الـ"نوموفوبيا": رهاب الابتعاد عن الهاتف

برز خلال السنوات القليلة الماضية، مصطلح جديد نسبيًّا، يصف حالة الإنسان الذي لا يستطيع التخلّي عن استخدامه المستمرّ للهاتف، بل تتشكّل لديه حالة من الرهاب تدخله بنوبة من الخوف المفرط بمجرد الانفصال عنه، وهذا المصطلح يدعى "نوموفوبيا"، أي رهاب الانفصال

الـ

توضيحية (Pixabay)

برز خلال السنوات القليلة الماضية، مصطلح جديد نسبيًّا، يصف حالة الإنسان الذي لا يستطيع التخلّي عن استخدامه المستمرّ للهاتف، بل تتشكّل لديه حالة من الرهاب تدخله بنوبة من الخوف المفرط بمجرد الانفصال عنه، وهذا المصطلح يدعى "نوموفوبيا"، أي رهاب الانفصال عن الهاتف المحمول.

وترتبط النوموفوبيا بإدمان استخدام الهواتف، إذ أنّ الارتباط بالهاتف يمكنه أن يتسبّب بزيادة خوف الإنسان، بل وبخلق مخاوف جديدة، كالقلق على حجم البطارية والخوف من نفادها، أو الخوف من فقدان الشبكة أو انقطاعها، وهذه المخاوف الجديدة التي يتمّ تطويرها وخلقها داخل الإنسان، تساهم في زيادة ميله للقلق وهو ما يساعد على تطوير رهاب جديد.

ووفق ما نشرته صحيفة "ليبيراسيون"، فإنّ النوموفوبيا لا تدل على حالة مرضية لأنها ليست ضمن محتويات (DSM-5)، وهو الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية المرجعية، ومع ذلك فهي مستخدمة من قبل العلماء، وما زال معناها ملفوفًا بالغموض؛ إلّا أنّ مفهومها يدرس في سياق الإدمان على الإنترنت، وهو ميدان مفتوح للبحث.

واعتبرت الصحيفة أنّ الهاتف الذكي يعدّ أداة مشجعة على الإدمان لما يحتويه من تطبيقات مغرية، كالشبكات الاجتماعية والألعاب والصحف ومشاهدة الأفلام.

توضيحية (Pixabay)

في المقابل، قامت صحيفة "تشك نيوز"، باستفتاء شمل العديد من علماء النفس والأطباء النفسيين المتخصصين في مجال الأمراض العقليّة، محاولةً سبر غور النوموفوبيا، وفهم ما إذا كانت تعدّ مرضًا أم لا. ووفق تقرير الصحيفة، تحفّظ معظمهم واعتبروا أنّه ليس "مرضًا" بل اعتبروه شيئًا شبيهًا بـ"متلازمة" أو مجموعة أعراض وسلوكيّات.

ونقلت "تشك نيوز" الفرنسية عن الأستاذة بجامعة جنيف دانييل زولينو قولها إنّ الظاهرة التي يحاول المصطلح وصفها تشبه التعلق المفرط بالإنترنت الذي يفسره سببان: فمن ناحية هناك خوف أو قلق من الإدمان، ومن ناحية أخرى هناك لذة في الاستمتاع بالهاتف للولوج إلى الشبكات الاجتماعية أو الألعاب أو غيرهما.

إذ من الملاحظ أنّ الإدمان على الهاتف لا يدفع أصحابه إلى الاستشارات الطبية، إذ غالبًا ما يكون هذا السلوك مرتبطًا بأنواع أخرى من الإدمان، مل الإدمان على المقامرات، والتي صارت اليوم أكثر توفّرًا من خلال تطبيقات مدمجة في الهاتف، كما يلاحظ قلق الوالدين على أطفالهما المراهقين عندما يصبحون متشبثين بإفراط بهواتفهم.

ولعلاج ظاهرة الإدمان هذه، ينصح الباحثون بإجراء اختبار يوضح إذا كان الشخص مدمنًا فعلًا أم لا، لأن الطريق الأمثل لمشكلة ما هو الوعي بوجودها، وبعد ذلك يجب التفكير في قدر الفترة الزمنية التي ينبغي تخصيصها للهاتف دون أن يحصل إفراط ولا تفريط.

التعليقات