييد موضوعات المحادثة، ولكن إذا أصبحت أوقات الوجبات مكانًا للمشاحنات أو السلبية المستمرة فلن تكون وجبة سعيدة على الإطلاق. يمكنك بدء محادثات إيجابية ببعض الأسئلة المفتوحة كالجزء المفضل لدينا من اليوم أو شيء لطيف فعلته لشخص ما في ذلك اليوم أو شيء لطيف فعله شخص ما من أجلك.

لم تعد الحياة سهلة وبسيطة كما كانت في الماضي، فقد أصبحت مليئة بالكثير من المشاغل والجداول الزمنية والأماكن التي نذهب إليها بعيدا عن المنزل، ولكن على الرغم من ذلك لا يجب بأي شكل من الأشكال إغفال الوجبات العائلية وخاصة العشاء، إذ يجتمع أفراد الأسرة في نهاية يومهم ليكونوا بجانب بعضهم البعض يتبادلون الأحاديث والضحك ليحقق الأمر توازنًا جسديًا ونفسيًا للجميع وللأبناء بشكل خاص، حيث يساعدهم هذا الأمر على مشاركة تفاصيل يومهم ومشاكلهم مع الآباء وعدم تراكم الأمور وتركها دون حل وبالتالي نحصل في النهاية على أسرة سعيدة ومترابطة.

التعليقات