ما قالوه عن "مصائر" ربعي المدهون الفائرة بالبوكر

ربعي المدهون في حفل توزيع "البوكر"، أبو ظبي | عدسة أنس الأصيل، الاتّحاد

حظيت رواية 'مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنّكبة'، للرّوائيّ الفلسطينيّ ربعي المدهون، بقراءاتٍ عدّةٍ قدّمها كتّابٌ ونقّادٌ فلسطينيّون وعرب، قبل وبعد فوزها 'بالبوكر'، الجائزة العالميّة للرّواية العربيّة، لعام 2015، والّذي أُعلن عنه يوم أمس، الثّلاثاء، 26 نيسان (أبريل) 2016، في حفلٍ أُقيم بمدينة أبو ظبي الإماراتيّة، لتكون بذلك أوّل روايةٍ فلسطينيّةٍ تحصد هذه الجائزة من بين 159 روايةً تقدّمت للجائزة في دورتها الحاليّة.

وقد تناولت تلك القراءات المضامين الّتي عالجتها الرّواية، ومقولتها الفكريّة، وكذلك تقنيّاتها الفنّيّة ولغتها، وتحديدًا تقنيّة الكونشرتو، ومبيّنةً معنى استحضار معاناة اليهود في أوروبا مقابل معاناة الفلسطينيّ في وطنه على أيدي اليهود.

تستعرض فُسْحَة، عددًا من الآراء الّتي قيلت وكُتبت حول الرّواية، والّتي تقع في 272 صفحةً من القطع المتوسّط، وصدرت عن المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر ومكتبة كلّ شيء بحيفا، عام 2015.

روايةٌ فلسطينيّةٌ شاملة

في ندوةٍ نظّمها ملتقى الرّوّاد الكبار في العاصمة الأردنيّة، عمّان، قال النّاقد الفلسطينيّ د. فيصل درّاج (الأردنّ) [صحيفة الغدّ]، إنّ 'المدهون عمل على إنتاج روايةٍ فلسطينيّةٍ شاملةٍ، فكتب عن فلسطين الّتي كانت، وعن الفلسطينيّين الّذين انتهوا إلى خارجها، وقرأ أسى الفلسطينيّين في المنفى، حيث الإقامة في اللّا إقامة، ومنفاهم السّاخر داخل فلسطين (عرب الداخل) وغزّة، وهؤلاء الموزّعين على أكثر من مكانٍ وإقامةٍ وتذكّرٍ، وأكمل المشهد الرّوائيّ بحوارٍ بين عذابات الفلسطينيّين والهولوكوست، معطيًا في التّحديد الأخير التزامًا بفلسطين، لا التباس فيه ولا مساومة'.

وجاء في محاضرة درّاج أيضًا أنّ المدهون 'عالج قضيّته الوطنيّة بمنظورٍ عميقٍ، وعبّر عنها إبداعيًّا بتقنيّاتٍ جديدة، وبلغةٍ تنوس بين الشّعر والفلسفة،' مبيّنًا أنّه 'انتسب في اجتهاده اللّامع إلى الفلسطينيّين الكبار الثّلاثة: غسّان، الرّاسم الرّهيف لمعنى المأساة، وإميل حبيبي في نثره الجميل الّذي لا يضارع، وجبرا إبراهيم جبرا الواسع الثّقافة المتعدّد التّجربة. لكن كتابة ربعي أضافت إلى هؤلاء جميعًا جديدًا لم تعرفه الرّواية الفلسطينيّة'.

وخلص درّاج إلى أنّ المدهون لا ينتمي في 'مصائر' إلى الجيل القديم، فهو يقول ببدايةٍ تستمرّ في بدايات، فلا مكان للخاتمة أو لقولٍ أخيرٍ، بدايةٌ تستمرّ من العام 1948 إلى اليوم، وليس في روايته ما يضعها إلى جانب ' الرّواية الغاضبة' (أعمال سامية عيسى، ومايا أبو الحيّات، وعاطف أبو سيف، وإياد برغوثي)، فهي تتذكّر وتتأمّل وتحاور 'زمنًا معلقًا' لا تتّسع له روايةٌ مفردة النّظر.

مواطنون في إسرائيل

وحول مضمون الرّواية المركزيّ، يقول الكاتب أحمد صوّان (مصر) في مقالةٍ بعنوان 'كونشرتو ربعي المدهون... معزوفة ما بعد النّكبة' [البوّابة]: 'يضيئ الكاتب الفلسطينيّ ربعي المدهون جانبًا من معاناة الفلسطينيّين عبر التّاريخ، بدايةً ممّن غادروا بلادهم الّتي منعوا من العودة إليها، وآخرين اضطّروا للبقاء، فأصبحوا بحكم الواقع الجديد مواطنين في دولة الاحتلال ويحملون جنسيّتها، ليتجاوز في حكايته عرض القضيّة الفلسطينيّة، عارضًا الحياة اليوميّة تحت ظلّ الاحتلال لفلسطينيّين أصبحوا رغمًا عنهم مواطنين في ’الكيان الصّهيونيّ'، وكذلك حال من استطاع العودة بطريقةٍ ما ليستجدي حقّ إقامته في بلده من غرباء استولوا عليه، وفي الوقت نفسه يُمْطر قارئه بأسئلةٍ حول مجزرة الهولوكوست، ومجازر الاحتلال'.

ويضيف: 'طرح المدهون في روايته أسئلةً عديدةً تتماسّ بين ما تعرّض له اليهود في محرقة الهولوكوست، وما تعرّض له الفلسطينيّون من مجازر على يد قوّات الاحتلال، بدت بقوّةٍ عندما تخيّل دهمان (المحرّر: بطل الرّواية)، مُتْحَفًا مُقابلًا لمتحف المحرقة، يحكي مجازر الاحتلال؛ وناقش من خلال شخصيّاتٍ عدّةٍ، أحوال من بقوا في الأراضي الفلسطينيّة بعد النّكبة، ومن هاجروا أو تمّ تهجيرهم، والصّعوبات الّتي يعانيها الفلسطينيّ في حال أراد العودة، مُستعرضًا في روايته تاريخًا طويلًا، ملأت فراغات حكاياته الرّئيسيّة قضايا ثانويّة، برزت من خلال تقنيّات عديدة في كتابة الرّواية نفسها.'

عن تقنيّة الكونشرتو

سلّط الكاتب خالد جمعة (رام الله) الضّوء على تقنيّة الكونشرتو الموسيقيّة الّتي أقام ربعي المدهون بنية روايتها عليها، وذلك في مقالةٍ بعنوان 'عن مصائر ربعي المدهون والهولوكوست والنّكبة' [وفا]، واعتبر أنّ 'مصائر' المدهون 'تتحرّك من خلال عدّة مسارات، على طريقة الكونشرتو الموسيقيّ، وربّما من الأفضل تعريف  ’الكونشيرتو’ حتّى تسهل متابعة خطوط الرّواية، حيث أنّها المرّة الأولى الّتي يستخدم كاتبٌ عربيٌّ، على حدّ معرفتي، هذه التّقنيّة في كتابة رواية.'

وقد عرّف جمعة الكونشرتو قائلًا: 'هو نوعٌ من التّأليف الموسيقيّ، يوضع لآلةٍ واحدةٍ أو لعدّة آلات، حيث تقوم الآلة أو الآلات بأداء دورٍ رئيسيٍّ، وبقيّة الآلات تكون مرافقةً في الخلفيّة، وكونشيرتو تعني الكفاح باللّاتينيّة، وتعني إشراك عدّة أصوات معًا، ويتألّف ’الكونشيرتو’ عادةً من ثلاثة أجزاء.'

وأضاف: 'إنّ التّركيز على مسارات الغربة والنّكبة والبقاء في الأرض المحتلّة ومأساة تشتّت العائلات ورغبة البعيدين في القدوم إلى أرضهم، شكّلت جميعها مع أحداثٍ أخرى قوام الفرقة الموسيقيّة التي أدّت ’الكونشرتو’ بحركاته الأربع.

وحول مدى نجاح المدهون في التّقنيّة الّتي استخدمها المدهون في تحوّلاته وتجوّلاته، تناغمت تمامًا، صعودًا وهبوطًا وفرحًا وإحباطًا، مع تقنيّة الكونشرتو، ومع أنّها تقنيّة مرهقة بالنّسبة لرواية، إلّا أنّ المهمّ في النّهاية هو الإجابة على سؤالٍ وحيدٍ: هل يؤدّي العمل بهذه الطّريقة وظيفته ورسالته أم لا؟ والإجابة في حالة ربعي المدهون هي 'نعم' جازمة، فقد حوّل المدهون في روايته كلّ الكتل الرّوائيّة عن تاريخ فلسطين وحاضرها إلى تفاصيلَ يمكن رؤيتها ولمسها، ولا أظنّ أنّ أيّ كاتبٍ يسعى إلى أكثر من أن يُرى المكان والتّاريخ من خلال ما يكتب، بل ينهي الرّواية على سؤالٍ حين يقول في الصّفحة الأخيرة: ونهض الزّوجان وفي فميهما نقاش.'

مجازر اليهود في الأدب الفلسطينيّ

وتطرّق الدّكتور عادل الأسطة (نابلس)، في مقالة له بعنوان 'أدب العائدين/ الزّائرين: ربعي المدهون 'مصائر' [الأيّام]، إلى حضور الهولوكوست والمجازر بحقّ اليهود في أوروبا في الأدب الفلسطينيّ: 'العنوان الفرعي للرّواية، وجمعه بين الهولوكوست والنّكبة، وما أدرج في الرّواية من كتابة عن مآل بعض النّاجين من معسكرات الإبادة، ومآل بعض النّاجين من مجزرة دير ياسين، أعادني إلى ظاهرة لافتة في الأدب الفلسطينيّ بدت خافتة، ثمّ أخذت تظهر إلى السّطح أكثر وأكثر، بخاصّة في أدبيّات ما بعد أوسلو، وهي الكتابة عن المجازر الّتي تعرّض لها اليهود في أوروبا، وتحديدًا في ألمانيا النّازيّة.

في حدود ما قرأت، فإنّ أوّل نصٍّ روائيٍّ فلسطينيٍّ أتى على ألمانيا النّازيّة، هو رواية 'في السّرير' (1946) لمحمّد العدنانيّ، وكان طريف/ العدنانيّ زار ألمانيا أيّام 'هتلر'، فمدح الألمان وذمّ اليهود. وأمّا النّصّ الثّاني الّذي لفت نظري فهو رواية ناصر الدّين النّشاشيبيّ، 'حيّات البرتقال' (1964)، وفيها يتعاطف الفلسطينيّ سابا مع اليهود، ويُسجن في سجون النّازيّين لهذا، وعند انتهاء الحرب يرحل إلى فلسطين بحجّة أنّه كان نازيًّا. علمًا بأنّه ضدّ النّازية والصّهيونيّة معًا. بعد 1967، ستكون رواية كنفاني 'عائد إلى حيفا' (1969) أتت على الضّحيّة الّتي تحوّلت إلى جلاّد. ضحايا النّازيّة يعاقبون الفلسطينيّ ويطردونه من أرضه ويحتلّون بيته. وسيكرّر محمود درويش في 'مديح الظّلّ العالي' (1982) سطره اللّافت: 'ضحّيةٌ قتلت ضحيّتها/ وصارت في هُويّتها،' وغالبًا ما يُذكّر اليهود/ ضحايا النّازيّة بأنّهم ينسون ما ألمّ بهم هنا، وأنّهم يمارسون مع الفلسطينيّين ما مورس، ولو جزئيًّا، معهم.'

لا أجوبة جديدة للأسئلة القديمة

وقد أخذ الشّاعر طارق العربيّ (نابلس) في مقالةٍ بعنوان 'مصائر.. روايةٌ بأجوبةٍ مستعملة' [ألترا صوت]، على الرّواية أنّها لم تحمل مقولةً جديدةً، ولم تطرح البديل، على عكس رواياتٍ فلسطينيّةٍ سابقةٍ تناولت نفس القضايا، يقول: 'ليست مشكلة الرّواية أنّها تتحدّث عن الإنسان الإسرائيليّ الّذي نجا من المحرقة النّازيّة، وجاء ليستوطن في فلسطين، ولا في تعاطف الفلسطينيّ معه أو سخريته من مصيره، وليست في محاولة تقديم إجابةٍ على سؤال الضّحيّة للضّحيّة، ولا في الأخطاء المكانيّة والزّمانيّة التّاريخيّة فيها؛ المشكلة كانت في عدم وجود صيغة فكريّة يقدّمها الكاتب. كانت هناك حكاياتٌ أكثر، مصائرُ مختلفةٌ لفلسطينيّين شرّدتهم النّكبة، أتاح لها قالب الكونشرتو الموسيقيّ أن تكون حيّزًا للقاء، لكن الرّواية لم تحمل مقولة، مع أنّها امتلكت أفقًا لذلك، وكان من الممكن لكاتبها أن يجمع الاجتهادات في فضائها، لكي يقول التّاريخ نفسه من وجهة نظر الرّواي، أو من وجهة نظر أبطالها.'

ويضيف: 'وإن كانت الرّوايات الفلسطينيّة السّابقة كـ ’عائد إلى حيفا‘ و’المتشائل‘، سجّلت حضورها المستمرّ في المشهد الرّوائيّ الفلسطينيّ، فهي فعلت ذلك من قدرتها على جرأة الخيار، وطرق الباب بالتّوازي مع الجرأة في طرح الواقع والبديل،  بحيث مثلت هذه الرّوايات إضاءاتٍ مبكرةً على الفلسطينيّ الّذي طُرِدَ مع النّكبة، والفلسطينيّ الّذي بقي هناك، إذ قدّمت رؤيتها الخاصّة وسيرتها ولغتها، بالتّوازي مع مواقف الكاتب نفسه ممّا يجري حوله. وبهذا تبرز مشكلة ’مصائر‘ في خلوّها من هذه الدّلالات والمواقف، فعلى الرّغم من جماليّة الأسلوب ومتعته الّذي وفّره القالب، إلّا أنّ الرّواية جاءت كدلالةٍ أخرى على التّيه الفلسطينيّ وعدم قدرته على المجابهة، أو تقديم أجوبةٍ جديدةٍ لأسئلة قديمة.

الحياة استعارةٌ لغويّة

وركّز الشّاعر رشدي الماضي (حيفا) على الخصائص الفنّيّة في رواية المدهون، في مقالةٍ بعنوان 'مصائر ربعي المدهون: بناء الأحداث وفينومينولوجيا الوعي' [الأيّام]، مشيرًا إلى أنّ الرّوائيّ 'قدّم عملًا أدبيًّا قويًّا، في بنيةٍ روائيّةٍ استعاريّةٍ متماسكةٍ، وحبكةٍ محكمةٍ ومثيرةٍ، وشخصيّاتٍ عميقةٍ ومترابطةٍ، استحضر من خلالها، الأحداث المتّكئة على مساحات الذّاكرة، المُشبعة بالأماكن والأفراد والتّفاصيل، في أماكنَ رئيسةٍ عدّةٍ من الوطن، صاغها في تقابلٍ بين الأجزاء وارتباطٍ متبادلٍ، كأنّ قوّةً جاذبةً شدّت الفصول إلى بعضها البعض، وجعلتها تدور في أفقٍ وفَلَكٍ واحد. أتَتْ (الرّواية)، بلغةٍ انزياحيّةٍ عن التّاريخيّ، وأحيانًا عن الواقعيّ، بإيحائيّةٍ منفتحةٍ على التّعدّد، بأسلوبٍ سلسٍ جذّابٍ ومشوّقٍ، وزمنٍ متحرّكٍ، وتداخلٍ وظيفيٍّ بين الخيال والواقع، وسردٍ أفقيٍّ وعموديٍّ، وهيمنة السّارد بضمير المتكلّم المفرد بصورةٍ بارزةٍ.'

وأضاف الماضي: 'بهذا المعنى، تعدّ رواية المدهون، ممتلئةً وباذخةً بالمحكيّات والمعلومات المتعدّدة المثقلة بالتّاريخ والجغرافيا، وكذلك بالرّمزيّة والمجازات، والصّور، والمواقف الفنّيّة المستمدّة من الواقع. بالإضافة إلى الإيحاءات والدّلالات والألفاظ المأنوسة، الّتي أتَتْ بأسلوب السّيمولوجيا، أي العلامة، وهي أيّ شيءٍ قابلٌ لأن يخلق معنًى لأيٍّ كان، شرط أن تكون له دلالة. وفي هذا عاد الكاتب وأثبت بأنّ الحياة استعارةٌ لغويّةٌ، ولا هُويّة لنا خارج فضاء اللّغة، فهي مقامنا أنّى حللنا سفرًا ورحيلًا. وقد أجاد المؤلّف وأبدع حين ترك القارئ يجول جولاتٍ استدلاليّةً في متن نصّ الرّواية، بحدّتها المتصاعدة، وأوقفه بشكلٍ مشوّقٍ أمام نهايةٍ مفتوحةٍ.'

سرد التّاريخ تجريبيًّا

وعن مسألة الهويّة وتناقضاتها الّتي تواجهها شخصيّات الرّواية، كتب يزن الأشقر (الأردنّ) في مقالةٍ بعنوان 'رواية مصائر: كونشيرتو الهجرة والعودة' [حبر]: 'كلّ الشّخصيات (وحتّى الثّانويّة منها) تتواجه مع مفهوم الهويّة والعودة على طريقتها، وتتواجه أيضًا ثنائيّاتٌ مختلفةٌ داخل حركات الرّواية الأربع: الهجرة والعودة، فلسطينيّ الـ 48 وفلسطينيّي الضّفّة الغربيّة، الفلسطينيّ/ الإسرائيليّ والإسرائيليّ، العربيّ واليهوديّ، الضّحّيّة والضّحّيّة. يمزج المدهون في ’مصائر‘ الواقع الفلسطينيّ المتمثّل بحيوات شخصيّاته المختلفة، بأسلوبٍ تجريبيٍّ يسرد التّاريخ ويقدّم الواقع دون تكرارٍ لمعالجاتٍ أدبيّةٍ مملّةٍ. هي رواية هجرةٍ داخليّةٍ وخارجيّةٍ، وتهجيرٌ وتوطينٌ إجباريٌّ، وكلٌّ يحاول العودة. نحن بحاجةٍ لإعطاء ربعي المدهون حقّه كمجدّدٍ فعليٍّ في الرّواية الفلسطينيّة، والوقت والنّقد سيثبتان أهمّيّته، إن لم تفعل الجوائز'.

وقد جاءت في المقالة إشاراتٌ عديدةٌ لمميّزاتها الفنّيّة والتّقنيّة، إذ يكتب الأشقر: 'في الرّواية ابتعادٌ واضحٌ عن البكائيّات السّرديّة الفلسطينيّة التّقليديّة لصالح سردٍ يستعيد التّاريخ، ولا يخلو من تساؤلاتٍ مبطّنةٍ بسخريةٍ سوداء، قد تُحْضِرُ إلى الذّهن مقاربةً سينمائيّةً مع المخرج الفلسطينيّ إيليا سليمان، وأسلوبه في التّعليق الصّامت على عمله بظهوره في الفيلم، وهو ما يفعله المدهون في الحركة الثّالثة من الرّواية، كنوعٍ من استخدامٍ بسيطٍ وسريعٍ لأداة ’إدراج النفس‘ الأدبيّة.'