الشركات العملاقة تحاول اللحاق بروبوت الدردشة

أدّى تصاعد الاهتمام ببرنامج "تشات جي بي تي" إلى الضغط داخل شركات التكنولوجيا الكبيرة، مثل ميتا وغوغل، إلى التحرّك بشكل أسرع، وذلك بعد أن أصبح هذا الروبوت يشكّل خطرًا كبيرًا على هذه الشركات

الشركات العملاقة تحاول اللحاق بروبوت الدردشة

(Getty)

قبل ثلاثة أشهر من ظهور روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدرت شركة "ميتا" برنامج دردشة مماثل، إلّا أنّه لم يحظ بقبول واسع كما حصل مع "تشات جي بي تي"، وكثير من المستخدمين وصفوه بأنّه مملّ. وقال لي كون، من شركة استشارات الذكاء الاصطناعي "كوليكتيف"، إنّ السبب في كونه مملًا، هو أنّه آمن إلى حدّ كبير. حيث ألقى باللوم على شركة "ميتا"، لكونها "حذرة للغاية فيما يخصّ المحتوى"، كأن يتمّ توجيه برنامج الدردشة لتغيير الموضوع إذا ما تعلّق الأمر بالدين مثلًا، لكن بالنسبة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، فقد كان الأمر مختلفًا، كما تقول صحيفة واشنطن بوست الأميركيّة في تقرير لها.

أدّى تصاعد الاهتمام ببرنامج "تشات جي بي تي" إلى الضغط داخل شركات التكنولوجيا الكبيرة، مثل ميتا وغوغل، إلى التحرّك بشكل أسرع، وذلك بعد أن أصبح هذا الروبوت يشكّل خطرًا كبيرًا على هذه الشركات، وسط مخاوف خبراء من أن يحتلّ مكان محرّك البحث الأشهر "غوغل".

ويخشى بعض العلماء المختصّين بأخلاقيّات الذكاء الاصطناعي، من أنّ اندفاع الشركات الكبيرة للتحوّل نحو الذكاء الاصطناعي، قد يعرّض ملايين المستخدمين لأضرار محتملة، مثل مشاركة هذه البرامج لمعلومات غير دقيقة، أو منح الطلاب القدرة على الغشّ في الامتحانات، أو إنشاء صور مزيّفة، أو حتّى استخدامه للتأثير على نتائج الانتخابات.

وقبل نحو 10 سنوات، كانت غوغل هي الشركة الرائدة في هذا المجال، حيث استحوذت على مختبر الذكاء الاصطناعي المتطوّر "ديب مايند" عام 2014، كما أطلقت برنامجها للتعليم الآلي "تينزور فلو" عام 2015، ومع حلول عام 2016، تعهّد بيتشاي بتحويل غوغل إلى "شركة الذكاء الاصطناعي الأولى"، وخلال عام 2022، غادر كبار الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من شركة غوغل، وذلك من أجل إطلاق شركات ناشئة. وقال نيك فروست، أحد العاملين في "غوغل براين" لمدّة ثلاث سنوات، وقبل تأسيسه لشركته الناشئة "كوهير"، إنّ الشركات الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت تركّز على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين نماذج الأعمال الضخمة الموجودة لديها.

وقالت ليلي لين، المتحدّثة باسم غوغل: "نعتقد أنّ الذكاء الاصطناعي هو تقنيّة تأسيسيّة وتحويليّة مفيدة بشكل لا يصدّق للأفراد والشركات والمجتمعات… نحن بحاجة إلى النظر في التأثيرات المجتمعيّة الأوسع نطاقًا، والتي يمكن أن تحدثها هذه الابتكارات. نواصل اختبار تقنيّة الذكاء الاصطناعي لدينا داخليًّا، للتأكّد من أنّها مفيدة وآمنة"، ومن جهته، قال رئيس الاتصالات في شركة مايكروسوفت، فرانك شو، إنّ شركته تعمل مع "أوبن آي"، المشغّل لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، من أجل بناء المزيد من وسائل تخفيف الأمان عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وقال شو "مايكروسوفت تعمل منذ سنوات على تطوير مجال الذكاء الاصطناعي وتوجيه كيفيّة إنشاء هذه التقنيّات واستخدامها على منصّاتنا بطرق مسؤولة وأخلاقيّة".

التعليقات