الطريق إلى الفرح

عدسة: آلى حميدي

الطريق إلى جهنم منقّبة من الشوك

الطريق إلى الفرح تشبه أن تخدع الطريق بمسلك أقصر فتخزك الأوراد أسفل قدميك

الطريق إلى الفرح تمرّ حتمًا بجهنم

 

الآباء نظروا في الماء ولم يروا وجوههم، رأوا امتحان الربّ يسقط في البئر

 على رؤوس الجبال كانت الأرائك المرصّعة بالذهب تذوب

وأنهار اللبن المجاورة كانت تتبخّر كغاز الطهي

هناك من طهى قلوبنا فيها وأطعمها للذئاب

الطيور التي تحلّق على ارتفاع الأساطير نقرت خشب العروش فأكلته الديدان

 

أحاول أن أتخيّل طعم الماء المغموس بامتحان الربّ

فتتراءى أمامي اللحظات التي حاولت فيها إقناعك بجدوى الحبّ

الحقائب التي كدّست فيها خساراتي ورميتها في مؤخّرة السيارة، كانت تخرج كساحرةٍ وتقف عند مفارق الطرق، وبعصاها تحوّل المدينة إلى غرفة نوم.

 

أحاول أن أتخيّل لون الماء المنقوع بامتحان الربّ

إنه أخضر كالسهول التي زرعها أبي باللوز وصودرت كطفولة إيديت بياف

أحمر كصوتها في الأغنية التي تعلمني كيف أن المازوخيّة حق

وأن جهنم حقٌ أيضًا

وطريق معبّدةٌ إلى الفرح

لا يقطع أوصالها مبعوثون بأجنحةٍ بيضاء ولا قضاةٌ بموازين للنوايا

النوايا حسنةٌ دائمًا

حتّى أنّ الذئاب لم تقصد نهش قلوبنا

إنه الجوع

وأنا جائعة للفرح