12/02/2016 - 17:23

قباطية: "روح الثورة الفلسطينية لا تزال حية"

وهو ينظّم اليوم زيارة لمسؤولين إلى عائلات تسعة شباب من قباطية قتلوا منذ تشرين الأوّل/أكتوبر عند مهاجمتهم إسرائيليّين. ويعود الهجوم الأخير إلى 3 شباط/فبراير عندما قتل ثلاثة شبّان من عائلات كبرى في المدينة مجنّدة في حرس الحدود الإسرائيليّ.

قباطية: "روح الثورة الفلسطينية لا تزال حية"

والدة الشّهيد أحمد زكارنة

بالرّغم من الضّربة القاسية التي وجّهتها إسرائيل في قباطية عبر حصار لأربعة أيّام وتوقيفات وهدم منازل وسحب تراخيص عمل، في خطوات فسّرت على أنّها عقاب جماعيّ، إلاّ أنّ الاحتلال يبدو عاجزًا عن تثبيط روح 'المقاومة' في المدينة المتمرّدة بالضّفّة الغربيّة المحتلّة.

وهذه المدينة الصّغيرة التي تضمّ 25 ألف نسمة، والواقعة على تلال شمال الضّفّة الغربيّة تفخر بتاريخ طويل من النّضال. وأكّد رئيس بلديّتها، محمود كميل 'هنا قاومنا جميع المحتلّين'، ذاكرًا الانتداب البريطانيّ في فلسطين والحكم العثمانيّ، واليوم الاحتلال الإسرائيليّ.

وهو ينظّم اليوم زيارة لمسؤولين إلى عائلات تسعة شباب من قباطية قتلوا منذ تشرين الأوّل/أكتوبر عند مهاجمتهم إسرائيليّين. ويعود الهجوم الأخير إلى 3 شباط/فبراير عندما قتل ثلاثة شبّان من عائلات كبرى في المدينة المجنّدة في حرس الحدود الإسرائيليّ، هدار كوهين، البالغة 19 عامًا عند مدخل القدس القديمة.

ومن بين الشّهداء أحمد زكارنة، البالغ 19 عامًا. وتحدّثت عنه شقيقته الكبرى، نسرين، بينما كانت تذرف دموعها، وقالت إنّه كانت 'له حبيبة وعمل وعائلة يعشقها، تركها جميعا للدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة'.

في منزل العائلة، جلس الأبناء العشرة الآخرين حول والدتهم التي عبّرت عن 'فخرها' بابنها، كما قالت. وغداة الهجوم أتى جنود إسرائيليّون لأخذ مقاييس المنزل استعدادًا لهدمه.

'كلنا متضامنون'

قالت والدة زكارنة 'منازلنا ليست أغلى من أبنائنا، فليهدموا! سيهدمون وسنعيد البناء'.

وانتشرت في المدينة ملصقات تشيد بالهجوم الذي نفّذه ابنها، إلى جانب صور بهتت ألوانها للشهداء الآخرين منذ الانتفاضة الأولى. وقالت والدة احمد زكارنة 'جميع السّكّان متضامنون معنا'.

ووقعت عدة هجمات نفّذها شباب من قباطية في أقرب نقطة تماسّ مع الجنود الإسرائيليّين، أي معبر الجلمة بين شمال الضّفّة وإسرائيل.

من هنا كان محمّد نزال البالغ 37 عامًا يعبر يوميًّا للعمل في إسرائيل، بموجب ترخيص من السّلطات الإسرائيليّة. لكنه اليوم لم يعد يستطيع العبور.

وقال في منزله 'وصلنا إلى الحاجز وردّ الجنود كلّ من تحمل أوراقه عنوانًا في قباطية'.

من ذلك الحين والرجل الذي يعيل سبعة أشخاص يشعر بالتّوتّر الشّديد. وقال 'لم يقل لنا أحد إن كان الأمر مؤقّتًا أم أنّ تراخيصنا ألغيت ببساطة'.

وأفادت غرفة التّجارة بجنين المجاورة أنّ هذا الإجراء طالما لا يقلّ عن 300 رجل أعمال وتاجر و200 مزارع و500 عامل.

وقال نزال إنّ 'الرّاتب الذي أمّنته لإعالة عائلتي تبخر فجأة' علمًا أنّه كان يتلقّى راتبًا أفضل من أغلبية العائلات في المدينة، حيث يعتاش السّكّان بشكل أساسي من الزّراعة والمحاجر.

ويعبر المهاجمون والمتظاهرون الفلسطينيون الشّباب من خارج الأحزاب السّياسيّة عن الغضب إزاء الاحتلال وتبعاته، كالحواجز والمضايقات والاستيطان الذي يستولي تدريجيًّا على الأراض الفلسطينيّة، لا سيّما في شمال الضّفّة الغربيّة حيث يقيم المستوطنون اليهود الأكثر تطرّفًا.

ويؤكد القادة والأفراد الفلسطينيّون بإجماع على أنّ مضاعفة العراقيل أمام حركة السّكّان لا تجدي. وقالت والدة احمد زكارنة 'في شهر رمضان أردت الصّلاة في الحرم القدسيّ... تمكّنت من الدخول، لكنه (ابنها) منع من ذلك'.

التعليقات