الولايات المتحدة تخلت عن مطلب تحديد خطوط البناء في مستوطنات الضفة الغربية

واشنطن واسرائيل اسقطتا هذه المسألة عن جدول اعمالهما السياسي "كونهما لا تملكان مصلحة في ذلك"!* واشنطن تتفهم ضوائق شارون الداخلية وستكتفي بتفكيك رمزي لبعض البؤر قبل الانتخابات

الولايات المتحدة تخلت عن مطلب تحديد خطوط البناء في مستوطنات الضفة الغربية
نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن موظفين في الادارة الأميركية والحكومة الاسرائيلية قولهم ان "مسألة تحديد خط البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية أزيل عن جدول الأعمال بسبب عدم اهتمام البلدين بهذه المسألة". ويستشف مما كتبه المحلل السياسي للصحيفة، الوف بن، في عدد اليوم، ان اسرائيل والولايات المتحدة توصلتا، كما يبدو، الى صفقة تتخلى فيها واشنطن عن مطالبتها باخلاء كافة البؤر الاستيطانية التي اقيمت في الضفة الغربية خلال فترة ولاية شارون، وتكتفي من خلال ابداء تفهمها "لاضطراراته السياسية" باخلاء بعض هذه البؤر.

وأضاف الكاتب ان الولايات المتحدة تخلت عن مطلب ترسيم خط مشترك لحدود البناء في كافة مستوطنات الضفة الغربية، وازالت الموضوع عن جدول الأعمال في كافة الاتصالات بين البلدين. واضافت مصادر النبأ ان اسرائيل والولايات المتحدة لا تملكان مصلحة في تحديد البناء في المستوطنات، فاسرائيل تعتبر ذلك "تنازلاً" غير مريح، والادارة الأميركية تمتنع عن التوصل الى اتفاق يمنح الشرعية للبناء القائم في المستوطنات.

وحسب ما قاله الموظفون، تكتفي الادارة الأميركية اليوم بردع اسرائيل عن توسيع البناء في المستوطنات. ويعتقد هؤلاء ان هذا الردع يحقق نتيجة، زاعمين ان غالبية تصاريح البناء التي سمحت بها الحكومة الاسرائيلية في المستوطنات مؤخراً تمت داخل مناطق نفوذ البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى، وهي المستوطنات (التي اعلنت اسرائيل انها لن تتخلى عنها في اي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين). وحسب ادعاء هذه المصادر تدخلت الولايات المتحدة و"منعت" مخططاً اسرائيليا لبناء احياء جديدة بين مستوطنة "معاليه ادوميم" والقدس، في منطقة "E1" المختلف عليها.

وكانت الولايات المتحدة قد طالبت اسرائيل بتحديد خطوط البناء في المستوطنات وتجميد البناء، اثر التوصيات التي قدمتها لجنة ميتشيل في العام 2001. وحسب الصحيفة "التزمت" اسرائيل في العام 2003 بمواصلة البناء فقط داخل مناطق نفوذ المستوطنات وعدم تجاوزها. ويدعي المصدر ان اسرائيل سعت من وراء "التزامها" ذاك الى التجاوب مع الطلب الاميركي بعدم السيطرة على الاراضي المعدة لاقامة الدولة الفلسطينية. وزعمت اسرائيل ان البناء داخل مناطق نفوذ المستوطنات، كالبناء المتعدد الطبقات، لا يحتاج الى المزيد من الأرض. الا ان واشنطن لم تكتف بذلك "الالتزام"، حسب ادعاء الصحيفة، وطالبت بتوضيح حدود "خط البناء" في كل مستوطنة ومستوطنة.

وفي العام 2004، عشية قمة ارئيل شارون - جورج بوش، (تلك التي عرض خلالها اريئيل شارون خطة فك الارتباط، وحصل مقابلها على التزام اميركي بدعم بقاء الكتل الاستيطانية بايدي اسرائيل ورفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين)، تعهد المستشار دوف فايسعلاس، باسم شارون، امام الاميركيين بتحديد خط البناء في المستوطنات، بناء على صور جوية، بمشاركة السفير الاميركي لدى اسرائيل دان كيرتشر. وتم تكليف باروخ شفيغل، مستشار وزير الامن شاؤول موفاز، بمهمة جمع المعطيات وتولي تنفيذ "الالتزام الاسرائيلي".

وافادت الصحيفة ان اسرائيل طالبت خلال اللقاءات التي جرت بين شفيغل وكيرتشر بأن يبدأ تحديد خطوط البناء في المستوطنات الصغيرة والمعزولة، وتأجيل الكتل الاستيطانية الكبيرة الى النهاية. وقد عكس هذا الطلب موقف شارون الذي رفض تحديد خطوط البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى التي ينوي ضمها الى اسرائيل. لكن واشنطن طالبت يترسيم حدود الكتل الاستيطانية الكبرى. وفي تموز 2004، الغت الادارة الأميركية الزيارة التي كان من المفرض ان يقوم بها طاقم تخطيط اميركي الى اسرائيل لترسيم حدود المستوطنات. وبعد عدة أسابيع توقفت المحادثات بين الجانبن بهذا الصدد بعد اقتناع واشنطن بأن شارون سينفذ "فك الارتباط".

وتقول الصحيفة ان واشنطن تصر على مطلبها بشأن اخلاء البؤر الاستيطانية التي اقيمت في عهد شارون لكنها لن تصر على تحديد خط البناء الاستيطاني. كما ان واشنطن ستبدي تفهما لضوائق شارون السياسية الداخلية، وتتوقع منه القيام بتفكيك رمزي لبعض هذه البؤر قبل الانتخابات البرلمانية القادمة.

التعليقات