برنامج ذكاء اصطناعي قادر على تشخيص أمراض الطفولة

تمكّن باحثون في جامعة كاليفورنيا سان دييجو مؤخّرًا من إنهاء تصميم لبرنامج ذكاء اصطناعي يملك القدرة على تشخيص أمراض الطفولة الشائعة، بدقّة تكاد توازي دقّة وكفاءة الأطباء المتمرّسين، من خلال معالجة بيانات عبر استخدام برنامج التعلم العميق، بهدف تحديد أمراض

برنامج ذكاء اصطناعي قادر على تشخيص أمراض الطفولة

توضيحية (Pixabay)

تمكّن باحثون في جامعة كاليفورنيا سان دييغو مؤخّرًا من إنهاء تصميم لبرنامج ذكاء اصطناعي يملك القدرة على تشخيص أمراض الطفولة الشائعة، بدقّة تكاد توازي دقّة وكفاءة الأطباء المتمرّسين، من خلال معالجة بيانات عبر استخدام برنامج التعلم العميق، بهدف تحديد أمراض الطفولة الشائعة وتشخيصها.

واعتمد الباحثون في دراستهم التي نشروها في مجلة "نيتشر" العلمية، على تغذية البرنامج المطوّر بمعلومات مُسجلة في مستشفي عام، بما شمل سجلات طبية وافية لأكثر من مليون و 362 ألف زيارة لأطفال، ثمّ قاموا بتحليل تلك البيانات وتصنيفها.

وطُلب من برنامج الذكاء الصناعي مُقارنة تلك البيانات بحالات طبية مماثلة تحتاج إلى تشخيص، فأظهر البرنامج قدرًا عاليًا من الدّقّة في تشخيص أمراض الأطفال، بالمقارنة مع التشخيصات الأولية التي أصدرها الأطباء بعد فحص الأطفال الأولي، خاصّةً في فئتين هامتين من الأمراض هما الأنفلونزا والحمى القلاعية، وأيضًا في الأمراض الخطيرة المُهددة للحياة مثل نوبات الربو الحادة والتهاب السحايا.

ويرتكز عمل البرنامج  على أن يقوم طبيب الفحص بإمداد نموذج الذكاء الصناعي الذي ابتكره الباحثون بالأعراض التي تظهر على الطفل، فيقوم البرنامج بمقارنة تلك الأعراض بنظيرها المسجل في قاعدة البيانات، ثم يبدأ في عمليات استبعاد منطقية، حتى يصل إلى النتيجة الصحيحة.

وتوفر هذه النتائج دليلًا على إمكانية تطبيق نظام قائم على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء على التعامل بسرعة مع الحالات الواردة للمستشفيات، كما يوفر ذلك النوع من البرامج دعمًا لاتخاذ القرارات السريرية في حالات عدم اليقين التشخيصي.

فمع تضخم المعلومات الطبية وتعقدها على نحو متزايد مع مرور الوقت، زادت الاختبارات التشخيصية كما زادت الخيارات العلاجية بشكل كبير، الأمر الذي جعل عملية اتخاذ القرار السريري أكثر تعقيدًا، وخلص الباحثون في الدراسة إلى أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي قد يكون مفيدًا أيضًا لترشيد رعاية المرضى والتمييز بين حالاتهم وإعطاء الأولوية لمن يحتاج إلى التدخل العاجل، وهو أمر قد يُنقذ حياة الكثير من الأطفال.

التعليقات