(1)
الباندانا
صباحًا،
مطويّة بأزهارها البرّيّة
مغسولة ومكويّة
آخذة حيّزًا ضئيلًا في الدرج
تهزّها لتفتح
وتعقدها حول رأسها.
ومساءً تخلعها
وتدعها تسقط -
وهو ما يزال معقودًا - إلى الأرض
على وشاحٍ قطنيّ
بين الزهور المنقوشة
يومُ عملٍ
كتبَ حلمه
(2)
المسافة
لقد ملأتِ "التيرموس" بالقهوة
ووضّبتِ آثار أقدامنا حتّى
تخوض سيرًا في أفكاك
الثلج الأبديّ المضلّل
معًا كنجّارين مع مطارقهم
علّمنا المسافةَ
كيف تبني سقفًا
من الأشجار
الّتي ركضنا بينها
في الصمت خلفنا
لم نعد نسمع سؤال المنزل
الصيفيّ البعيد:
وغدًا أين
يجدر بنا الذهاب؟
وقت الغسق تخاف الكلاب الموثقة
أن تكون الغابة بلا نهاية
وكلّ ليلة في الثلج
نهدّئ روعهم
بضحكنا المفاجئ
(3)
حلم
في حفرة في الأرض
دفنتُ كلّ لكناتِ
لسان أمّي
هناك يرقدن
كإبر صنوبرٍ
كدّستها النملات
يومًا ما، بكاءٌ مفاجئٌ
لتائهٍ آخر
سيجعلهنّ يشتعلن
ومن ثمّ، دافئًا ومرتاحًا
سيسمع طوال الليل
الحقيقة بنغمة تهويدة
* جون بيرغر (1926 – 2017): ناقد، وروائيّ، ورسّام، وشاعر إنجليزيّ. حازت روايته "ج" على "جائزة البوكر" عام 1972، عاش في فرنسا أكثر من خمسين عامًا. بيرغر الرسم وعلّمه في الأربعينات من القرن الماضي، قبل أن يتركه نهائيًّا من أجل التفرّغ للكتابة. عمل صحافيًّا في مجلّة "تربيون"، تحت إشراف جورج أورويل. كتب المقالات الفنّيّة مدّعمًا إيّاها بآرائه السياسيّة، ما أحدث ضجّة في أوساطه، وجعل شخصيّته محطّ جدل. عرض التلفزيون البريطانيّ سلسلة وثائقيّة لبرغير بعنوان "'طرق الرؤية"، والّتي جمع مضمونها في كتاب بنفس العنوان أصدره عام 1972، ويعدّ مرجعًا نقديًّا مركزيًّا في عدد من الجامعات.
معماريّة من فلسطين، من مواليد 1992، حاصلة على شهادة البكالوريوس في العمارة من جامعة بيرزيت، تكتب في الثقافة والفنّ، ومهتمّة في البحث في الثقافة البصريّة.