اسرائيل تعترض سفينة "راشيل كوري" المتجهة الى غزة..

-

اسرائيل تعترض سفينة

اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة راشيل كوري المملوكة لأيرلندا والمتجهة إلى غزة وتعقبتها على مسافة قريبة صباح اليوم، ولكن متحدثة باسم المتضامنين الموجودين على ظهرها قالت إن التقرير الذي ذكر في وقت سابق أن القوات الإسرائيلية صعدت إلى متن السفينة تقرير خاطئ.

وأوضحت جريتا برلين من جماعة غزة الحرة "لم يصعدوا إلى السفينة أنهم يتعقبونها". وأضافت أن الاتصالات مع الموجودين على السفينة قطعت، مؤكدة أن الجماعة اعتمدت في بيانها السابق على تقرير غير مؤكد من محطة إذاعة إسرائيلية.

وكانت مصادر في البحرية الإسرائيلية أكدت الجمعة أن هناك استعدادات لاعتراض السفينة واقتحامها كما حصل مع السفينة التركية مافي مرمرة الاثنين الماضي.

ونقلت صحيفة إسرائيلية عن مصدر في البحرية الإسرائيلية أن العملية سينفّذها عناصر كوماندوز من الأسطول 13 بعضهم شارك في العملية ضد السفينة التركية، ومن المتوقع أن تكون الخطة مشابهة لتلك التي نفذتها للسيطرة على أسطول الحرية بسفنه الست.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أكدا مجددا الجمعة رفضهما السماح بوصول أي سفينة مساعدات دولية إلى قطاع غزة، ونبه نتنياهو بأن سفينة المساعدات راشيل كوري القادمة من أيرلندا ستُقاد إلى ميناء أسدود وستخضع للتفتيش.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن طاقم السفينة، -التي يتوقع وصولها اليوم السبت- رفض اقتراحاً إسرائيليا بالإبحار إلى ميناء أسدود بمرافقة زوارق حربية إسرائيلية.

وصرح مسؤول في الحكومة الإسرائيلية –رفض ذكر اسمه- أن نتنياهو أبلغهم خلال اجتماع مغلق مساء الخميس أنه أوعز للقوات الإسرائيلية "بتوخي الحذر والتحلي بالكياسة" في التعامل مع السفينة الأيرلندية التي تحمل على متنها 1200 طن من الإمدادات الإنسانية لسكان قطاع غزة المحاصر.

وبدوره تعهد ليبرمان كذلك بوقت لاحق الجمعة بمنع وصول السفينة راشيل كوري أو أي سفينة مساعدات دولية أخرى إلى سواحل غزة.

واكتسبت هذه السفينة اسمها من اسم المواطنة الأميركية الشابة راشيل كوري (23 عاما) وهي واحدة من أعضاء حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين دهستها جرافة إسرائيلية في غزة عام 2003.

وقال ليبرمان للقناة الأولى الإسرائيلية "سنوقف السفينة وأي سفينة أخرى ستحاول الإضرار بالسيادة الإسرائيلية"، مؤكداً أنه "لا توجد فرصة" أمام راشيل كوري للوصول إلى سواحل غزة.

إصرار وعزم

من جهتهم أكد النشطاء على متن السفينة راشيل كوري إصرارهم على المضي برحتلهم وقالت حركة غزة الحرة منظمة الرحلة على موقعها الإلكتروني إن السفينة قد تصل سواحل غزة السبت صباحاً.

كما قالت الأيرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام ميريد كوريغان ماغواير -وهي إحدى النشطاء الموجودين على متن السفينة- إنهم ليسوا خائفين وهم عازمون على المضي برحلتهم، لكنهم لن يقاموا إذا صعدت القوات الإسرائيلية على ظهر السفينة.

وأضافت ماغواير (66 عاماً) لوكالة أسوشيتد برس عبر الهاتف "سنجلس"، "ربما يعتقلوننا لكن لن تكون هناك مقاومة"، وقالت كذلك في حديث لإذاعة "آر تي إي" الأيرلندية الرسمية عبر الهاتف "بدأنا لنوصل شحنة المساعدات إلى شعب غزة ولكسر الحصار عن غزة وهذا ما نعتزم فعله".

تطمينات إسرائيلية

وفي وقت سابق عصر الجمعة أصدر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوسي غال بيانا صحفيا قال فيه إن إسرائيل لا تريد مواجهة ولا تريد الصعود إلى السفينة، مضيفاً أنه "إذا قررت السفينة الإبحار نحو ميناء أسدود فإننا سنضمن وصولها الآمن ولن نصعد عليها".

وتابع أن إسرائيل مستعدة لاستقبال السفينة وتفريغ شحنتها ونقل جميع ما تحمله إلى غزة بعد تفتيشها والتأكد من خلوها من الأسلحة، حسب تعبيره، مؤكداً أنه بإمكان ممثلين عن الأشخاص الموجودين على السفينة ومنظمات الإغاثة غير الحكومية مرافقة الشحنة إلى المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الوزارة على اتصال مع عدة دول، بمن فيها الحكومتان الإسرائيلية والأيرلندية بخصوص سفينة المساعدات الأخيرة.

وأضاف أن "الجميع يريدون تجنب تكرار الحادث المأساوي"، في إشارة إلى مقتل تسعة نشطاء وإصابة العشرات ممن كانوا على متن أسطول الحرية بعد أن دهمتهم القوات الإسرائيلية في المياه الدولية صباح الاثنين.

وأكد كراولي أن الولايات المتحدة اتصلت عدة مرات مع السلطات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة وحثتها على "توخي الحذر وضبط النفس".

وكان رئيس الحكومة الأيرلندية بريان كوين، ووزير خارجيته مايكل مارتن وجها نداء عاجلا للحكومة الإسرائيلية للسماح برسو آمن لراشيل كوري، في حين شدد زعيم حزب شين فين جيري آدامز على وجوب احترام السفينة التي ترفع العلم الأيرلندي.

وتحمل السفينة راشيل كوري على متنها خمسة ناشطين أيرلنديين وستة ناشطين ماليزيين وطاقما إندونيسيا من أربعة أشخاص إضافة إلى قبطان إسكوتلندي الجنسية، ومن بين الناشطين إضافة إلى ماغواير منسق الأمم المتحدة السابق للشؤون الإنسانية في العراق دينيس هاليداي.

ويشار إلى أنه كان مقررا أن تشارك السفينة راشل كوري في قافلة الحرية لكن عطلها عن ذلك خلل يُعتقد أن أجهزة استخبارات إسرائيلية تسببت به خصوصا بعد اعتراف مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى بينهم نائب وزير الدفاع متان فيلنائي بأن إسرائيل أعطبت أربع سفن كان مقررا أن تشارك في القافلة.

التعليقات