خلصت دراسة حديثة حول شكل وبنية الديناصورات من نوع "تي ريكس" إلى معلومات تتناقض مع الاعتقاد السائد حول أنياب وأسنان هذا النوع من الديناصورات، بحسب ما أوضح أحد معدي هذه الدراسة في حوار مع وكالة "فرانس برس".
وقد تكون الصورة التي تخيلها فيلم "جوراسيك بارك" ومعظم شركات صناعة الألعاب عن الديناصورات من نوع "تي ريكس" مغلوطة، إذ أن أنيابها لم تكن بارزة ربما، كما كان يُعتقد، بل كان لها على الأرجح شفاه تغطيها، على ما أظهرت هذه الدراسة.
وبحسب أحد معدي هذه الدراسة، توماس كولن، فإن "حيوانات مثل ‘تي ريكس‘، وهي ديناصورات لها أقدام، لديها على الأرجح نوع من الشفاه والأنسجة الرخوة تغطي أفواهها لحماية أسنانها".
وأضاف أستاذ علم الأحياء القديمة في جامعة أوبورن في ولاية ألاباما في جنوب الولايات المتحدة، إن نتائج الدراسة الجديدة تحمل "تغييرًا عن الكثير من الفرضيات المتداولة سابقًا".
ولفت إلى أن الفرضيات المتداولة والصورة النمطية المتشكلة "كانت تُشبّه هذه الديناصورات إلى حد كبير بالتماسيح، مع أسنان ظاهرة عندما يكون فكّها مغلقًا ومن دون شفاه".
ورغم أن المسألة لم تُجزم بالكامل، درس الباحثون مجموعة من الديناصورات وحشيات الأرجل (ثيروبودا) من متاحف عدة للتوصل إلى هذا الاستنتاج الجديد. وعلى سبيل المثال، قارن الباحثون تآكل مينا الأسنان لدى الديناصورات والتماسيح، الحيوانات الحية الأقرب إلى وحشيات الأرجل.
وأفاد كولن بأن مينا الأسنان "يجب أن يبقى رطبًا للبقاء بصحة جيدة"، مضيفًا أنه "إذا تعرض للهواء لفترة طويلة، فإنه يصبح متفتتًا ومن المرجح أن يتشقق أو يمرض". ووفقًا لعلم الأحياء القديمة، فإن مينا الجزء الخارجي لأسنان التماسيح الحية تبلى بشكل أسرع من الجزء الداخلي لأنها لا تحتوي على شفاه.
وأضاف أنه "عندما نظرنا إلى سماكة المينا في داخل وخارج أسنان الديناصورات الكبيرة، لم يظهر لديها هذا النوع من التكوين مثل التماسيح". وأشار إلى أن هذه الديناصورات "تُظهر نموذجًا أقرب إلى الحيوانات ذات الشفاه"، لافتًا إلى أن "سماكة مينا الأسنان هي نفسها على الجانبين الخارجي والداخلي".
وأراد الباحثون أيضًا معرفة ما إذا كان من الممكن أن تكون أسنان ديناصورات "تي ريكس" كبيرة جدًا على أفواهها، ومقارنتها بالكثير من السحالي الحديثة ذات الشفاه. وأوضح كولن أن "بعض سحالي الورل اليوم لها أسنان ضخمة للغاية"، و"يبدو من غير المعقول تقريبًا أن هذه الأسنان يمكن تغطيتها بالكامل بالشفاه، لكنّ الأمر كذلك".
وأضاف أنه "اكتشفنا كذلك أن (...) نسبة المقياس هذه متطابقة تقريبًا بالنسبة للديناصورات وحشيات الأرجل".
لكن ما هي عواقب هذا الاكتشاف على طريقة إظهار هذه الحيوانات في أعمال الثقافة الشعبية؟
أقر كولن أن أفلام "جوراسيك بارك" نجحت في "تقديم معلومات تتناسب مع ما كان معلومًا في حينها" عن الديناصورات، فإن محاولات تصوير ديناصورات وحشيات الأرجل "انحرفت تماما" عن المسار السليم مذاك، بحسب عالم الأحياء القديمة.
التعليقات