المستوطنة الجديدة هدفها تقسيم الضفة الغربية

يكمن خطر المستوطنة الجديدة في موقعها الإستراتيجي، الذي يتيح لإسرائيل تقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى شمال وجنوب، وتمنع التواصل الجغرافي بين القسمين، الأمر الذي سيقف في وجه أي تسوية سياسية مستقبلية.

المستوطنة الجديدة هدفها تقسيم الضفة الغربية

أثار قرار إقامة مستوطنة جديدة، الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية، موجة من الانتقادات والإدانات من جميع أنحاء العالم، ومن بينها الأمم المتحدة والبيت الأبيض، إذ تعتبر هذه المستوطنة الأولى التي توافق عليها إسرائيل رسميًا منذ أكثر من 20 عامًا.

 ويكمن خطر المستوطنة الجديدة في موقعها الإستراتيجي، الذي يتيح لإسرائيل تقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى شمال وجنوب، وتمنع التواصل الجغرافي بين القسمين، الأمر الذي سيقف في وجه أي تسوية سياسية مستقبلية.

وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تشكيل مد استيطاني جغرافي يقسم الضفة الغربية المحتلة لكسب نقاط قوة في أي مفاوضات قادمة، عن طريق فرض أمر واقع جديد تنطلق منه المفاوضات، وهو ما يتيح لها ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني فيها.

ولم يخف العديد من قيادات حكومة الاحتلال نيتهم احتلال الضفة الغربية بالكامل وفرض سيطرتهم عليها، ومن بينهم زعيم حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، وعضو الليكود، ميكي زوهار.

ورغم الهدف الواضح للمستوطنة الجديدة، التي أثارت في السابق العديد من الخلافات، تذرع قادة المستوطنين وأعضاء حكومة الاحتلال لأن هدف المستوطنة الجديدة هو توفير مكان سكن بديل للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية "عمونا"، الذين أخلوا من بيوتهم بأمر من المحكمة العليا بسبب استيطانهم على أرض فلسطينية بملكية خاصة.

وتقع المستوطنة الجديدة شمال رام الله قرب مستوطنة شيلو، التي تعتبر إحدى المستوطنات الواقعة ضمن مخطط تقسيم الضفة الغربية المحتلة.

وحذرت الولايات المتحدة، الجمعة، من التوسع "العشوائي" في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وقالت إنه يمكن أن يشكل عقبة أمام عملية السلام.

وقال مسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم كشف اسمه، إن “الرئيس ترامب عبر علنا وفي مجالسه الخاصة عن قلقه بشأن المستوطنات”.

وأضاف “إذا كان وجود المستوطنات ليس عائقا أمام السلام بحد ذاته، فان توسيعها العشوائي لا يساعد على دفع السلام قدما”.

وانتقدت الأمم المتحدة ونشطاء إسرائيليون بشدة حكومة نتنياهو الجمعة، بعدما أعطت إشارة البدء لبناء أول مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة منذ 25 عاما.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "خيبة أمله وفزعه" من قرار بناء مستوطنة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت الأمم المتحدة في بيان إن غوتيريش "يدين كل الأفعال أحادية الجانب التي، مثل الحالية، تهدد السلام وتقوض حل الدولتين. الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتمثل عائقا للسلام ".

وقالت حركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان إن "نتنياهو أسير لدى المستوطنين ويضع بقاءه السياسي فوق مصالح دولة إسرائيل. وبإذعانه لضغط المستوطنين، يقود نتنياهو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى حقيقة دولة واحدة وتفرقة عنصرية".

وأثار قرار دولة الاحتلال غضبا فلسطينيا ووصفته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في بيان بأنه "استخفاف صارخ بالحقوق الإنسانية للفلسطينيين".

وقالت عشراوي إن "إسرائيل أكثر التزاما بتهدئة خاطر المستوطنين غير الشرعيين بدلا من الالتزام بمتطلبات الاستقرار والسلام العادل".

التعليقات