أحمد دحبور... خمس أغانٍ

أحمد دحبور (1946 - 2017)

ساهم الشاعر الراحل أحمد دحبور (1946 – 2017) في تأسيس 'فرقة العاشقين' عام 1977، بإيعاز من دائرة الثقافة والفنون في منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وقد كان اسمها بداية 'فرقة أغاني العاشقين'.

كتب دحبور معظم كلمات أغاني العاشقين التي رافقت مسيرة الثورة الفلسطينيّة ووثّقت تفاصيلها، وقد لحّنها وغنّاها عدد من الفنّانين الفلسطينيّين والعرب، وغدت أيقونات غنائيّة وطنيّة ذات شعبيّة كبيرة.

يقول دحبور في شهادته التي جاءت في كتاب 'فرقة العاشقين... لفلسطين نغنّي' : 'العاشقين، هي تجربة جذّابة للمنصّة والجمهور، حملت في ثناياها الهمّ الفلسطينيّ الجمعيّ وجرح الوطن النازف. رسمت في فضاء الكون أملًا، وفي خيال الشعب ثورة وحرّيّة. وهي تجربة واقعيّة تستحقّ أن تؤرّخ'.

نستعرض في فسحة - ثقافيّة فلسطينيّة خمس أغانٍ من كلمات دحبور.

1. والله لزرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر

أطلقت العاشقين هذه الأغنية ضمن ألبوم 'بأمّ عيني' (1977)، من كلمات أحمد دحبور، وألحان حسين نازك، وقد أُلّفت حتّى تكون مدخلًا للعمل المسرحيّ 'المؤسّسة الوطنيّة للجنون'، الذي كتبه سميح القاسم. سجّلها التلفزيون السوريّ عام 1981.

تجمع كلمات الأغنية بين حبّ الأرض والتغنّي بطبيعتها ومدنها، وتمجّد فعل المقاومة والفداء، وهي من الأغاني المنتشرة جدًّا، حتّى بات يُعتقد أنّها من أغاني التراث الفلسطينيّ.

الأغنية بتسجيل التلفزيون السوريّ (1981).

 

الأغنية من أداء فرقة 'حقّ' خلال عرض في جامعة تل أبيب.

 

الأغنية من أداء الفنانة الفلسطينيّة ريم تلحمي بحضور الشاعر أحمد دحبور.

 

2. اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت

تتناول أغنية 'اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت' حصار جيش الاحتلال الإسرائيليّ لمدينة بيروت عام 1982، والذي دام ستّة أشهر، بهدف القضاء على الثورة الفلسطينيّة، وتمجّد مقاومتها الباسلة للحصار البرّيّ والجويّ والبحريّ، إلى جانب الحركة الوطنيّة اللبنانيّة، في مختلف المواقع اللبنانيّة، مؤكّدة على مواجهة المخطّطات الصهيونيّة والأمريكيّة ورفض الاستسلام، ومندّدة بالصمت العالميّ على الجرائم الإسرائيليّة. قدّمت فرقة العاشقين الفلسطينيّة هذه الأغنية لتكون من أشهر أعمالها التي وثّقت هذه المرحلة التاريخيّة من عمر الثورة قبل خروجها من لبنان، وأصبحت أيقونة وطنيّة وشعبيّة غنّاها العديد من الفنّانين الفلسطينيّين، وما زالت حاضرة حتّى اليوم.

اقرأ/ ي أيضًا - أحمد دحبور: لغة مناكفة ودالّ متحرّر

 

الأغنية من أداء الفنان الفلسطيني شفيق كبها (1983)

 

3. أبو إبراهيم ودّع عزّ الدين

أطلقت العاشقين هذه الأغنية ضمن ألبوم 'الشيخ القسّام' (1980)، الخاصّ بمسلسل 'القسّام'، وقد كتب سيناريو المسلسل كلّ من أحمد دحبور وممدوح عدوان، وعرّفا فيه بشخصيّة أبو العبد، وهو أحد أبرز القادة المقاتلين في ثورة 1936 ضدّ الاستعمار البريطانيّ، وكان قد قاتل مع الشيخ عزّ الدين القسّام قبل ذلك. عُرف عن أبو إبراهيم توقيعه للبيانات والبلاغات العسكريّة الصادرة عن الثورة الفلسطينيّة الكبرى حينها بـ 'المتوكّل على الله أبو إبراهيم'. يقول أبو إبراهيم في شهادته الشفويّة التي صدرت في كتاب 'مذكّرات أبو إبراهيم الكبير – القائد القسّاميّ لثورة 1936 - 1939':  'تعرّفت على الشيخ القسّام عام 1927، وفي العام التالي فاتحته بضرورة العمل، وراجعته أوّل وثاني وثالث، فاتّفقنا على تشكيل جمعيّة سرّيّة. وفعلًا، صرنا أنا والشيخ نلاحظ الشباب الذين يحضرون الدروس - في جامع الاستقلال بحيفا - ويتأثّرون بها. فمن وجدنا عنده قابليّة نقوم بزيارته، ونأخذ موافقته على الانضمام للجمعيّة، وبالفعل تأسّست الجمعيّة سنة 1928'.

 

4. بالنار خرجت من رماد الحقب

من الأغاني القليلة الّتي كتبها أحمد دحبور بالفصحى وغنّتها فرقة العاشقين، وقد جاءت ضمن ألبوم 'الكلام المباح' (1982)، وهي من ألحان حسين نازك، أمّا مقدّمتها فكانت بصوت الفنّان محمّد هبّاش.

تتكوّن الأغنية من خمسة مقاطع، يتكوّن كلّ منها من أربعة سطور وينتهي بقافية بائيّة، وهي تمجد الثورة الفلسطينيّة وتعد بانتصارها على الرغم من الآلام والجراح التي تواجهها في الطريق، وتبشّر في الختام بالعيد والمرح وسعادة الشعب والأرض.

 

5- أنا للأبد باقي (عوفر والمسكوبيّة)

جاءت هذه الأغنية ضمن ألبوم 'ربيع العاشقين' (2011)، من كلمات أحمد دحبور، وألحان حسين نازك، وغناء نزار العيسى. أنتج تلفزيون فلسطين كليب خاصًّا بها من إخراج محمّد عمرو.

تتناول الأغنية صمود الأسرى الفلسطينيّين في معتقلات الاحتلال الإسرائيليّ، معدّدة ثلاثة منها: عوفر، والمسكوبيّة، والسجن اللي في الصحرا، وتسجّل تفاصيل حيواتهم ما وراء القضبان، حيث الحرمان من الأمّ والحنين إليها، والإجراءات التضييقيّة بحقّ الأسرى، إلّا أنّها تؤكّد على معاني العزّة والإباء وتبشّر بالحرّيّة.

 

الأغنية بأداء طالبات من مدرسة 'التوانة' الثانوية