عائلة النائب الأسير حامد البيتاوي: الشيخ يعاني جراء مرضه.. وقلقه عن أبنائه

-

عائلة النائب الأسير حامد البيتاوي: الشيخ يعاني جراء مرضه.. وقلقه عن أبنائه
كثيرة هي العائلات الفلسطينية التي افتقدت أحبة لها على مائدة الإفطار في هذا الشهر الكريم، فعائلة هنا افتقدت شهيدا من أبنائها، وهناك أخرى افتقدت أسيرا، وبعضها افتقدت أكثر من شخص على مائدة الإفطار، شهداء أو أسرى.

عائلة النائب الشيخ الأسير حامد البيتاوي (63) عاما افتقدته هو وأبنيه الأسيرين نصر وأحمد، فالشيخ يقبع في سجون الاحتلال منذ عدة أشهر رغم مرضه ورغم كونه نائبا يتمتع بحصانة برلمانية، وابنه نصر معتقل منذ ما يقارب السنتين ، أما احمد فقد اعتقلته قوات الاحتلال يوم الخميس الأول من شهر رمضان، عندما اقتحمت منزله في مدينة نابلس.

تقول آلاء البيتاوي ابنة الشيخ: "جو رمضان هذا العام صعب ومختلف جدا، حيث افتقدنا وجود والدي وإخواي أحمد ونصر على مائدة الإفطار، فعائلتنا ككثير من العائلات نادرا ما تجتمع على المائدة، إلا في الشهر الفضيل، حيث تجمعنا مائدة الإفطار والسحور جميعا، فهذا الشهر له نكهة خاصة ومميزة، إلا أننا كثيرا ما نفتقدهم بهذه الأيام المباركة، خاصة وان وجود والدي معنا يضيف نكهة مميزة لرمضان لما يتصفه من بث الروح الايمانية والرمضانية في نفوسنا كما عودنا.

أما زوجة الشيخ فلم تستطع الحديث معنا لما ألمها من الألم والحزن على فراق أبنائها وزوجها بهذه الأيام المباركة.

ويذكر أن زوجة الشيخ حامد تجلس وابنتها الاء على مائدة الافطار والسحور بعد أن تزوج إخوانها الكبار واعتقل الاحتلال أخويها ووالدها الشيخ.

ألم الأسر..والمرض

ويعاني الشيخ حامد البيتاوي من عدة أمراض أخطرها السكري وضغط الدم المرتفع، وكان الشيخ قد عاد من جولة علاج من الأردن قبل اعتقاله بفترة قصيرة حيث تم بتر ثلاثة من أصابع من قدمه.

وترفض قوات الاحتلال الإفراج عنه رغم تردي حالته الصحية، حيث تقول ابنته انه "أصبح يعاني حديثا من آلام في الكبد، مما يزيد من معاناته وصعوبة وضعه". وتضيف أن والدتها هي الوحيدة المسموح لها بزيارته حاليا، وفي كل زيارة يكون الشيخ ينتظر وصولها بلهفة حتى يطمئن على أبنائه، فهو دائم القلق عليهم كما تقول ابنته آلاء، حيث ينتظر من الزيارة إلى الأخرى حتى يسمع أخبارهم ويطمئن عليهم، نظرا لانعدام الاتصالات في سجن مجدو الموجود به الشيخ حاليا، إلى جانب بقية النواب والوزراء الأسرى.

تحذير من المس به

وكانت الحملة الوطنية للدفاع عن ممثلي الشرعية الفلسطينية قد حذرت من المساس بحياة الشيخ حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي المختطف، ومن تضاعف مرضه وتدهور حالته الصحية.

حيث قال فؤاد الخفش الناطق باسم الحملة الوطنية للدفاع عن ممثلي الشرعية الفلسطينية إن "إسرائيل لا تراعي كبيرا أو صغير مريضا أو غير مريض، فهي دولة قائمة على الإرهاب والإجرام تقصف البيوت وتغتال الصغار، فكيف لدولة بهذه الصفات أن تتعامل مع شيخ كبير وجليل كالشيخ حامد البيتاوي بطريقه فيها نوع من المراعاة لوضعه الصحي".

وناشدت الحملة الوطنية للدفاع عن ممثلي الشرعية الفلسطينية كافة المؤسسات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان التدخل السريع والعاجل لتأمين الإفراج عن رئيس رابطة علماء فلسطين وعضو المجلس التشريعي المنتخب.

نشأة الشيخ

كان للبيئة التي نشأ فيها الشيخ الأثر الأكبر في حياته وشخصيته فيما بعد، حيث البُعْد عن مظاهر الفساد، وكذلك الخشونة التي اتصفت بها حياة القرية، حيث كان يضطر للسير مسافة تزيد عن 10 كم للوصول إلى الحقل الذي كانت عائلته تمتلكه، ثم الذهاب للقرى المجاورة ولمخيمات نابلس لبيع التين والعنب والصبر، وانتظار ظلِّ القمر للعودة ليلاً لقريته.

فقد وُلد الشيخ حامد سليمان جبر خضير في 4-12-1944م في نابلس قرية بيتا، لأسرة ريفية ولأبوين فقيرين يعملان كمعظم الفلسطينيين وقتها في الزراعة، تُوفِّي جده وهو يؤدي مناسك الحج وتعلم والده في الكتاتيب، يقول الشيخ إن أكثر ما أثَّر فيه وهو طفل صورة والده وهو يقرأ القرآن الكريم خاصة سورة الحديد.

وقد أثر الشيخ البيتاوي في خطبه ودروسه في مساجد المدينة التي عاش فيها بكثير من الشباب، الشاب محمد عوض أحد شباب مدينة نابلس، من الذين كانوا يحرصون على الصلاة وراء الشيخ حامد في صلاة التراويح برمضان، يقول:"لقد اعتدت أنا وأصدقائي على أداء صلاة التراويح وراء الشيخ البيتاوي، لما يشيعه من جو إيماني وروحاني كبير في نفوس المصلين، ولما في دروسه من عبرة وعظة لهم، فهو الذي طالما كان يدعوا لرص الصفوف والتكاتف والوحدة".

التعليقات