"آبل" تقتحم عالم الميتافيرس بنظّارات للواقع الافتراضيّ

أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة "آبل"، اليوم الإثنين، في مؤتمر المطوّرين السنويّ، عن نظّارات Apple Vision Pro، كما كشفت خلال المؤتمر النقاب عن معالج M2 Ultra، وهو أقوى معالج لأجهزة الكمبيوتر الشخصيّة على الإطلاق.

كما أطلقت الشركة خلال المؤتمر، حاسوب MacBook Air وMac Pro، بالإضافة إلى أنظمة تشغيل جديدة لأجهزة آيفون وآيباد.

وقال تيم كوك في بداية الحدث: "مرحبًا بكم في أفضل مؤتمر WWDC على الإطلاق"، "سيكون يومًا تاريخيًّا، يومًا خاصًّا جدًّا للإعلان عن تقنيّاتنا ومنصّاتنا." ووعد كريج فيديريغي، نائب رئيس شركة آبل لهندسة البرمجيّات، "لدينا الكثير لنشاركه هذا العام". وقد حضر الحدث مئات الصحفيّين من جميع أنحاء العالم - وهو حضور أكبر من المعتاد في WWDC.

ومن المتوقّع أن تجمع نظّارات آبل بين تقنيّتين: الواقع الافتراضيّ (VR)، والّذي يسمح للمستخدمين بالانغماس في بيئة رقميّة بالكامل، والواقع المعزّز (AR)، الّذي يسمح بدمج العناصر الرقميّة في البيئة المادّيّة للمستخدمين، وستكون هذه النظّارات بمثابة البوّابة لما يعرف باسم "ميتافيرس" المستقبل والتجسّد النظريّ للإنترنت، على الرغم من أنّ شركة آبل فضّلت حتّى الآن تجنّب استخدام هذا المصطلح الّذي أصبح مرتبطًا بشركة "ميتا".

جهاز MacBook جديد

وقدّم جون تارنوس، نائب رئيس الأجهزة، الطراز الجديد - MacBook Air مقاس 15.3 بوصة، مع معالج M2. وسيأتي الكمبيوتر بأربعة ألوان وستّة مكبّرات صوت وبطّاريّة تدوم 18 ساعة حسب إعلان الشركة. ووفقًا لشركة آبل هذا هو أنحف كمبيوتر مقاس 15 بوصة في العالم. ووفقًا لها، فإنّ الكمبيوتر الجديد أسرع بمرّتين من الكمبيوتر المقابل المستند إلى إنتبل. وسيكلّف الطراز الجديد من 1299 دولارًا، ومتاحًا للطلبات بدءًا من اليوم، وللشراء بدءًا من الأسبوع المقبل.

أجهزة كمبيوتر سطح المكتب الجديدة

وأعلنت شركة آبل عن جيل جديد من حاسب Mac Studio المخصّص للمستخدمين المحترفين، بشريحة جديدة تسمّى M2 Ultra، كما أعلنت عن أوّل جهاز Mac Pro بشريحة Apple، وهو كمبيوتر مكتبيّ متقدّم للشركة، ومجهّز أيضًا بشريحة جديدة. وتمّ تصميم Mac Pro الجديد لمنشئيّ المحتوى والمطوّرين، على أنّه قادر على استقبال ما يصل إلى 192 جيجابايت من الذاكرة العاملة، وتمّ تحسين Mac Pro للاستخدام مع بطاقات التوسيع، ويحتوي على ستّ فتحات توسعة في معيار PCI.و يبدأ Mac Studio بسعر 1999 دولارًا، ويبدأ Mac Pro بسعر 6999 دولارًا، وكلاهما سيكون متاحًا الأسبوع المقبل.

نظام التشغيل iOS 17

في هذا الحدث، تمّ الإعلان كذلك عن تحديث لتطبيق Dialer، والّذي سيسمح للمستخدمين باختيار صورة سيتمّ عرضها للمستخدمين الآخرين عند الاتّصال بهم، وسيقوم تحديث آخر بنسخ الرسائل الصوتيّة للسماح للمستخدمين بمعرفة ما إذا كان شخص ما يبحث عنها بشكل عاجل - وهي ميزة موجودة بالفعل في نظام التشغيل المنافس، Android. ويتيح تحديث آخر للمستخدمين "تسجيل الوصول" في مواقف معيّنة - على سبيل المثال، أثناء المشي ليلًا، ويمكنك تلقائيًّا إرسال رسالة تسجيل وصول إلى عائلتك عند وصولك، وميزة أخرى تتعلّق بالاتّصال هي خيار جديد لإضافة ملصقات في تطبيق المراسلة وكذلك في العديد من تطبيقات الطرف الثالث، وتتوافق معظم تحديثات تطبيقات Dialer والمراسلة مع العديد من الميزات الّتي كانت موجودة منذ فترة طويلة على أجهزة أندرويد بالإضافة إلى واتساب وتيلغرام وتيكتوك.

وتسيطر "ميتا" على قطاع الواقع الافتراضيّ راهنًا، إذ استحوذت الخوذ من ماركة "كويست" على أكثر من 80 في المئة من السوق في نهاية عام 2022، وفقًا لشركة "كاوتنربوينت".

وتتمتّع خوذة "رياليتي برو" بمواصفات فنّيّة "مذهلة" وستطرح في السوق بسعر يبلغ "نحو ثلاثة آلاف دولار"، وفقًا لما ذكره دان آيفز من "ويب بوش".

وشرح المحلّل أنّ الخوذة مصمّمة لممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة الأفلام والمشاركة في مكالمات الفيديو وممارسة الرياضة.

وأشار المحلّل في "إنسايدر إنتيليجنس" يوري ورمسر إلى أنّ "آبل كانت تأمل في إطلاق منتج أقرب إلى زوج من النظّارات منه إلى خوذة لألعاب الفيديو".

لكنّه أضاف "يبدو أنّهم سيكشفون عن شيء أكبر (وبالتّأكيد أكثر تكلفة)، لأنّهم يريدون للمولّعين بهذا المجال والمهندسين أن يستخدموه ويبدأوا في بناء نظام بيئيّ من التطبيقات المخصّصة"، قبل تصميم أجهزة أخفّ وزنًا وأرخص تكلفة لعامّة الناس.

وأطلق رئيس المجموعة مارك زاكربرغ الخميس، جهازًا جديدًا هو "كويست 3"، موضّحًا أنّها "أوّل خوذة موجّهة للعامّة مع واقع مختلط بالألوان عالية الدقّة".

يتيح الواقع المختلط الانتقال من الواقع الافتراضيّ، الّذي يغمر المستخدم في عالم افتراضيّ، إلى الواقع المعزّز، حيث تظهر عناصر افتراضيّة متراكبة على بيئته الحقيقيّة.

ولفت زاكربرغ إلى أنّ خوذة "كويست 3" الّتي ستطرح للبيع في الولايات المتّحدة خلال الخريف بسعر يبدأ بـ500 دولار، "أصغر حجمًا بنسبة 40%" من الطراز السابق و"أكثر راحة" للاستخدام، واصفًا إيّاها بأنّها "أقوى خوذة" للعلامة التجاريّة منذ إطلاقها.

في نهاية عام 2021، اعتمدت فيسبوك اسم "ميتا" لشركتها الأمّ، انطلاقًا من رؤية تقوم خصوصًا على اعتبار الميتافيرس مستقبل الإنترنت، بعد الويب وأجهزة المحمول.

لكنّ جهود المجموعة العملاقة في مجال الشبكات الاجتماعيّة لم تفض حتّى الآن إلى اعتماد خوذها على نطاق واسع.

وقد ازداد عدد مستخدمي هذه المعدّات في عام 2021، خلال فترات الإغلاق في أثناء الجائحة، لكنّ النموّ تباطأ منذ ذلك الحين، ليراوح بين 5 و6% سنويًّا، وفق "إنسايدر إنتلجنس".

وبحسب شركة الأبحاث هذه، يستخدم حوالي 35 مليون شخص حاليًّا خوذ الواقع الافتراضيّ مرّة واحدة على الأقلّ شهريًّا في الولايات المتّحدة، أو حوالي 10% من السكّان.

وقال المحلّل في "إنسايدر إنتلجنس" يوري ورمسر إنّ ميتا "ترغب في وضع المعايير لأنظمة تشغيل هذه التكنولوجيا الجديدة، كما فعلت غوغل وآبل على صعيد الهواتف الذكيّة". وأضاف "نتيجة لذلك، لا تمانع الشبكة في بيع خوذ بخسارة لبناء قاعدة من المستهلكين". أمّا "آبل"، فتريد في المقابل "كسب المال من بيع أجهزتها، ولو كانت أعمالها الخدميّة تنمو".

وتشتهر المجموعة بأنّها لا تصدر منتجات جديدة إلّا عندما يكون من المؤكّد أنّها ستحدث ضجّة كبيرة، حتّى لو كان سعرها مرتفعًا جدًّا في البداية بالنسبة إلى عامّة الناس.

ورأى مؤسّس شركة "في آر دايركت" الاستشاريّة في مجال الواقع الافتراضيّ رولف إيلنبرغر أنّ الواقع الافتراضيّ سيتبلور أوّلًا على أيّ حال "في العمل وعلى مستوى الجامعات والتدريب".

وأضاف أنّ الخوذة الجديدة، ولو كان سعرها ثلاثة آلاف دولار، "ستحدث ثورة في الواقع الافتراضيّ والواقع المعزّز ونظرة الناس إلى الميتافرس، في حال كان كلّ ما يروّج عنها صحيحًا"، إذ إنّ "المعجبين بأجهزة آبل يخشون تفويت شيء".