شاحنة عبد الغفور... أمل ظمأى شمالي غزة

الفلسطيني كمال عبد الغفور يعمل في توزيع مياه الشرب التي يجلبها من آبار بعيدة عبر شاحنته التي يشغلها على زيت الطهي بدلا من الوقود غير المتوفر في مناطق شمالي القطاع، الذي يعاني من ندرة الماء وشح الغذاء وأوضاع صحية كارثية.

شاحنة عبد الغفور... أمل ظمأى شمالي غزة

(Getty Images)

يزدحم مئات النازحين الفلسطينيين أمام خزان لمياه الشرب في باحة مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) شمالي قطاع غزة، من أجل الحصول على كميات قليلة منها.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويعاني الفلسطينيون في مدينة غزة ومحافظة شمالي القطاع من ندرة المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية بسبب منع القوات الإسرائيلية وصول المساعدات والوقود إلى تلك المناطق منذ أكثر من 3 أشهر.

ويعمل الفلسطيني كمال عبد الغفور في توزيع المياه الصالحة للشرب عبر شاحنته التي يشغلها على زيت الطهي بدلا من الوقود غير المتوفر في مناطق شمالي القطاع.

ويتنقل عبد الغفور في مناطق بلدة ومخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين كلما نجح في توفير كمية جيدة من مياه آبار بعيدة عن البلدة.

وفي مدرسة "ذكور جباليا" في مخيم جباليا، وصلت شاحنة مياه عبد الغفور متأخرة عن موعدها بيومين ليسارع النازحون إليها لتعبئة ما يتوفر لديهم من أوعية بلاستيكية.

ويقول عبد الغفور: "ليس لدى هؤلاء النازحين أي مصدر آخر للمياه باستثناء هذه الكميات القليلة التي أنقلها إليهم مرة أو مرتين في الأسبوع الواحد".

ويضيف: "أحضر المياه من بئر في منطقة بعيدة شمالي القطاع وأضخها عبر مولد كهرباء يعمل بزيت الطهي".

ويوضح أن كميات المياه التي يحضرها من المفترض أن تكفي النازحين في مدرسة "ذكور جباليا" ليوم واحد فقط، ولكنهم يستخدمونها على مدى 3 أيام بسبب ندرة المياه.

ويشير إلى أنه يعمل أيضا على نقل المياه إلى مناطق أخرى ومدارس داخل مناطق شمالي القطاع، ويحصل على أجر زهيد لإدراكه أن النازحين لا يملكون ما يكفيهم من الأموال لمواجهة هذه الظروف الصعبة.

وأزمة المياه ليست الوحيدة التي تواجه الفلسطينيين في مدرسة "ذكور جباليا" فهم لا يجدون الطعام أيضًا ولجأوا في الآونة الأخيرة لطحن أعلاف الحيوانات وصنع خبز منها بدل القمح.

إضافة إلى أن أكواما من القمامة تتراكم أمام بوابة المدرسة بسبب تعطل خدمات "أونروا" في مخيم جباليا الخاصة بجمع القمامة، ما يتسبب بانتشار العديد من الأمراض الجلدية والتنفسية والمعوية لدى النازحين خاصة الأطفال.

ويقول النازح خليل عبد النبي (33 عاما): "نحصل على المياه بصعوبة ولا يوجد مياه للنظافة الشخصية والقمامة تنتشر بشكل كبير في كل مكان وكل ذلك تسبب انتشار الأمراض بيننا".

ويضيف عبد النبي أن "الأطفال هنا مصابون بأمراض جلدية وتنفسية إضافة إلى أن عددا كبيرا منهم أصيبوا بنزلات معوية بسبب انتشار القمامة".

ويشير إلى أن النازحين حاولوا قبل ذلك جمع القمامة ولكنهم لم يجدوا وسيلة لنقلها إلى مناطق بعيدة عن السكان بسبب انعدام الوقود.

وفي 7 شباط/ فبراير الجاري، أفادت وكالة الأونروا بانتشار الأمراض بشكل مقلق بسبب نقص الصرف الصحي والمياه النظيفة.

وتشير النتائج الأخيرة لفحوص سوء التغذية التي أجرتها المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية إلى زيادة كبيرة في معدل سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا.

ووصل سوء التغذية الحاد العام بالقطاع إلى 16.2%، وهو معدل يتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15 بالمئة.

التعليقات