الرئيس السابق لـ"جوجل": إنترنت خاص بالصين في 2028

قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة "جوجل"، الملياردير إريك شميدت، أمس السبت، إنه يتوقّع في غضون عشر سنوات أن ينقسم الإنترنت إلى نسخيتن مختلفتين، الأولى النسخة الغربية المعروفة، والثانية هي النسخة الصينية التي ستتأثر بالقيود التي تفرضها الرقابة الصينية على المحتوى

الرئيس السابق لـ

(أ ب)

قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة "جوجل"، الملياردير إريك شميدت، أمس السبت، إنه يتوقّع في غضون عشر سنوات أن ينقسم الإنترنت إلى نسخيتن مختلفتين، الأولى النسخة الغربية المعروفة، والثانية هي النسخة الصينية التي ستتأثر بالقيود التي تفرضها الرقابة الصينية على المحتوى فيها، ما سيؤدي، تدريجيًا، إلى ظهورها كنسخة جديدة متكاملة من الإنترنت، بحلول عام 2028.

ووردت تصريحات شميدت خلال مداخلة له في مؤتمر للتكنولوجيا في سان فرانسيسكو، بالولايات المتحدة الأميركية.

وذكر موقع "بلومبيرغ" أن الإنترنت الصيني يخضع لرقابة شديدة، إذ حظرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بشكل تام، منها "واتساب" و"تويتر" و"مسنجر" التابعة لـ"فيسبوك"، بالإضافة إلى "ياهو" و"يوتيوب" وموسوعة "ويكيبيديا". كما تتم أرشفة جميع التواريخ للمحادثات المحذوفة في مواقع أخرى منها "WeChat" و"The Verge"، حتى محادثات الموظفين في أجهزة الحكومة، وذلك لاستخدامها ضد متهمين من الممكن أن تشكّ بهم الدولة، ما يعتبر انتهاكا جسيما للخصوصية بحق المواطنين في الصين.

وذكر موقع "The Verge"، مؤخرًا، أن السلطات الصينية حظرت تطبيق "Twitch"، بعد أن بدأ يأخذ شهرةً، وهو موقع يزوّد المتابعين بالفيديوهات، وتحديدًا ألعاب الفيديو، ومحتوى فنّي، كما يحتوي على خاصية محادثات.

وقال شميدت خلال حديثه، إن شبكة الإنترنت التي تقودها الصين ليست انشقاقًا، بل تشعّب لشبكة الإنترنت الحالية، التي تقودها أميركا، وأضاف أن "حجم الشركات والخدمات التي يتم إنشاؤها في الصين تعد استثنائية، ومن الممكن أن تبني ثروة هائلة، كما أن الإنترنت الصيني يمثّل نسبة مئوية كبيرة من الناتج المحلي الصيني، وهو رقم كبير".

وأتت هذه التصريحات بعد أن شهدت شركة "جوجل" حملة انتقادات واسعة، خصوصًا من قبل موظّفيها، بعد إطلاقها نسخة معدّلة من موقعها، تتلاءم مع الشروط المفروضة من الحكومة الصينية، إذ إن محرك البحث الذي طوّرته "جوجل" للصين، يربط أرقام هواتف المستخدمين بعمليات البحث التي يقومون بها، والتي تمكّن السلطات الصينية من ربط العمليات بالأفراد وبالتالي تعريضهم للاتهامات وخطر المساءلة، في حال بحثوا في مواضيع سياسية حساسة بالنسبة للحكومة الصينية.

وتمتلك الصين أكبر عدد مستخدمي إنترنت في العالم، إذ يصل عددهم نحو 772 مليون مستخدم، ولديها مواقع تتلاءم وشروط حكومتها، التي تستبدل المواقع الغربية، مثل محرك البحث "Baidu" الذي حلّ محل "جوجل"، ومنصة "Weibo" للتواصل الإجتماعي التي حلّت مكان منصات التواصل الاجتماعي المعروفة، وموقع "Youku Tudou" الذي حلّ مكان "يوتيوب" في الصين.

وحذّر شميدت من أن نسخة الإنترنت الصينية التي تتشكّل بسبب التوسّع والريادة في المنتجات الصينية، من الممكن أن تدفع دولًا كثيرة إلى تبنّي ذات المنتجات التي "تمسّ بحقوق المواطن" وتعطي رقابة شبه تامة للحكومة، على حد قوله.

وأضاف شميدت أن سعي الحكومة الصينية إلى تقوية نفوذها السياسي، كما الاقتصادي، في العالم، عبر شبكة التجارة الضخمة بينها وبين آسيا وأفريقيا في مبادرة "BRI"، التي تشمل 60 دولة، سيزيد من توسّع شبكة الإنترنت التي تنشؤها الصين، والذي سيفقد المواطنين في هذه الدول العديد من الحريات.

التعليقات