دراسة: الكلاب ليست ذكية بل مُحبة

ألف عالم النفس المتخصص بالحيوانات في جامعة أريزونا، كلايف واين، كتابًا بعنوان "الكلب حب" (دوغ إز لاف)، ويشير فيه إلى مجموعة من الأدلة تثبت أن الكلاب قادرة على إقامة علاقات شخصية وثيقة ومبنية على الحب المتبادل

دراسة: الكلاب ليست ذكية بل مُحبة

(pixabay)

ألّف عالم النفس المتخصص بالحيوانات في جامعة أريزونا، كلايف واين، كتابًا بعنوان "الكلب حب" (دوغ إز لاف)، ويشير فيه إلى مجموعة من الأدلة تثبت أن الكلاب قادرة على إقامة علاقات شخصية وثيقة ومبنية على الحب المتبادل.

وقال واين إنه "بدأت دراسة الكلاب في مطلع الألفية، وكنت أظن مثل زملائه أن القول بإنها قادرة على إظهار مشاعر معقدة سيوقعني في جرم الشخصنة، إلا أن موقفي سرعان ما تغير بفضل مجموعة من الأدلة لم يعد بالإمكان تجاهلها"، مضيفًا أنه "وصلت إلى مرحلة شعرت فيها أنه من المفيد أن أشكك بتحفظي الأساسي".

وعرفت علوم الكلاب انتعاشًا في العقدين الأخيرين مع التركيز على ذكاء هذه الحيوانات، وروجت كتب مثل "ذي جيينيس أوف دوغز" من تأليف براين هير لفكرة أن الكلاب تتمتع بذكاء فطري استثنائي، إلا أن واين يخفف من أهمية ذلك مع خلاصة قد تصيب بعض محبي الكلاب بخيبة أمل، ومفادها أن هذه الحيوانات ليست بهذا الذكاء.

واقترح واين تغيير هذا المفهوم المستخدم، مستندًا بذلك إلى سنوات من الأبحاث متعددة الاختصاصات تؤكد خلاصتها أن الكلاب تتميز ب "حب الاختلاط الكبير"، و"غريزة العيش ضمن مجموعات"، وليس بذكائها، فيمكن لطيور الحمام أن تتعرف على أشياء ببعدين، والحيتان أن تفهم قواعد اللغة، والنحل أن يرقص ليدل زملاءه على مكان توافر الغذاء، أما الكلاب فعاجزة عن كل ذلك.

ويظهر اكتشاف حديث أن الهرمون المسؤول عن الثقة والتعاطف لدى البشر "الإكسيتوسين"، له دور أيضًا في العلاقة بين الكلب وصاحبه، فعندما يتبادل الشخص والكلب النظرات، يرتفع مستوى الإكسيتوسين بشكل كبير على ما جاء في أعمال أجراها تايكفومي كيكوسوي في جامعة أزابو في البايان، وهذا ما يحصل في النظرات بين الأم وطفلها.

واكتشفت العالمة الجينية، بريدجت فونهلوت، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، في عام 2009، أن الكلاب تحمل تحولًا جينيًا مسؤولًا لدى الانسان عن متلازمة وليامز، وتؤدي هذه المتلازمة إلى تخلف عقلي وحب كبير للاختلاط، ويكتب كلايف واين في كتابه أن "الكلاب كما الأشخاص المصابين بمتلازمة وليامز، يشعرون برغبة كبيرة بإقامة علاقات وثيقة وشخصية والحب المتبادل".

ويظهر التصوير بالرنين المغنطيسي أن أدمغة الكلاب تحفز أكثر بالإطراء منه بالغذاء، إلا أن هذا الاستعداد الفطري يجب أن يشجع ويطور في بداية حياة الحيوان، وتفيد كل المؤشرات إلى أن قصة الحب هذه لا تقتصر على الإنسان، فقد ربى شخص جِراء كلاب وسط مجموعة من طيور البطريق على جزيرة أسترالية للدفاع عنها من هجمات الثعالب.

وتفيد نظرية أن أسلاف الكلاب كانت تتجمع حول المواقع التي يرمي فيها البشر نفاياتهم وقد حصل ترويضها رويدا رويدا حتى صارت ترافق الانسان في رحلات الصيد، وهذه الفرضية التي يدعمها واين أقل رومانسية من صورة الصياد الذي يقبض على جرموز ويروضه، والتي تعتبر "غير قابلة للإثبات" نظرًا إلى شراسة الذئاب حيال البشر.

ويسمح التقدم العلمي الأخير بتحليل حمض نووي قديم، وقد يسمح ذلك بتحديد المرحلة التي تحولت فيها الجينة التي تتحكم بمتلازمة وليامز لدى الكلاب، وقد يكون هذا التحول حصل قبل ثمانية إلى عشرة آلاف سنة على ما يفيد كلايف واين، في نهاية العصر الجليدي الأخير عندما كان معروفًا أن الانسان والكلب يصطادان معًا.

ويؤكد كلايف واين أن "الكلب ينتظر منك أن تبدي له الحب"، ويوصي بـ"تشجيعها إيجابيًا بدلًا من خنقها بطوق"، ويضيف أن "الكلاب تمنحنا الكثير، ولا تطلب شيئًا كثيرًا في المقابل، فلا حاجة لشراء كل الألعاب، والسكاكر، لأنها بحاجة فقط إلى رفقة، وإلى أن تكون معنا".

التعليقات