"غيتو" قلقيلية... حصار وتضييق لصالح الاستيطان

نشرت القناة الثانية الإسرائيلية، خبرًا بأن المستوطنين يتهمون الحكومة الإسرائيلية بدفع مخطط توسيع أو إعمار في مدينة قلقيلية من وراء ظهورهم. ليس واضحًا عن أي 'ظهر' يتكلمون، فالحديث عن مخطط كله على أرض خاصة بملكيّة فلسطينيّة، لا يوجد للمستوطنين فيها ولا ذرة تراب.

"غيتو" قلقيلية... حصار وتضييق لصالح الاستيطان

نشرت القناة الثانية الإسرائيلية، خبرًا بأن المستوطنين يتهمون الحكومة الإسرائيلية بدفع مخطط توسيع أو إعمار في مدينة قلقيلية من وراء ظهورهم. ليس واضحًا عن أي 'ظهر' يتكلمون، فالحديث عن مخطط كله على أرض خاصة بملكيّة فلسطينيّة، لا يوجد للمستوطنين فيها ولا ذرة تراب.

فيما يلي بعض المعلومات عن قلقيلية، التي لم يقم رئيس مجلس المستوطنات شومرون، ولا 'حركة رجفيم' الذين استغلوا القصة لعلاقاتهم العامة بالطبع، حيث سلط تقرير لمركز ' كرم نابوت' المختص برصد النشاط الاستيطاني وبتحضير تقارير عن الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة الضوء على كواليس مخطط توسيع قلقيلية.

قلقيلية هي قرية من قرى المثلث عمليّا. وتقع شرقيّ الخط الأخضر بين كفرقاسم والطيبة (الواقعتان غربيّ الخط الأخضر). تزايد عدد سكان قلقيلية يعود مباشرة إلى أحداث عام 1948، حيث جرى هدم العديد من القرى الفلسطينيّة في منطقة المثلث (ما يسمى اليوم 'جنوب هشارون')، فاضطر سكان هذه القرى الهرب شرقًا واللجوء إلى قلقيلية. بأعقاب توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، بقيت نحو 10,300 دونما من أراضي قلقيلية شرقي الخط الأخضر ونحو ثلثي مساحتها غربي الخط الأخضر.

في سنوات الثمانينيات أقيمت شرقي قلقيلية مستوطنتان: ألفي منشيه (1983) وتسوفين (1989). الهدف من إقامة المستوطنتين، كما الهدف من المستوطنات في كل مكان آخر، هو سد الطريق أمام تطور قلقيلية نحو الشرق وفصلها عن بقية قرى الجوار. مع توقيع اتفاقيات أوسلو في التسعينيات، جرى تعريف معظم مساحات البناء في قلقيلية ضمن المناطق A. والحديث عن نحو 3,800 دونمًا في محيط المناطق C.

بعد بناء جدار الفصل المحيط في مدينة قلقيلية في السنوات 2002-2003، تم عمليّا محاصرة المدينة بمنظومة أسوار وجدران من جميع الجهات، وبقي شارعان يؤدينا منها وإليها، شارع من الشرق باتجاه نابلس، والثاني من الجنوب باتجاه قرية حبلة. مساحة المنطقة التي بقيت داخل الجدران والأسوار تصل إلى نحو 8,500 دونما، وفي عام 2004 تم منع البناء على نحو 2.250 دونما منها بأمر عسكري خاص.

الخارطة الهيكلية التي يجري الحديث عنها (1/1201) تمتد على مساحة 4,428 دونما (وليس 2,500 دونما كما ذكر في القناة الثانية)، ترمي إلى استغلال تلك المساحات (هنالك بناء قائم في معظمها عمليّا) الواقعة فقط داخل تلك الفقاعة المكتظة المتشكلة بعد استكمال إقامة الجدران والأسوار المحيطة في مدينة قلقيلية.

والآن أنظروا إلى المعطيات التالية: وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ تعداد سكان قلقيلية عام 2012 نحو 42,000 نسمة. ومن الأرجح أن عدد السكان قد بلغ اليوم نحو 44,000-45,000 نسمة، والمفروض عليهم الاكتفاء بمساحة تبلغ نحو 3,800 دونما (المنطقة A). بالمقابل، فإن منطقة نفوذ مستوطنة ألفي منشيه، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 7,800 نسمة، يصل إلى 4,700 دونمًا. أما منطقة نفوذ مستوطنة تسوفين التي يعيش فيها نحو 2.000 نسمة، فيصل إلى 2.230 دونما.

التعليقات