كيف تؤثر التغيرات المناخية على البشر والطبيعة؟

أعدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، تقريرا وهو الأكثر شمولا حتى الآن بشأن تأثير التغير المناخي على صحة البشرية وثرواتها ورخائها.

كيف تؤثر التغيرات المناخية على البشر والطبيعة؟

توضيحية (pixabay)

أعدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، تقريرا وهو الأكثر شمولا حتى الآن بشأن تأثير التغير المناخي على صحة البشرية وثرواتها ورخائها.

واطلعت وكالة "فرانس برس" على مسودة التقرير الذي تعتزم الهيئة نشره العام المقبل.

في ما يلي بعض النتائج التي توصل إليها التقرير بشأن التأثيرات على البشر:

يظهر التقرير كيف أدى تغير المناخ بالفعل إلى خفض إنتاج المحاصيل الرئيسية على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يستمر هذا التراجع في الحصاد طوال القرن الحادي والعشرين، ما يزيد الضغط على البلدان التي يتعين عليها توفير موارد كافية لإطعام سكانها الآخذة أعدادهم بالازدياد.

بين سنتي 2015 و2019، احتاج ما يقدر بنحو 166 مليون شخص، خصوصا في أفريقيا وأميركا الوسطى، إلى مساعدة إنسانية بسبب حالات الطوارئ الغذائية المرتبطة بالمناخ.

سيؤدي ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون أيضًا إلى تدهور نوعية المحاصيل، وتقليل المعادن والمغذيات الحيوية في المواد الغذائية الرئيسية.

رغم ارتفاع مستويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، سيعاني ما يقرب من 10 ملايين طفل إضافي من سوء التغذية وضعف النمو بحلول عام 2050، مما يعرضهم لمخاطر صحية مدى الحياة.

من المتوقع أن تنخفض إمكانات الصيد البحري التي يعتمد عليها ملايين البشر كمصدر رئيسي للبروتينات، بنسبة 40 إلى 70% في المناطق الاستوائية في أفريقيا إذا ما استمرت الانبعاثات بوتيرتها المتسارعة.

توضيحية (pixabay)

من شأن خفض استهلاك اللحوم الحمراء إلى النصف ومضاعفة تناول المكسرات والفواكه والخضر أن يقللا الانبعاثات المرتبطة بالأغذية بنسبة تصل إلى 70% بحلول منتصف القرن الحالي، ما سينقذ حياة 11 مليون شخص بحلول عام 2030.

سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقليل القدرة الجسدية للأشخاص على العمل، وستفقد مناطق كثيرة في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء وأجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية ما يصل إلى 250 يوم عمل سنويًا بحلول سنة 2100.

سيتعرض 1,7 مليار شخص إضافي للحرارة الشديدة، كما سيكون 420 مليون شخص إضافي عرضة لموجات حر شديدة إذا ارتفعت درجة حرارة الكوكب بمقدار درجتين مئويتين مقارنة بـ1,5 درجة، وهو الهدف المنصوص عليه في اتفاق باريس.

بحلول عام 2080، قد يواجه مئات الملايين من سكان المدن في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وجنوب شرقها، أكثر من 30 يومًا من الحرارة القاتلة سنويًا.

يُرجّح أن تؤدي الفيضانات في المتوسط إلى نزوح 2,7 مليون شخص سنويًا في أفريقيا. ومن دون خفض الانبعاثات، قد يضطر أكثر من 85 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم في أفريقيا جنوب الصحراء بسبب التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ بحلول عام 2050.

سيشهد العالم في حال بلغ الاحترار مستوى يفوق 1,5 درجة مئوية، ازديادًا بواقع مرتين أو ثلاث في عدد المتضررين من الفيضانات في كولومبيا والبرازيل والأرجنتين، وبأربعة أضعاف في الإكوادور وأوروغواي، وصولا إلى خمسة أضعاف في البيرو.

يُتوقع أن يتعرض حوالى 170 مليون شخص للجفاف الشديد هذا القرن إذا وصل ارتفاع درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية.

الهند (أ ب)

عدد الأشخاص المعرضين لخطر الموت في أوروبا سيتضاعف ثلاث مرات مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار ثلاث درجات مئوية مقارنة بـ1,5 درجة من الاحترار.

فيما يؤدي ارتفاع معدلات الحرارة إلى توسيع موائل البعوض، من المتوقع أن يكون نصف سكان العالم بحلول عام 2050 معرضين لخطر الأمراض المنقولة بالنواقل مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا.

في غياب أي تخفيضات كبيرة في تلوث الكربون، يمكن أن يتعرض 2,25 مليار شخص إضافي لخطر الإصابة بحمى الضنك في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

من المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم في آسيا بواقع ستة أضعاف بين عامي 2020 و2050.

بحلول منتصف القرن الجاري، قد يصبح النزوح الداخلي مصير ما بين 31 و143 مليون شخص بسبب نقص المياه والضغوط الزراعية وارتفاع مستوى سطح البحر في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية.

يحذر خبراء المناخ في الأمم المتحدة من تهديدات بنيوية مترابطة تطاول أشكال الحياة على الأرض على نطاق غير مسبوق في تاريخ البشرية بسبب التغير المناخي.

في ما يلي بعض النتائج التي توصل إليها التقرير بشأن التبعات على الطبيعة:

يحذر التقرير من أن تعافي النظم البيئية وشبكات الغذاء والتنوع البيولوجي من الصدمات المناخية الشديدة المشابهة لما يواجهه العالم حاليا استغرق في الماضي البعيد ملايين السنوات، ونتج عنه ظهور أنواع جديدة تماما.

الكثير من النظم الإيكولوجية المرتبطة بالتربة والمياه العذبة والمحيطات والسواحل "ناهزت أو تخطت" الحدود القصوى لقدرتها على التكيف مع تغير المناخ.

توضيحية (pixabay)

في حال حصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين (فيما يرمي اتفاق باريس المناخي إلى احترار "أقل بكثير" من هذا المستوى)، يمكن فقدان حوالى 15% من التربة الصقيعية بحلول عام 2100، مما يؤدي إلى إطلاق ما بين 36 و 67 مليار طن من الكربون من التربة المتجمدة، ما يدخل العالم في حلقة مفرغة مع مزيد من الاحترار.

تدفع الأحداث القصوى المتزايدة، مصحوبة بالاتجاهات المناخية على المدى الطويل، بالنظم الإيكولوجية نحو نقاط تحول "قد تحدث بعدها تغيرات مفاجئة قد لا يكون فيها رجوع".

يظهر جليًا من خلال التقرير أن مستقبل الكائنات الحية في العالم يبدو محفوفًا بالمخاطر.

تتسارع معدلات الانقراض بشكل كبير وتُقدّر بألف مرة أعلى مما كانت عليه قبل تأثير الأنشطة البشرية على الأرض في القرن الماضي.

في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، ستنتقل نباتات وحيوانات كثيرة مئات الكيلومترات من موائلها الطبيعية بحلول نهاية القرن.

يواجه ما يصل إلى 54% من الأنواع البرية والبحرية خطر الانقراض خلال القرن الحالي إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين إلى ثلاث درجات فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ويطاول الخطر بصورة خاصة الأنواع الموجودة في المناطق الجبلية العالية والجزر.

حتى في حال تحصر الاحترار بمستوى درجتين مئويتين، فإن الحيوانات القطبية مثل طيور البطريق، والفقمة، والدببة القطبية، إلى جانب الشعاب المرجانية في المياه الدافئة وغابات المانغروف، ستواجه خطرا جسيما.

ينعكس مزيج من زيادة درجات الحرارة والجفاف إطالة لمدة مواسم الحرائق ومضاعفة المساحة القابلة للاحتراق.

من حرائق أستراليا (أ ب)

من المتوقع أن يتضاعف احتمال حدوث جفاف شديد في المناطق الطبيعية في البرازيل أربع مرات في حالة الاحترار بدرجتين مئويتين.

مع مستويات الانبعاثات المرتفعة، قد يحول الجفاف والحرائق الهائلة نصف غابات الأمازون المطيرة إلى أراض عشبية، وهي نقطة تحوّل من شأنها إطلاق الكربون وربما زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بشكل كبير.

في منطقة التندرا القطبية الشمالية والغابات الشمالية، زادت المنطقة المحروقة تسعة أضعاف عبر سيبيريا بين العامين 1996 و2015.

يمكن لإعادة تشجير الغابات أن تخزن الكربون وتساعد على تقليل تعرض الإنسان لتبعات تغير المناخ. لكن غرس الأشجار في أماكن خارج الغابات الطبيعية، كما هي الحال في الأراضي العشبية والسافانا، يمكن أن يضر بالتنوع البيولوجي ويزيد من المخاطر المناخية.

تعود آخر مرة كان فيها الاحترار العالمي وزيادة حموضة المحيطات ومستويات الأكسجين المستنفدة عند المعدلات المتوقعة لعام 2100 في ظل سيناريو انبعاثات عالية، إلى حوالى 56 مليون عام.

أصبحت موجات الحر البحرية، التي يمكن أن تدمر وتقتل المرجان وغابات عشب البحر ومروج الأعشاب البحرية واللافقاريات، أكثر تواترًا بنسبة 34% وأطول زمنيا بنسبة 17% بين عامي 1925 و2016.

من المتوقع أن يواجه 70 إلى 90% من الشعب المرجانية في العالم تراجعا في حال حصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة. أما إذا كان معدل الاحترار أعلى من ذلك فإن الشعب المرجانية ستتكبد "خسائر أكثر شمولا".

التعليقات