مسؤول أمميّ يحذّر من عواقب مروّعة لنقص الغذاء في غزّة

قال غريفيث إن نحو 50 شاحنة مساعدات يمكن أن تصل يوميا إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة عبر معبر "إيريز"، لكن المعارك القريبة من معبري رفح وكرم أبو سالم في جنوب غزة، تعني أن الطرق الحيوية "مغلقة فعليا".

مسؤول أمميّ يحذّر من عواقب مروّعة لنقص الغذاء في غزّة

(Getty Images)

قال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، اليوم الأحد، إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة ينذر بعواقب "مروعة"، محذّرا من مجاعة في القطاع المحاصر.

وقال غريفيث في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في العاصمة القطرية الدوحة، إنه "إذا نضب الوقود، ولم تصل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، فإن تلك المجاعة التي تحدثنا عنها لفترة طويلة والتي تلوح في الأفق، لن تلوح في الأفق بعد الآن. ستكون موجودة".

وأضاف مسؤول عمليات الإغاثة الأممية على هامش اجتماعاته مع مسؤولين قطريين: "أعتقد أن ما يقلقنا كمواطنين في المجتمع الدولي هو أن العواقب ستكون صعبة للغاية. صعبة ومروعة".

وقال غريفيث إن نحو 50 شاحنة مساعدات يمكن أن تصل يوميا إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة عبر معبر "إيريز"، لكن المعارك القريبة من معبري رفح وكرم أبو سالم في جنوب غزة، تعني أن الطرق الحيوية "مغلقة فعليا".

وأضاف المسؤول الأممي: "لذا فإن المساعدات التي تصل عبر الطرق البرية إلى الجنوب وإلى رفح والنازحين منها تكاد تكون معدومة".

والسبت، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة الشهر الحالي.

(Getty Images)

ومع نفاد الوقود والغذاء والدواء، قال غريفيث إن العمل العسكري في رفح هو "بالضبط ما كنا نخشى أن يكون عليه".

وأضاف: "لقد قلنا جميعا بوضوح شديد إن عملية رفح هي كارثة من الناحية الإنسانية، كارثة للأشخاص الذين نزحوا بالفعل إلى رفح. وهذا هو الآن نزوحهم الرابع أو الخامس".

ومع إغلاق المعابر البرية الرئيسية، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تتدفق هذا الأسبوع عبر ميناء عائم مؤقت أنشأته الولايات المتحدة.

وقال غريفيث إن العملية البحرية "بدأت في جلب بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات" لكنه حذر من أنها "ليست بديلا للطرق البرية".

ويوم الخميس، دعا بيان صادر عن القمّة العربية في البحرين إلى نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، وعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين.

وعدّ غريفيث الدعوة الصادرة من المنامة "مهمة للغاية لأنها تركز على المستقبل".

وأوضح أن هناك "عددا من المؤتمرات المختلفة التي يجري بحثها وربما التخطيط لها" لمناقشة الترتيبات الإنسانية في غزة، بما في ذلك في الأردن.

وتابع غريفيث: "إنني أشعر، وأعلم أن الأمين العام يشعر أيضا بقوة أن الأمم المتحدة بحاجة إلى أن تكون حاضرة على الطاولة عندما تتم مناقشة كل تلك الأمور". لكنه حذر من احتمال نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، ذلك أنه قد يواجَه باستخدام الفيتو من جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، في حين أن ذلك يتطلب أيضا قبول الأطراف المتحاربة لوجود الأمم المتحدة.

"الصحة العالمية": إمدادات الأدوية والوقود منخفضة للغاية بغزة

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الأحد، إنه "مع استمرار إغلاق معبر رفح منذ 6 أيار/ مايو الجاري، أصبحت إمدادات الأدوية الأساسية والوقود منخفضة للغاية في قطاع غزة، والحركة محدودة بسبب القيود الأمنية".

وأضاف غيبريسوس، في منشور عبر حسابه عبر منصة "إكس"، أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة، والقصف المكثف، وعدم مرور المساعدات عبر غزة عوامل تعرض حياة المدنيين وصحتهم لخطر جسيم".

كما أعرب المسؤول الأممي عن قلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بوجود "أعمال عدائية مكثفة بالقرب من مستشفى كمال عدوان شمال غزة، وزيادة تدفق المرضى المصابين إليه، وذلك نظرا لقدرة المستشفى المحدودة على تقديم الرعاية".

واختتم حديثه غيبريسوس بالقول: "إننا نعجز عن وصف الوضع في غزة، لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار، وإحلال السلام للمدنيين هناك".

ويعاني سكان قطاع غزة، ولا سيما نحو مليوني نازح، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات، جراء استمرار إغلاق إسرائيل معبر رفح لليوم الثالث عشر على التوالي ومعبر كرم أبو سالم لليوم الرابع عشر على التوالي، مما يدفع القطاع إلى براثن مجاعة، وفق تحذيرات منظمات إنسانية دولية.

وتشن إسرائيل حربا متواصلة على غزة، خلّفت أكثر من 114 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

التعليقات