دراسة تكشف سر التصاق "أبو بريص" بالجدران

تتحدى سحالي الوزغيات (أبو بريص) الجاذبية من خلال "الالتصاق" بالجدار، ويرجع ذلك جزئيا إلى طبقة رقيقة جدا من الدهون تغطي أطراف ساقيها، على ما أظهرت دراسة نُشرت نتائجها، الأربعاء.

دراسة تكشف سر التصاق

(Gettyimages)

تتحدى سحالي الوزغيات (أبو بريص) الجاذبية من خلال "الالتصاق" بالجدار، ويرجع ذلك جزئيا إلى طبقة رقيقة جدا من الدهون تغطي أطراف ساقيها، على ما أظهرت دراسة نُشرت نتائجها، الأربعاء.

لطالما أثارت القدرة الخارقة لهذه السحلية الصغيرة على الالتصاق، حيرة العلماء الذين سعوا إلى كشف سرها.

وقد عرفوا منذ سنوات أن أطراف قوائم هذه السحالي تضم ملايين الشعرات المجهرية المرنة المرتبة بترتيب معين والتي تأخذ أطرافها شكل ملاعق.

وتتيح هذه البنية المجهرية التماهي مع شكل السطح الذي تتحرك عليه سحلية أبو بريص. وتُفسر هذه الظاهرة من خلال ما يسمى بقوى فان دير فالس.

وقال الفيزيائي، تشيرنو جاي، من المعهد الوطني الأميركي للمعايير والتكنولوجيا (NIST)، المشارك في إعداد الدراسة التي نشرتها مجلة "بايولوجي ليترز"، "نعرف أمورا كثيرة عن السلوك الآلي لهذه الشعرات المجهرية. بتنا الآن نفهم بدرجة أكبر طريقة عملها على المستوى الجزيئي".

وقد خلص باحثو المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا، باستخدام مجهر الأشعة السينية، إلى أن أطراف الوزغيات مغطاة بغشاء دهني بسماكة نانومتر واحد، أي واحد من المليار من المتر.

ويمكن أن تؤدي هذه الدهون التي تحمي الأنسجة من الجفاف، دورًا رئيسيًا أيضًا بفضل طبيعتها الكارهة للماء.

وقال الكيميائي في جامعة آرهوس الدنماركية، توبياس فيدنه، المشارك في إعداد الدراسة، في بيان المعهد القومي للمعايير والتقنية، إن هذه الدهنيات توفر لأطراف السحالي "اتصالا وثيقاً بالسطح"، من خلال صد جزيئات الماء.

وأشار إلى أن هذه الآلية كلها "تساعد السحالي على التشبث بالأسطح الرطبة".

ويتصور الباحثون تطبيقات ملموسة لهذه الميزة، من خلال المحاكاة الحيوية، للبحوث المتعلقة بقدرات الوزغيات.

وقال عالم الفيزياء في معهد (NIST) دان فيشر "يمكنك أن تتخيل أحذية مصنوعة من جلد الوزغيات لا تنزلق على الأسطح الرطبة، أو قفازات من الوزغيات لحمل الأدوات المبتلة"، أو حتى "مركبة قادرة على السير على جدار".

حتى ذلك الحين، خلصت الدراسة إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد فائدة هذا الغشاء الدهني بصورة دقيقة.

التعليقات