الأبحاث المخبرية على الحيوان

يُستغل ما يقارب الـ500 ألف حيوان في المختبرات الإسرائيلية لصالح الأبحاث الطبية في كل عام. وتلعب التجارب على هذه الحيوانات دورًا كبيرًا في تقدّم الطب وتطوير العقاقير العلاجية، إذا ما أخرجناها من سياقها الأخلاقي

الأبحاث المخبرية على الحيوان

يُستغل ما يقارب الـ500 ألف حيوان في المختبرات الإسرائيلية لصالح الأبحاث الطبية في كل عام. وتلعب التجارب على هذه الحيوانات دورًا كبيرًا في تقدّم الطب وتطوير العقاقير العلاجية والإجراءات الجراحية وتطوير أجزاء الجسم الاصطناعية، إذا ما أخرجناها من سياقها الأخلاقي، وتتم هذه التجارب بكثرة على حيوانات مثل الكلاب، الفئران والجرذان، ويحتدم النقاش ما بين معارض ومؤيد لهذه الظاهرة.

وللتجارب المخبرية على الحيوانات جوانب إيجابية لكنها لا تخلو من الجوانب سلبية، فمن ناحية اعتمدت معظم الإنجازات الطبية في القرن العشرين على استخدام الحيوانات بطريقة ما، فقد أظهر مختبر أبحاث الحيوان في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم أنه حتى أجهزة الكمبيوتر المتطورة غير قادرة على صياغة التفاعل بين الجزيئات والخلايا والأنسجة والأعضاء والكائنات الحية، والبيئة، مما يجعل إجراء التجارب على الحيوانات أمر ضروري للوصول لنتائج دقيقة.

ولكن من ناحية أخرى فإن مصطلحا 'التجارب على الحيوانات' و 'الرفق بالحيوان' هما مصطلحان متناقضان حتى في الحالات التي تجرى فيها التجارب على الحيوانات في الطبيعة، فإن ظروف احتجاز هذه الحيوانات تؤدي إلى الضغط والمعاناة مما يثير جمعيات الرفق بالحيوان. إضافة إلى ذلك يشدد معارضو إجراء التجارب على الحيوانات من الناحية العلمية على أنه يوجد عيوب في بعض هذه التجارب، خصوصا تلك المستخدمة في إنتاج الأدوية الخاصة بالبشر. بما أنه يوجد للحيوانات أجهزة بيولوجية معقدة، فإن الاختلافات الفيزيولوجية الصغيرة بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية تؤدي حتمًا إلى اختلافات واضحة وإلى ردود فعل مختلفة للأجساد على الأدوية والعقاقير المبتكرة.

ومع تطور الأبحاث ظهر ما يمكن اعتباره بدائل عن الحيوانات في التجارب المخبرية، التي من الممكن أن تحل محل الحيوانات أو على الأقل تخفض عدد استخدامها مثل زراعة الخلايا. تؤخذ خلايا من الإنسان أو الحيوان وتزرع في المختبر، فتنمو وتعمل كأنها في الجسم. ومن خلال ذلك يمكن إنتاج أنسجة القلب أو الأوعية الدموية مثلاً أو حتى عضو كامل وبذلك يتم إجراء البحث عليه. كما تمكن العلماء من إنتاج جلد الإنسان مخبريًا وتجربة أدوية ومواد كيميائية جديدة عليه.

وبالرغم من ذلك لا يزال الباحثون يتشبثون بقوة باستعمال الحيوانات لأهداف تجريبية، على الرغم من المشاكل العلمية والأخلاقية المرتبطة بالموضوع، وكذالك توفر طرق للبحث دون استخدام الحيوانات التي تقدم البديل.

وتعتمد المؤسسات العلمية في إسرائيل على قانون التجارب على الحيوانات بغرض حماية اهتمامات الصناعات الطبية الكيميائية، وليس لاعتبارات تتعلق بالرفق بالحيوان وحمايتها، وبمجرد ظهور هذا القانون، أعلن القائمون على هذه الأبحاث أن نشاطاتهم الآن تراقب عن قرب و لها أنظمة تحكمها، رافضين مراقبتهم، وبهذه الطريقة، أصبح القانون أداة مستخدمة ممن يجرون التجارب على الحيوانات لرفض أي طلب للمحاسبة والمراقبة من قبل الجمعيات المختصة، وبهذا نجحت المؤسسة البيولوجية الطبية بقهر كل محاولة منع إجراء التجارب على الحيوانات، لحماية مصالحها المادية.

مثال على التجارب على الحيوانات في إسرائيل استخدم الباحثون في معهد أبحاث 'غولدشيلجر آي'، وكلية الطب بجامعة تل أبيب، ومركز شيبا الطبي، 32 قط بالغ في تجربة صممت 'لدراسة اندماج مولد صناعي معدني في مخ الثدييات'، تم إجراء قطع في غلاف الجزء البصري لـ18 قط و تم زرع قطب كهربائي فضي، وكان استنتاج الباحثين أن 'مولد معدني مزروع في الغلاف الخارجي للعصب البصري في الثدييات منعدم التأثير على كفاءة الخلايا، ولهذا فالمعادن الخاملة كيميائيا قد تناسب في المستقبل كمولدات صناعية تزرع في المخ.

التعليقات