11/02/2021 - 10:44

بيت لحم تعلّق على اللقاح للازدهار مجدّدًا

لا جدول زمنيًا واضحًا لتوزيع لقاحات كورونا في المناطق التابعة للسلطة الفلسطينيّة، غير أنّ الأمل يحدو الأهالي بأن يجري ذلك في أسرع وقت ممكن، كي تتمكّن الحياة من العودة، ولو تدريجيًّا.

بيت لحم تعلّق على اللقاح للازدهار مجدّدًا

في ساحة المهد (أ ب أ)

لا جدول زمنيًا واضحًا لتوزيع لقاحات كورونا في المناطق التابعة للسلطة الفلسطينيّة، غير أنّ الأمل يحدو الأهالي بأن يجري ذلك في أسرع وقت ممكن، كي تتمكّن الحياة من العودة، ولو تدريجيًّا.

وهنا، في بيت لحم، استبشر الأهالي خيرًا مع إعلان الحكومة "قرب بدء عمليات التطعيم"، مُعبّرين عن أملهم بالتعجيل بتلقّي اللقاح، الذي يرون فيه بارقة أمل نحو التخفيف من التبعات الاقتصادية الصعبة للجائحة.

وتعتزم الحكومة الفلسطينية البدء بعملية تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا، مع حلول منتصف شباط/فبراير الجاري، بحسب تصريح لرئيس الوزراء، محمد إشتية.

وأعلن إشتية، مطلع الشهر الجاري، أن عملية التطعيم ستبدأ مع وصول اللقاحات من مصادر متعددة، مُشيرًا إلى أن التطعيم سيبدأ بالأشخاص الأَولى بالرعاية، وهم كبار السن وذوو الأمراض المزمنة.

من أحد الفنادق (أ ب أ)
من أحد الفنادق (أ ب أ)

ولاحقًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، تلقّيها الدفعة الأولى من لقاح "موديرنا" الأميركي وتضم ألفَي جرعة، دون ذكر مصدرها، وقالت وزيرة الصحة، مي الكيلة، أنها ستتلقى 50 ألف جرعة أخرى، دون تحديد نوعيتها أو توقيت وصولها.

اقتصاد مُتضرر

وفي بيت لحم، شكّلت التدابير الوقائية من فيروس كورونا ضربة قاصمة لاقتصاد المدينة، الذي يعتمد في جُلّه على القطاع السياحي بنسبة تقارب 80 بالمائة.

وتتبوّأ المدينة مكانة تاريخية، وتكتسب قدسية من احتوائها على كنيسة المهد، التي يعتقد المسيحيون بميلاد المسيح عيسى عليه السلام، في موقع بنائها، ويقصدها آلاف السياح سنويًا.

وسجّلت بيت لحم أولى الإصابات بفيروس كورونا في فلسطين، في آذار/مارس من العام الماضي.

وأعلنت وزارة السياحة الفلسطينية تسجيل مليون ونصف زائر لفلسطين في العام 2019، إلا أنه وفي المقابل تم إلغاء كافة الحجوزات منذ بدء جائحة كورونا مطلع العام 2020.

حاجة ماسّة

بدوره، يرى الفلسطيني أُسيد صبح، وهو تاجر من بيت لحم، إنهم بحاجة ماسّة للتطعيم ضد فيروس كورونا، علّه يقود نحو الخروج من أزمة الجائحة وتبعاتها، وأبدى استعداده لتلقّي اللقاح المضاد للفيروس حال بدأت عملية التطعيم، بغض النظر عن نوعيته، طالما أنه مرخّص من قبل منظمة الصحة العالمية.

واعتبر صبح أنّ عملية التطعيم قد تُشكّل بارقة أمل لانتهاء التبعات الثقيلة صحيًا واقتصاديًا لفيروس كورونا على الحياة في فلسطين عمومًا، وبيت لحم على وجه الخصوص، وقال "لقد تدهور الاقتصاد في مدينتنا بشكل كبير، وآن الأوان لنأخذ خطوة إلى الأمام نحو التعافي".

من جهته، يقول محمد مراد، وهو مصوّر سياحي في بيت لحم، إن أزمة كورونا أثّرت بشكل كبير على عمله المرتبط بقطاع السياحة، ويضيف أنّه يتطلع إلى بدء عملية التلقيح في أقرب وقت ممكن، مضيفًا "على صعيدي الشخصي سأتلقى اللقاح في أول فرصة تتاح لي".

الميلاد في ظل جائحة كورونا (أ ب أ)
الميلاد في ظل جائحة كورونا (أ ب أ)

ومضى يقول "كفانا خوفًا من كل شيء.. نأمل أن تعود عجلة الحياة كما السابق، وتعود بيت لحم مدينة تعجّ بالسياح من كل الأجناس".

دافعية وتوجّس

بينما يقول جاد الشوملي، وهو عامل في القطاع السياحي ببيت لحم، إنّ "استمرار الوباء يعني استمرار حالة التردي الاقتصادي في بيت لحم، فقطاع السياحة أول القطاعات تأثرًا بالجائحة، وآخرها تعافيًا"، وأشار إلى أنه ينوي أخذ اللقاح، بالرغم من وصوله متأخرًا، وقال "أن تأتي متأخرًا، خير من ألا تأتي".

أما يوسف حوش، وهو صاحب محل لبيع التحف في ساحة المهد، فعبّر عن توجّسه من تلقّي اللقاح، خوفًا من الأعراض الجانبية المحتملة، وقال إنه يرى أن ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، أولى من تلقي اللقاح، وأفضل خيار للوقاية من الإصابة بالفيروس.

وبرغم ذلك، لم يُخفِ حوش تطلّعه إلى أن يساهم البدء بالتطعيم في الحد من تفاقم المشكلة الاقتصادية، وإفساح المجال نحو عودة حركة السفر والتنقل، وتعافي قطاع السياحة في المدينة.

التعليقات