تقرير يرصد الأحوال الصحية للأسرى الفلسطينيين

-

تقرير يرصد الأحوال الصحية للأسرى الفلسطينيين
أصدقاء الإنسان الدولية / فيينا
( منظمة للدفاع عن حقوق الأنسان )
تقرير يرصد الأحوال الصحية للأسرى الفلسطينيين
( الأمراض الناتجة عن التعذيب ونقص الرعاية الطبية )
بعنوان " إنسانية متوارية "
يعيش الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، أوضاعاً استثنائية من الناحية الصحية، قل ما يعيشها أسرى أو معتقلون في مناطق أخرى، فهم يتعرضون إلى أساليب منهجية تؤدي حتماً لإضعاف أجساد الكثيرين منهم، وتمعن في استهدافهم من الناحية المعنوية؛ تتمثل في الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، وفي أساليب القهر والإذلال والتعذيب، التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق والسجانين والحراسة، التابعين للعديد من الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

أساليب إضعاف الإرادة والجسد على السواء، ثنائية مأساوية متبعة في دولة تخال أن الديمقراطية مصانة في نظامها السياسي والقضائي، الذي أجاز التعذيب والضغط بحق الأسرى والمعتقلين، في سابقة غير معهودة على المستوى العالمي، ما يعد مخالفة للعديد من المعاهدات والمواثيق الدولية.

من أهم ما يمكن للباحث رصده من انتهاكات صحية يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، ما يلي:

* الإهمال الصحي المتكرر والمماطلة بتقديم العلاج للمحتاجين له، أو عدم إجراء العمليات الجراحية للأسرى، إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض بأشكال من الأساليب الاحتجاجية من أجل تلبية مطالبهم بذلك.

* عدم تقديم العلاج الناجع للأسرى المرضى كل حسب معاناته، فالطبيب في السجون الإسرائيلية هو الطبيب الوحيد في العالم الذي يعالج جميع الأمراض بقرص حبوب يسمى الأكامول وهو يحتوي على مادة الباراسيتامول الخاصة بمعالجة الصداع، ولا يتورع أحياناً عن العلاج بالماء كأن يقدم للأسير المريض فقط كأس من الماء، وفي الحالات الحرجة يتم حقن المريض بإبرة تخدير، تصرفه عن وجه الطبيب حتى يزول أثرها.

* عدم وجود أطباء اختصاصيين داخل السجن، كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة خاصة إذا علمت الحاجة الماسة إلى ذلك، حيث أفادت تقارير وردت لأصدقاء الإنسان من السجون والمعتقلات، بفقدان ثلاثة من الأسرى بصرهم نهائيا، ولحاجة الأسرى الملحة والغير عادية لعلاج أمراض اللثة والأسنان.

* تفتقر عيادات السجون إلى وجود أطباء مناوبين ليلا لعلاج الحالات الطارئة.

* عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين، حيث يوجد العديد من الحالات النفسية المضطربة، والتي بحاجة إلى إشراف خاص.

* عدم توفير الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، والنظارات الطبية، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات، لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.

* عدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة للأسرى تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها كمرض السكري والضغط والقلب والكلى.

* عدم وجود غرف أو عنابر عزل للمرضى المصابين بأمراض معدية، كالتهابات الأمعاء الفيروسية الحادة المعدية، وكذلك بعض الأمراض الجلدية المعدية مثل الجرب، مما يهدد بانتشار المرض بسرعة بين الأسرى نظرا للازدحام الشديد داخل المعتقلات.

* عدم وجود غرف خاصة للمعتقلين ذوي الأمراض النفسية الحادة مما يشكل تهديدا لحياة زملائهم.

* نقل المرضى المعتقلين لتلقي العلاج في المستشفيات، وهم مكبلو الأيدي والأرجل، في سيارات شحن عديمة التهوية، بدلا من نقلهم في سيارات إسعاف مجهزة ومريحة.

* حرمان بعض الأسرى ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم كنوع من أنواع العقاب داخل السجن.

* فحص الأسرى المرضى بالمعاينة بالنظر وعدم لمسهم والحديث معهم، ومداواتهم من خلف الشبابيك.

* يعاني الأسرى المرضى من ظروف اعتقال سيئة، تتمثل بقلة التهوية والرطوبة الشديدة والاكتظاظ الهائل، بالإضافة إلى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة.

* تعاني الأسيرات من عدم وجود أخصائي أو أخصائية أمراض نسائية، إذ لا يوجد لديهم سوى طبيب عام، خاصة إذا علم أن من بين الأسرى أسيرات يدخلن السجن وهن حوامل وبحاجة إلى متابعة صحية خاصة .

* إجبار الأسيرات الحوامل على الولادة، وهن مقيدات الأيدي دون مراعاة لآلام المخاض والولادة، وهو ما حصل مع الأسيرة ميرفت طه والتي وضعت مولودها وائل في السجن وهي مقيدة الأيدي في سريرها، وكذلك الحال مع الأسيرة منال غانم من نابلس ومولودها الطفل الأسير نور.

* تقديم أدوية قديمة ومنتهية الصلاحيات للأسرى، كما حصل مع الأسير سمير عجاج، (27 عاماً) من طولكرم، والمعتقل في سجن النقب، والذي كان يعاني من التهابات حادة في عينه اليمنى وبحاجة إلى عملية جراحية، حيث أعطاه طبيب العيادة قطرة للعين منتهية الصلاحية، وحينما راجع الطبيب قال له: إننا لا ننظر إلى التواريخ.

اعتماداً على نتائج بحث صحي مستفيض، أجراه طاقم طبي متخصص، من قبل منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، بالإمكان تصنيف الأمراض التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والتي تصيبهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، والضرب والتعذيب القاسي الذي يتعرضون له، من قبل أطقم الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ولم تكن معروفة لديهم من قبل، كما يلي:


أمراض الجهاز التنفسي

- ضيق التنفس
يعاني العديد من الأسرى وخاصة في فترات التحقيق من نوبات حادة من ضيق التنفس، ناتجة عن كتم نفس الأسير عبر تغطية وجهه ورأسه بكيس معتم وقذر، وكذلك عبر خنقه أحياناً عن طريق الضغط على محيط عنقه، بصورة متعمدة، خلال عمليتي الاعتقال والتحقيق، والتي تصاحب عادةً بالضرب والتعذيب، وكذلك بسبب قلة الأكسجين والتهوية خاصة داخل الزنازين، والتي عادة ما تكون تحت الأرض، كما في سجن عسقلان.
ويعاني الأسرى في معتقل بنيامين كذلك، من أوضاع سيئة من حيث الاكتظاظ وتزايد أعداد الأسرى في الغرفة الواحدة، وقلة التهوية وتزايد نسبة الرطوبة في الغرف، مما يتسبب في ضيق التنفس لدى الكثير من الأسرى، وأمراض جلدية بسبب قلة التعرض الشمس.

- التهابات الرشح والزكام والانفلونزا المتكررة
يشتكي الأسرى من إصابات متكررة، بالرشح والانفلونزا، نتيجة البرد الشديد داخل خيامهم، وخاصة في فصل الشتاء، ونتيجة سياسة التفتيش العاري، أو وضع الأسير في الثلاجة أو سكبه بماء مثلج، أو إجبار الأسرى على الاستحمام بالماء البارد بسبب حرمانهم بين الحين والآخر من الماء الساخن، كنوع من أنواع العقاب، ويشكو الأسرى من سرعة انتقال هذه الأمراض بينهم، نتيجة الازدحام الشديد داخل السجون.
وفي رسالة لهم إلى الرأي العام بتاريخ 22/8/2004 قال الأسرى الفلسطينيون:
... أوقفوا هذا الانتقام البشع الذي تعدى كل حدود، حتى وصل للاعتداء بالضرب المبرح على المرضى وهم على النقالات، إلى ما يسمى (العيادة)، والتي فقدت كل شيءٍ له صلة بمهمة الطب الإنسانية، والاعتداء بالضرب المبرح واستخدام الصعقات الكهربائية، ضد الأسرى المضربين والمنهكين من الإضراب، بعد مرور سبعة أيامٍ على إضرابهم المفتوح، الذي اقتصر على الماء فقط، ناهيك عن التفتيش العاري والمذل وعن الضرب والصعقات الكهربائية، لكل من يتقدم إلى المحاكمة أو يعود منها، هذا الضرب واستخدام العنف غير المبرر من ضباط وشرطة مصلحة السجون الإسرائيلية.

- التهابات الرئة والربو
يعاني العديد من الأسرى من التهابات الرئة المزمنة، ومن مرض الربو الناتجان عن استنشاقهم المتكرر للغازات المسيلة للدموع السامة داخل خيامهم، وبحسب إفادات المحامين، فان الأسرى يتعرضون للرش بالغاز، ولقنابل الصوتية بما معدله 15 مرة سنويا، وهذه الغازات الكيماوية، تحمل السموم، ويحرم استخدامها في أماكن مغلقة. كما وتؤدي بعض العمليات القسرية لحقن الأسرى المضربين عن الطعام، بالمواد الغذائية في معداتهم، إلى أخطاء تؤدي إلى الوفاة أحياناً.
هذه العمليات أدت إلى مقتل اثنين من الأسرى المضربين عن الطعام في معتقل نفحة عام (1980) وهما الأسير علي الجعفري والأسير راسم حلاوة، وآخرون عاشوا ظروفاً صحية مأساوية، لقوا حتفهم فيما بعد بسبب التهابات حادة في الرئة وسوء في التنفس، مثل الأسير إسحق مراغة الذي توفي عام 1983 في معتقل بئر السبع.


أمراض الجهاز الهضمي

- التسمم الغذائي
يتعرض الأسرى لحالات متكررة من التسمم الغذائي الحاد، عبر إصابتهم بالإسهال، والتقيؤ المفاجئ والمصحوب بآلام شديدة في البطن، وذلك بسبب تقديم وجبات من الغذاء الفاسد والملوث أو المنتهي الصلاحية، وحدثت آخر هذه الحالات في معتقل عسقلان يوم 29 نوفمبر 2004 ، حيث أصيب ما يقرب من 800 أسير بالأعراض المذكورة، بعد تقديم بيض فاسد لهم. وحسب إفادة الأسير محمود صلاح من مدينة بيت لحم، فقد تم في أحد المرات، تقديم وجبة من الطعام للأسرى محتوية على صراصير، وأفاد أسرى آخرون بحصولهم على وجبات تحتوي على خبز متعفن، وكذلك لحوم مجمدة منتهية الصلاحية منذ زمن، كما حصل مع أسرى سجن عتصيون في وجبة إفطار الخامس والعشرين من شهر الصوم رمضان لعام 2004.

- سوء التغذية
تعتبر سوء التغذية مشكلة رئيسة بين الأسرى، نتيجة لعدم حصولهم على وجبات طعام جيدة وموزونة من الناحية الغذائية، إذ يخبر العديد من الأسرى بنقص في أوزانهم نظراً لرداءة الطعام وقلته، حيث لا يقدم للأسير إلا بالقدر الذي يبقيه على قيد الحياة، وظهرت كذلك، العديد من حالات الدوران والدوخة، وفقر الدم الشديد الناتجة عن قلة وسوء التغذية.

- التهابات الأمعاء الحادة
وأهم أعراضها الإسهال والتقيؤ الحاد، والتي يرجع سببها إلى القاذورات والحشرات المنتشرة في الزنازين والمراحيض، وانتشار المجاري والروائح الكريهة.
فعلى سبيل المثال يعاني الأسير هايل حسين أبو زيد، من مجدل شمس، ومعتقل منذ 1985، تنقل بين سجون الرملة، عسقلان، بئر السبع، نفحة، شطة والتلموند، من ورم في الأمعاء الداخلية بالإضافة إلى تدهور حاد جدا في الرؤية.


أمراض الجهاز الدوري

- ضربات الشمس والجفاف
وخاصة في فصل الصيف في معتقلات النقب الصحراوية، حيث الحر الشديد وقلة مياه الشرب والتعرض لضربات الشمس الحارقة، وكذلك نتيجة للإضرابات المتكررة عن الطعام، التي يخوضها الأسرى بين الحين والآخر، احتجاجاً على أوضاعهم الاعتقالية والمطالبة بتحسينها.

- فقر الدم (الأنيميا)
الناتج عن سوء التغذية، وخاصة قلة العناصر الغذائية المهمة لبناء كرات الدم الحمراء كالحديد وفيتامين بي 12.

- حالات الإغماء المفاجئ
الناتجة عن التعذيب والضرب،
فعلى سبيل أمثال في سجن الجلبوع، بتاريخ 6/7/2004 وإثر مشادة عنيفة بين أحد الأسرى وأحد ضباط السجن، هاجم السجانون جميع الأسرى بالغاز والعصي، مما أدى إلى إغماء العشرات منهم، وزجوا بالعشرات في الزنازين، وصادروا جميع الأجهزة الكهربائية، من راديو وبلاطات تسخين غذائية ومراوح ومواد غذائية مثل الزيت والسكر والملح , وأغلقوا المحلقة والمغسلة .. كذلك فقد تم إخراج جميع الأسرى في القسم 4 إلى الساحة وأجبروا على الركوع لمدة عدة ساعات، تحت أشعة الشمس الحارقة، وواصل السجانون ضربهم وشتمهم وهم مكبلو الأيدي، وقد أدى الضرب العشوائي إلى حالات إغماء في الساحة، وإلى تكسير الأسنان الأمامية للأسير إبراهيم بركة نتيجة للضرب المبرح.

- ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري
تنتج عن الضغوط النفسية الكبيرة التي يتعرض لها الأسرى، ومضاعفاتها التي تؤدي في بعض الحالات إلى حصول جلطات في القلب والدماغ.
الأسير ريمون شبلي رزق الله، 44 عام، من مدينة بيت لحم، اعتقل بتاريخ 24/2/2004، ممنوع من الزيارة من لحظة الاعتقال، وقد أصيب بعد الاعتقال بمرض السكري بدرجة كبيرة تصل أحياناً إلى (650)، على الرغم من أن هذا المرض بحاجة إلى متابعة وفحص بشكل مستمر، وعلاج وأدوية وطعام خاص، إلا أن الأسير لا يتلقى الكثير من الاهتمام، ولا يتم فحص السكر لديه، إلا كل ثلاثة شهور.


الأمراض الجلدية

تعتبر الأمراض الجلدية، من أكثر الأمراض شيوعا وانتشاراً بين الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، نظراً لقذارة السجون، وعدم توفر مقومات النظافة الصحية، نتيجة تراكم القمامة وانتشار الحشرات الضارة، وسوء مجاري الصرف الصحي، وقلة مواد التنظيف، ومن أهم هذه الأمراض ما يلي:

- الإصابة بالحروق الجلدية
نتيجة للكي بأعقاب السجائر والتعرض للصعقات الكهربائية خلال عمليات التحقيق والتعذيب، ونتيجةً لرش الأسرى بمادة الكلور والماء الممزوج بالليمون والفلفل الحار أو الحرق المباشر بالنار، كما حصل مع الأسير عصام أبو عمرة 28 عاما من غزة الذي اعتقل يوم 14 أغسطس 2003عند معبر رفح، حيث قام أحد الجنود بحرق يديه الموثقتان خلف ظهره بالولاعة وبعد فك القيد البلاستيكي أحكمت إحدى المجندات المسك بيديه وقام جندي آخر بحرق الوثاق البلاستيكي والتنقيط منه على رسغ الأسير، وبينما كان الأسير يصرخ من شدة الالم، كان الجندي ورفاقه في حالة ضحك هستيري.
وفي شهادة للأسير أحمد إبراهيم بسيسي (25 عاما) من طولكرم، المحتجز في معتقل عسقلان، قال ان جنود الاحتلال قاموا بضربه بخوذاتهم على وجهه، وأطفأوا السجائر على القيود البلاستكية التي قيدوه بها، ما أدى إلى احتراق في معصميه.
وتعرض الطفل الأسير أحمد عزّام عويصي، 14 عاماً، من قلقيلية، والذي أعتقل بتاريخ 2/5/2001، في معتقل الجلمة، للضرب وإطفاء أعقاب السجائر في جسمه، واستخدام آلة لشد اليدين إلى الجانبين، وضربه بالعصي على أنحاء متفرقة من جسمه وسكب الماء الساخن على يده وظهره، وإشعال كيس نايلون فوق يده.

- الحساسية والالتهابات الجلدية الحادة
ويرجع ذلك للسعات الحشرات والبعوض والذباب، والعقارب والثعابين والصراصير وعض الفئران، خاصة في ليالي الصيف ومثال على ذلك ما حصل مع الأسيرة إيمان غزاوي من مدينة نابلس، والمعتقلة في سجن تلموند، حيث لدغتها حشرة في يدها أدت إلى حدوث انتفاخ والتهاب شديدين في اليد، استدعت نقلها سريعاً للعلاج في المستشفى.
وفي شهادة للأسير يحيى السعدي المعتقل في مركز توقيف سالم العسكري قال: إن الجنود أطلقوا الكلاب على غرف الأسرى، وأخذت هذه تأكل من طعامهم، وهو سيئ أصلاً ولا يصلح للأكل. وقال السعدي للمحامي مهند الخراز أن المجاري في السجن مفتوحة، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة في غرف المعتقلين، وكذلك انتشار البعوض والحشرات والأمراض الجلدية.

- الفطريات
تنتشر التهابات الجلد الفطرية بكثرة بين الأسرى، وهي التهابات ممكن أن تصيب جميع أنحاء الجسم، وتكون مصحوبة بحكة شديدة.

- الأورام والتجمعات الدموية المزرقة على الجلد
وتنتج عن التعذيب بالسياط والضرب بأعقاب البنادق والهراوات. المعتقل حسين عليان سليم السواعدة المتواجد في قسم 17 في سجن شطة يعاني من أورام في الرقبة، ولم يقدم له أي علاج بالرغم من ظهور الأورام لديه منذ 8 أشهر.

- مرض الجرب
مرض الجرب المسمى سكابيوس هو مرض جلدي معدي، يسبب حكة شديدة، وهو ما أصيب به الأسير هاني رويشد من الخليل، أثناء فترة التحقيق معه في أيلول (سبتمبر) 2004، في معتقل المسكوبية في القدس.

- لسعة حشرة البق
وهي حشرة تكثر في الصيف، ويعاني منها الأسرى في معتقلات النقب ومجدو، حيث الحر الشديد وتسبب لهم نتيجة اللسع احمرار وطفح جلدي مؤلم. وقد طالب الأسرى المحتجزين في سجن النقب الصحراوي، ضمن جملة مطالب في رسالة سلموها لمدير المعتقل "يوري" بتاريخ 14/9/2004، بتبديل الأسرة القديمة للانتهاء من ظاهرة البق والفئران.

- القمل
سجلت حالات عديدة من انتشار القمل بين الأسرى، وعلى الأخص بين الأسيرات القادمات من زنازين سجن بتاح تكفا، حيث تمنع الأسيرات طوال فترة التحقيق معهن، من الاستحمام وتمشيط الشعر، هذا ما أفادت به الأسيرة لينا جلبوني ممثلة الأسيرات في سجن الرملة، للمحامية حنان الخطيب خلال زيارتها للأسيرات في سجن الرملة (نفيه تيرتسيا) بتاريخ 25 تشرين أول ( أكتوبر) 2004.

- عض الكلاب
حيث يطلق المحققون على الأسرى كلابا مسعورة ومتوحشة، مما يسبب حدوث تهتكات وجروح جلدية مؤلمة، وهو ما حدث مع الأسير هادي زحايكه ( 17 عاماً ) من السواحرة الشرقية، أثناء اعتقاله في معسكر عتصيون، حيث أطلق عليه كلب متوحش، وهو معصوب العينين ومربوط الأيدي والقدمين، مما تسبب بجروح شديدة في جسمه، وكذلك ما حصل مع الأسير أيمن طه، أثناء اعتقاله في مخيم البريج، حيث تم إطلاق كلب ضخم عليه، نهش لحم يده اليسرى، مما تسبب في حدوث التهابات مزمنة، وانتفاخات في مكان الجرح، لا يزال يعاني منها حتى الآن.


أمراض العظام

- الكسور الشديدة
أنواع مختلفة من الكسور وفي أنحاء الجسم المتفرقة يُصاب بها المعتقلون نتيجة الضرب والتعذيب، أثناء التحقيق والاعتقال، أو عبر إصابات الرصاص نتيجة قمع الأسرى أثناء احتجاجاتهم، فمثلاً يعاني الأسير علاء الدين عويص، المعتقل في قسم 16 في سجن شطة، من آلام حادة في الرأس، نتيجة كسر في الجمجمة جراء تعرضه للضرب من قبل قوات الاحتلال.

- التمزقات الغضروفية
نتيجة تعذيب الأسرى عبر شبحهم وإجبارهم على القيام بحركات جسمانية صعبة ومؤلمة، مثل وضع القرفصاء أو جلسة الضفدعة لساعات طويلة، مما يعيق من وصول الدم إلى أنسجة المفاصل، ويؤدي إلى تلفها، ويحدث ذلك أيضاً عبر ربط الأسير على كرسي ويديه مقيدة ومشبوحة للخلف مما يؤدي إلى إحداث تشوهات وآلام حادة في مفاصل الكتف. الأسير سامح محمد شويكي سكان قلقيلية، معتقل في سجن بيتح تكفا، شكا للمحامي حسام يونس انه تعرض لضرب شديد على الوجه والشبح على الكرسي، واستخدام أسلوب كسر الظهر وجلوسه بشكل القرفصاء لعدة ساعات، وقال إن التحقيق معه كان يستمر كل يوم لمدة 12 ساعة.

- أمراض الروماتيزم والتهابات المفاصل
وخاصة في فصل الشتاء نتيجة الرطوبة والبرد الشديد داخل خيام الأسرى، وبسبب تشغيل مكيفات هواء باردة في ليالي الشتاء، كإحدى وسائل التعذيب. تقول الأسيرة السابقة ابتهال بيتلو عن تجربتها في سجن النساء في الرملة: "... تعيش في الغرفة الواحدة ست أسيرات ولا يوجد فيها سوى أسرّة عبارة عن قواعد من الباطون يوضع عليها فرشات، ولا يوجد أية نوافذ أو فتحات للتهوية، كثيراً ما كنّا نصحو ليلاً من أجل تنشيف الفرش الذي يصبح وكأنّه غرق في الماء بسبب الرطوبة، و مع كلّ هذا لا يوجد في الغرفة وسائل للتدفئة إلا ما يسمى بالبلاطة، قطعة بلاطة على شكل دائرة يتم تسخينها واستخدامها لأغراض الطبخ و ما شابه .. وكنا نستخدمها في تجفيف الفراش أيضاً والملابس ... كلّ شي في الغرفة بحاجة للتجفيف، حتى في عزّ الصيف لا تفارقنا الرطوبة، لم نكن نعلم إنْ كان الوقت في الخارج نهاراً أم ليلاً، فقد انتهت علاقتنا مع الشمس والنهار منذ تم إلقاؤنا على أبواب سجن الرملة ...".

- آلام الظهر والعمود الفقري
أهم أسبابها عدم وجود فرشات صحية للنوم، ولاضطرار العديد من الأسرى للنوم على الأرض، بلا فراش وخاصة خلال فصل الشتاء.

- هشاشة العظام
ويحدث خاصة بين الأسرى ذوي الأحكام العالية، نظراً لقلة الأغذية المحتوية على مادة الكالسيوم، وبسبب نقص فيتامين د لدى الأسرى، بسبب قلة تعرضهم إلى ضوء الشمس.


أمراض الجهاز البولي

- التهابات الكلى والمسالك البولية المتكررة
ويحدث ذلك نتيجة القاذورات المنتشرة في المراحيض، وبسبب البرد الشديد والرطوبة العالية للزنازين.

- الحصر البولي الحاد
نتيجة منع الأسير من الذهاب إلى الحمام، لفترات طويلة كإحدى وسائل العقاب، أو من أجل مساومته على الاعتراف، مما يؤدي إلى تبول العديد من الأسرى في ثيابهم. الأسير مجاهد محمود خلاف، من سكان الخليل (18 عاماً)، اعتقل في 3/5/2004، قال إنه منذ اعتقاله تعرض للضرب والشتائم على يد الجنود موضحاً (في الجيب كان الجنود يسخرون مني، يضربون رأسي ويحركونه يمينا ويساراً، إلى الأمام وإلى الخلف، يمسكون ذقني ويحركونه حسب مزاجهم ... شتموني بأقذر الشتائم، شتموا أمي وأخواتي). وأضاف أنه طلب طبيبا بسبب معاناته من التهابات في المسالك البولية وانه بحاجة للذهاب إلى المرحاض، ولكن لم يتم الاستجابة له وقال الأسير المذكور (أمروني بالجلوس على الأرض بشكل قرفصاء في ساحة مكشوفة، والبرد كان شديداً قارساً إلى درجة أنني شعرت أن يداي تتخدران ولم أستطع الشعور بهما، وسمعت أصوات كلاب قريبة مني، وبعدها ضربني أحد المحققين بقبضة يده على وجهي 3 مرات ولطمني بكفه على وجهي ... ).
وفي قسم التحقيق بعسقلان حيث نقل الأسير المذكور وصف عملية الشبح على كرسي ولمدة طويلة بأنها تسبب آلاماً حادة في الظهر وقال (في أحد الأيام احضروا لي كأس قهوة، وبعدها لا أدري ماذا تحدثت معهم، حيث صدر عني كلام هلوسة أدركت بعدها أنهم وضعوا لي شيئاً في القهوة). وأشار الأسير أن المحققين يستغلون الوضع الصحي للضغط على الأسير للإدلاء بالاعترافات.

- العقم والضعف الجنسي
نتيجة الضغط على أعضاء الأسير التناسلية، وحقنه أحياناً بحقن لا يعرف كنهها، وكذلك بسبب التهابات البروستاتا المزمنة بسبب الرطوبة والبرد الشديدين.


أمراض العيون

- ضعف البصر
ويحدث ذلك نتيجة حرمان الأسير من ضوء الشمس لفترات طويلة، أو عبر إخضاعه لجو معتم جداً وإخراجه فجأة إلى جو مشمس، وكذلك عبر تسليط كشافات ضوئية ساطعة على الأسير ثم إطفائها، وكذلك عبر دهن جدران الزنازين بطلاء أسود، أو عبر الإهمال الطبي المتعمد وعدم السماح للأسرى بتركيب نظارات طبية، كما حدث مع الأسير رامي هرماس من بيت لحم، والذي خرج من السجن في عام 2003 بعد قضاء 14 عاماً في الأسر، وهو في حالة من ضعف النظر الشديد جداً نظراً للإهمال المتعمد في علاجه.

- فقدان البصر
نتيجة الإهمال العلاجي كما حدث مع الأسير إسلام بدران 21 عاماً من طولكرم، وتفيد المعلومات الواردة من السجون بوجود 3 أسرى فقدوا بصرهم نهائياً داخل السجون.

- التهابات ملتحمة العين الحادة
تنتج عن الإصابة بالغازات السامة المسيلة للدموع.


أمراض الأذن

- ضعف السمع
يعاني العديد من الأسرى من ضعف حاد في السمع، نتيجة تعرضهم لإجراءات عقابية عبر تسليط أصوات موسيقية صاخبة، بالقرب من آذانهم سرعان ما تترك لديهم طنيناً في الأذن وضعفاً حاداً في السمع. ويعاني الأسير سالم بواقته، في مركز تحقيق الجلمه، من ضعف في حاسة السمع، حيث كان المحققين يصرخون في أذنيه أثناء التحقيق معه، ولم يتم تقديم العلاج المناسب له، مما أدى إلى فقدانه السمع في أذنه اليسرى وضعف السمع في أذنه اليمنى.

- انثقاب طبلة الأذن
نتيجة الصفع والضرب الشديدين على وجه وأذن الأسير، وكذلك نتيجة الأصوات الموسيقية الصاخبة. يقول الأسير اللبناني السابق حسيب عبد الحميد، والذي تعرض للاعتقال وزُج به في معتقل الخيام الذي أدارته السلطات العسكرية الإسرائيلية أثناء احتلالها لجنوب لبنان، (... تعرضت لأبشع أنواع التعذيب على أيدي مجموعة من المجرمين، حجزوا حريتي والتي تعاقب عليها كل القوانين الدولية وبدأوا مسيرة التعذيب معي وكان أشدها إيلاماً عندما علقوني في السقف لمدة تجاوزت الثلاث ساعات وهم ينهالون عليّ ضرباً إضافة إلى التعذيب بالكهرباء وفي أماكن حساسة، ونتيجة لهذه الوسيلة ما زلت أعاني من آلام في الظهر وآثار السلك ظاهرة على معصميّ، وبالانتقال إلى معاناة أخرى نتجت عن ثقب في طبلة أذني اليمنى وكسر في انفي ... نتيجة الضرب المبرح على الرأس والوجه).


- فقدان السمع
وذلك عبر الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج والرعاية المناسبة للأسير، كما حصل مع الأسير السابق أحمد إسماعيل ياسين من مدينة غزة، الذي فقد السمع في أذنه اليسرى في السجن.


الأمراض النفسية

تعتبر الأمراض النفسية من أشد الأمراض فتكاً بالأسرى الفلسطينيين إذ تحاول الأطقم الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إضعاف معنويات الأسرى وإذلالهم من أجل إخضاعهم والسيطرة عليهم، ويتبين لدى أصدقاء الإنسان الدولية ان أهم الأمراض النفسية التي يعاني منها الأسرى هي:

- الإصابات بالصدمات النفسية الهستيرية الحادة
ومرد ذلك إلى الأساليب العنيفة التي يتبعها المحققون مع الأسير عبر التهديدات المتكررة باغتصابه والاعتداء عليه جنسيا، خاصة مع الأسيرات والأطفال، أو عبر اعتقال أقارب الأسير من الدرجة الأولى (الوالدين، الزوجة، الأبناء) لإجباره على الاعتراف، أو القيام بحركات وأمور من شأنها الحط من كرامة الإنسان، كأن يرغم الأسير على تقبيل حذاء المحقق أو شرب بوله، أو ممارسة جنسية شاذة.

- حالات الاكتئاب الحادة والانطواء الشديدة
ومرد ذلك إلى الانتزاع المفاجئ للأسير من بين أحضان أهله وذويه، وتركه معزولاً يعاني الوحدة، في زنزانة قذرة لا تصلح للمعيشة الآدمية وحرمانه من زيارة ذويه له.

- الإقدام على الانتحار
سجلت لدى الأسرى عدة محاولات انتحار مردها إلى الضغط النفسي الشديد الذي يعانونه، وخاصة الأطفال منهم، والأمثلة على ذلك عديدة، منها المحاولة التي قام بها الأسير بهجت الدرابيع، (20 سنة) من الخليل، يوم 4 أغسطس 2003 في سجت عتصيون، حيث قام بإشعال البطاطين في الغرفة التي يتواجد فيها بغرض الانتحار، وكذلك محاولة الأسير الطفل محمد الحدوش، (13 عاماً) من الخليل، حيث أقدم 3 مرات على الانتحار، عبر محاولة شنق نفسه، وكذلك محاولة الانتحار الجماعي ستة عشر أسيراً في معتقل قدوميم يوم 8 يوليو 2003، عبر قيامهم بشرب الصابون وبلع مسامير وأسلاك، احتجاجا على ما يتعرضون له من قمع وإذلال وتنكيل، وكذلك محاولة انتحار الأسير الطفل نشأت السيد 15 عاما من طولكرم، حيث قام يوم 1 أغسطس 2004 في معسكر سالم بتمزيق شرايين يده وصدره من الجهة اليسرى، بشفرة كانت بحوزته، وحاول شنق نفسه عبر لف قطعة قماش حول رقبته، إلا أن صراخ الأسرى في اللحظات الأخيرة حال دون ذلك.

- القلق وصعوبة النوم
تسجيل حالات عديدة من مرض الوسواس القهري.


أمراض الأعصاب

- جلطات الدماغ والشلل النصفي
سجلت حالات من الشلل النصفي، نتيجة الضرب المبرح بالهراوات على الرأس، مما يؤدي إلى حدوث كسر في الجمجمة ونزيف في المخ، وكذلك عبر استخدام أسلوب الهز العنيف مع الأسرى، حيث يقوم المحقق بمسك الأسير من ملابسه وهز عنقه ورأسه بشدة، والأيدي تكون مكبلة خلف الأسير، مما يؤدي إلى حدوث حالات إغماء، وقد تؤدي أحياناً إلى الوفاة كما حدث مع الأسير عبد الصمد حريزات، الذي قضى نحبه في الانتفاضة الأولى، نتيجة تعذيبه بهذه الطريقة.

- صداع الرأس الشديد الحاد والمزمن
ويحدث نتيجة حرمان الأسير من النوم، لفترات طويلة، أو من خلال ضربه على رأسه.

- حالات الصرع والتشنجات
وتنتج أيضا بسبب الحرمان من النوم.
إن العمل الطبي هو عمل إنساني بحت، لا يرتبط بزمان أو مكان، وهو عمل سامي ومهنة أخلاقية في الدرجة الأولى، تتلخص أهدافها في إنقاذ حياة الإنسان المريض، وتخفيف آلام المرض عنه، وتخليصه منها وتحسين وضعه الصحي، نفسياً كان أو جسدياً. هذه الأخلاقيات تعتبر مسلمات في مهنة الأطباء، ويُفترض ألا يوجد لها الكثير من الاستثناءات، ويأسف الباحث لكثرتها في صفوف المهنيين الطبيين المعالجين، للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث تركزت مهمات الكوادر الطبي هناك، بأدوار تتنافى مع أخلاقيات المهنة العالمية، حيث أصبح الأطباء يبدون تعاوناً كبيراً مع الفرق الأمنية والعسكرية، بما يحقق أهدافها، في تعذيب الأسير وانتزاع الاعترافات منه، ولعل أهم الأدوار اللاأخلاقية التي يقوم بها المهنيون الطبيون في المعتقلات، تتلخص في الآتي:

* إعداد استمارة خاصة بحالة المعتقل، تسمى استمارة اللياقة البدنية، يحدد فيها الطبيب بعد إجراء الفحوص الأولية، نقاط الضعف الجسدي لدى الأسير، يقوم بعدها بإبلاغ جهاز التحقيق عنها، لاستغلالها في الضغط على الأسير وإجباره على الاعتراف.

* تبعية الطبيب في السجون إلى مصلحة السجون والجيش، وليس إلى مؤسسة صحية مدنية، حيث يعالج الطبيب الأسير وهو مرتديا لملابسه العسكرية، مما يشكل حاجزاً بينهما، ولا يجد الأسير عندها الكثير من الفروق، بين الطبيب وضابط التحقيق.

* دور سيئ يقوم به الطبيب، يتمثل بإخفاء آثار التعذيب والتنكيل عن جسد المعتقل، قبل عرضه على المحكمة، أو قبل زيارته من قبل مؤسسات حقوق الإنسان أو الصليب الأحمر أي انه يقوم بدور تجميلي ودفاعي عن السجانين والمحققين>

* معاملة الأسير الفلسطيني على أنه مخرب وإرهابي، وليس إنساناً مريضاً، وبذلك فهو لا يستحق المعاملة الإنسانية كباقي البشر، ويلحظ ذلك من خلال نظرات الكراهية للمريض، والسب والشتم أثناء العلاج.

* ارتكاب مخالفات لا إنسانية لا تتماشى مع قواعد مهنة الطب، والأسير أنس شحادة 24 عاما، من بيت إكسا جنوبي رام الله، والذي اعتقل إداريا يوم 6 ديسمبر 2003، في معسكر النقب خير شاهد على ذلك، حيث تم إجراء عملية جراحية له، لإزالة الزائدة الدودية، بدون تخدير على يد أحد الأطباء في مستشفى سوروكا في بئر السبع، حيث روى الأسير ساعات الرعب والمعاملة الوحشية التي عاناها، من قبل المهنيين الطبيين أثناء العملية التي أجريت له، وهو مقيد الأطراف، ولم يشفع له صراخه الشديد من الألم، وفقدانه للوعي أكثر من مرة، وتدخل بعض الممرضات لدى الجراح، من أجل الرفق والرحمة بالمريض، إلا انه الطبيب كان يتمتم بالعبرية، بأنه المريض مخرب، ويسب ويشتم على الأسير.

* ابتزاز المعتقل واستخدام عيادة السجن، لربط العملاء مع إدارة السجن لنقل أخبار المعتقلين إليها، من خلال تلك العيادات، كالمساومة مثلا على إعطاء الدواء مقابل العمالة، أو مقابل فك الإضراب عن الطعام.
يسترجع الباحث تصريح وزير الصحة الإسرائيلي، داني نافيه، في 18/8/2004، حيث رفض استقبال أي أسير تتدهور حالته الصحية، في المستشفيات الإسرائيلية، (خلال إضرابهم الشهير في شهر أغسطس من العام الماضي 2004).

* ممارسة دور السجان والمحقق، عبر ضرب الأسير وتوبيخه، وزيادة الضغط عليه دون رحمة، ومثال على ذلك ما حدث مع الأسير إسلام بدران 21 عاما من طولكرم، والقابع في سجن النقب والذي يعاني من عدة أمراض، منها فقدان البصر والتهابات في الأذن الوسطى، وإصابات بالرصاص في يده وقدمه، وأثناء عرضه على طبيب السجن، بادره بالقول أنهم لا يستطيعون علاجه، لأنه سوف يكلف دولة إسرائيل مبالغ هائلة، وقال له أنه كان يجب عليه أن يموت. وكذلك حالة الأسير منصور موقد من سلفيت، والذي يعاني من أمراض عديدة، أهمها شلل في أحد الأطراف، واستئصال نصف أمعائه، حيث يتبرز عبر كيس على جانب البطن، ويروي الأسير أنه وأثناء وجوده في مستشفى الرملة، تعرض لإهانات وشتائم قذرة، كان ذروتها أن قامت ممرضة بصفعه بقبضة يدها وبقوة على خده الأيسر، وهو مكبل في سرير المستشفى والأسلاك الطبية مثبتة في حلقه وأنفه، مما أحدث نزيفاً دموياً حاداً في وجهه.

تنويهات:
• نود التنويه مرة أخرى أن الأمراض التي رصدها وصنفها هذا التقرير، هي الأمراض الناتجة عن عمليات الاعتقال والتحقيق والتعذيب ونقص الرعاية الطبية المقدمة للأسرى خلال فترة أسرهم.
• لا يتطرق هذا التقرير للأمراض التي كان الأسرى قد أصيبوا بها قبل فترة الأسر.
• إستفاد الفريق الذي أعد التقرير من نتائج زيارات المحامين الفلسطينيين والاسرائيليين المتكررة للسجون الإسرائيلية.

التعليقات