أكدت حدوث تقدم ملموس فيها; حماس لا تستبعد ايضا تأجيل اتمام الصفقة في حال لم توافق اسرائيل على مطالبها كاملة

لجان المقاومة: "الكرة لا تزال في الملعب الاسرائيلي..بامكان الاحتلال ان ينهي الصفقة بالموافقة على مطالب الفصائل".

أكدت حدوث تقدم ملموس فيها;  حماس لا تستبعد ايضا تأجيل اتمام الصفقة في حال لم توافق اسرائيل على مطالبها كاملة

نفى مصدر مطلع في حركة حماس بشدة صحة تقارير صحافية تحدثت عن نقل الحركة للجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط من غزة الى مصر، تمهيدا لانهاء صفقة تبادل الاسرى.

ونقلت " القدس العربي" عن المصدر قوله إن "الوسيط الالماني ابلغ قيادة الحركة استمرار رفض اسرائيل تلبية بعض مطالب حماس لإتمام عملية التبادل، وهو ما ادى الى تعقيد بعض المسائل".

واكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان التقرير الذي نشرته امس احدى الصحف العربية ومفاده بأن شاليط تم نقله سرا الى القاهرة برفقة الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس، واحمد الجعبري قائد كتائب القسام، اللذين غادرا قبل نحو اسبوعين للقاهرة للقاء الوسطاء المصريين والالمان الذين يتوسطون لإتمام الصفقة، غير صحيح.
وبحسب ما نشر فان شاليط نقل الى القاهرة خلال زيارة الزهار والجعبري التي احيطت باجراءات امنية استثنائية، وذكر التقرير ان صفقة تبادل الاسرى لم تتعرض لانتكاسة.

لكن المصدر المطلع في حماس قال لـ"القدس العربي" واكد ان ما نشر "مجرد اشاعات"، مشددا على ان هذه الاشاعات "تؤثر سلبا على الروح المعنوية للاسرى، وتهدف الى ابتزاز حماس".
وتساءل "كيف سينقل شاليط الى الوسطاء المصريين، واسرائيل لا تزال تراوغ، وترفض تلبية شروط اتمام الصفقة"، وتابع بالقول "شاليط لا يزال في قبضة آسريه".

وهو امر ايضا نفاه اسامة حمدان القيادي ممثل حماس في لبنان، حين قال في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية " هذه الانباء عارية تماما عن الصحة، وتهدف للتأثير على حماس وعلى معنويات ذوي الاسرى".

وذكر حمدان ان محادثات صفقة التبادل " لا تزال جارية عبر الوسيط الالماني"، لافتا الى وجود " محاولات للتوصل الى ما اعلنت عنه الحركة، من العمل على اخراج 1000 اسير فلسطيني، اضافة الى النساء والاطفال"، غير انه عاد وقال ان "الوقت لم يزل مبكرا للحديث عن اي تفاصيل حول هذا الموضوع".

وفي السياق قلل ابو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة احد الفصائل التي اسرت شاليط من اهمية التصريحات التي تحدثت عن وصول صفقة تبادل الاسرى الى نهايتها، وقال انها " فرقعات اعلامية"، تحاول اسرائيل من خلالها معرفة رد المقاومة.

واكد في تصريح صحافي ان " الكرة لا تزال في الملعب الاسرائيلي"، واضاف " بامكان الاحتلال ان ينهي الصفقة بالموافقة على مطالب الفصائل".

ووصف ابو مجاهد المفاوضات بـ "الشاقة والصعبة" داعيا وسائل الاعلام الى "توخي الحذر والتاكد من مصادرها لما في ذلك من اثر سلبي على نفسيات الاسرى وذويهم".
وتطلب حماس اطلاق سراح 450 اسيرا من ذوي المحكوميات العالية، والذين شارك بعضهم في هجمات اودت بحياة اسرائيليين، اضافة الى اطلاق سراح الاسرى من النساء والاطفال والمرضى، وقد يصل عدد المفرج عنهم بموجب هذه الصفقة الى نحو 1000 اسير، وتشير المعلومات الى ان صفقة التبادل ستتم على ثلاث مراحل.

الى ذلك، اشار المصدر الى ان حركة حماس يمكن ان تؤجل اتمام الصفقة التي اكد حدوث "تقدم ملموس" بها، الى مرحلة اخرى حال لم توافق اسرائيل على مطالب حماس كاملة.

وعن آخر تطورات الصفقة خاصة بعد الانباء التي تحدثت عن نقل الوسيط الالماني رد اسرائيل لحماس قبل ايام، كشف المصدر لـ"القدس العربي" ان الرد الاخير الذي تلقته حماس يحمل رفضا لبعض الاسماء التي تطلب الحركة الافراج عنها، اضافة الى استمرار اسرائيل في رفض بعض الترتيبات الخاصة التي ستتم خلال مراحل اتمام الصفقة، لكن المصدر رفض الافصاح بشكل اكثر، وقال ان هذه الامور لا تزال سرية، ومن المفضل عدم الحديث عنها.

وكانت معلومات سابقة اكدت ان اسرائيل لا تزال ترفض اطلاق سراح عدد من قادة الجهاز العسكري لحماس في الضفة الغربية، حتى الى خارج المناطق الفلسطينية.

وهو امر اكدت حركة حماس انه بدونه لن تتم صفقة تبادل الاسرى التي ترى انها من المحتمل ان تكون آخر الفرص الحقيقية لتبييض السجون الاسرائيلية من ذوي المحكوميات العالية.

يشار الى ان الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريس المح الاربعاء الى انه سيمنح العفو لكثير من الاسرى المنوي اطلاق سراحهم في حالة تم الاتفاق على حيثيات صفقة التبادل.

وخلال لقاء بعدد من الطلبة في مدينة ايلات رد بيريس على سؤال حول رأيه في اطلاق سراح فلسطينيين، شاركوا في هجمات قتل فيها اسرائيليون بالقول "الثمن الذي دفعته الحكومة باهظ جدا، وكان بودي ان يطلق سراحه بطرق اخرى، وقد حاولنا في الماضي، وكانت النتيجة مقتل الجندي المختطف"، في اشارة منه للهجوم الذي شنته فرقة كوماندوس اسرائيلية لاجلاء جندي سابق اسرته حماس في الضفة يدعى نخشون فاكسمان في تشرين الاول (اكتوبر) من العام 1994.

لكن بيريس اتهم خلال تصريحاته حركة حماس بأنها هي من تعطل اتمام صفقة التبادل، زاعما ان الامر يعود لوجود "جدال بين حماس الداخل والخارج".

كذلك رأى بيريس ان الحديث عن صفقة التبادل "يضر بعملية المفاوضات"، لكنه قال "اذا عادت حماس الى ثمن ذي سقف غير عال وباهظ، فإننا سنرى الجندي قريبا في بيته".

وزعم ان حماس تطالب بشروط اضافية في صفقة تبادل الاسرى، وقال "حماس تعطل الصفقة الحالية ولو عادت الى مطالبها الاصلية والتي هي مبالغ فيها فاننا سنرى شليط غدا في بيته".

يذكر ان وسائل الاعلام الاسرائيلية نشرت في الايام الماضية تقارير تحدثت مجملها عن قرب انجاز صفقة التبادل، حيث ذكر التلفزيون الاسرائيلي "القناة الثانية"، في تقرير له مؤخرا ان انجاز صفقة التبادل اصبح وشيكا، وذكر التقرير انه على الرغم من التعتيم الاعلامي المفروض على مسار المفاوضات التي تجرى لإنجاز الصفقة فان كل الدلائل تشير الى انه من الممكن ان يتم الاعلان عنها في غضون ايام، بعدما يقوم الوسيط الالماني بنقل رد حماس على المقترحات الاسرائيلية الاخيرة.

يشار الى ان حماس واسرائيل دخلتا قبل عيد الاضحى في مفاوضات غير مباشرة كانت معمقة جدا، لاتمام صفقة تبادل تقضي باطلاق الجندي شليط، مقابل اسرى فلسطينيين، حين سافر وفد رفيع من الحركة الاسلامية الى القاهرة، للقاء المسؤولين الامنيين المصريين، والوسيط الالماني، قبل ان يغادر الى دمشق لبحث اقتراحات انهاء صفقة التبادل مع زعيم الحركة خالد مشعل المتواجد هناك، وقبل ايام تسلمت حماس ردا على مطالبها الاخيرة من اسرائيل عبر الوسيط الالماني السيد ارنست اورلاو.

وأسر مقاتلو حماس هم واخرون من تنظيمين مسلحين الجندي شاليط نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006، خلال هجوم على ثكنة اسرائيلية تقع الى الجنوب من قطاع غزة.

التعليقات