إصابة ثلاثة فلسطينيين واعتقال أربعة خلال تظاهرة ضد الجدار العنصري في بلعين

"مستعربون" توجهوا إلى الشباب وطلبوا منهم رشق جنود الإحتلال بالحجارة، وعندما سئلوا عن هوياتهم الشخصية تبين أن بحوزتهم مسدسات وأنهم لا يحملون بطاقاتهم الشخصية!

إصابة ثلاثة فلسطينيين واعتقال أربعة خلال تظاهرة ضد الجدار العنصري في بلعين
أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة، ثلاثة فلسطينيين واعتقلت أربعة من المتضامنين الأجانب الذين اشتركوا في تظاهرة سلمية منددة بجدار الفصل العنصري في قرية بلعين غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.

وأفاد عبد الله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة الجدار أن الفلسطينيين: إياد برناط وحسن أبو رحمة وهيثم جمال الخطيب أصيبوا بجروح ورضوض بعد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي ووحدات المستعربين على المتظاهرين.

وأضاف أبو رحمة أنها المرة الثانية خلال الأشهر العشرة الماضية التي تستخدم فيها قوات الاحتلال وحدات المستعربين لإجهاض تظاهرات بلعين السلمية، ولدفع المواطنين إلى عدم الانتظام في المسيرة الأسبوعية المطالبة بوقف تجريف أراضيهم ووقف سرقتها.

"الجدار يقتل القيم الإنسانية" هو الشعار الجديد الذي رفعته مسيرة بلدة بلعين الأسبوعية، غرب رام الله في الضفة الغربية، المنددة بجدار الفصل العنصري، والتي انطلقت عقب صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان.

وشارك في التظاهرة العشرات من أهالي القرية والبلدات المجاورة ومن نشطاء السلام الإسرائيليين والمتضامنين الأجانب.

ولبس عدد من أصحاب الأراضي التي شرعت آليات الاحتلال في تجريفها، أكياساً ولفوا حول رقابهم مجسمات لأفاعٍ ضخمة جاوز طول كل واحدة المترين، في دلالة إلى جدار الفصل العنصري الذي يقتل الإنسان الفلسطيني والقيم الإنسانية الرفيعة.

فالمواطن الذي ارتدى الكيس الأخضر ووضع إحدى الأفاعي على رقبته، أراد القول للعالم أن جدار الفصل العنصري يقتل أشجارنا، وزميله الذي ارتدى اللون الأحمر ووضع الأفعى على رقبته أراد أن يقول: إن الجدار يقتل أرضنا، وثالثاً ارتدى كيساً أبيضاً يشير إلى أن الجدار يقتل السلام والمحبة، وآخر ارتدى كيساً يحمل العلم الفلسطيني في إشارة إلى أن الجدار يقتل دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وكثيرة هي الأكياس التي سارت في المسيرة كتب على بعض الحرية وعلى أخرى الإنسانية وعلى ثالثة الحياة، وعلى رابعة الأمل، وعلى خامسة الاستقلال والمستقبل. . . إلى غير ذلك من معاني القيم الإنسانية السامية.

عبد الله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة الجدار في بلعين كان قد أكد أن جيش الاحتلال حشد قوات كبيرة منذ صباح أمس في محيط القرية، وأغلق مداخلها الثلاثة بالحواجز العسكرية بالقرب من قرى صفا وخربثا بني حارث وكفر نعمة، لمنع المواطنين والمتضامنين الأجانب من الوصول إليها.

أما المتضامنون الأجانب الذين تمكنوا من دخول القرية، فقد أشاروا إلى أن سلطات الاحتلال منعتهم من الدخول إليها عبر الطرق الرئيسة، ما اضطرهم إلى التسلل عبر حقول الزيتون للمشاركة في المسيرة الأسبوعية التي تنظم من قرابة العشرة أشهر وهو تاريخ بدء بناء الجدار في بلعين.

وأوضح أولئك المتضامنون، أن جنود الاحتلال احتجزوا أيضاً على طريق تل أبيب القدس حافلة تقل عدداً من المتضامنين ومنعها من الوصول إلى قرية بلعين.

وفي تطور لاحق، قام جيش الاحتلال بنصب عدد من الخيام في محيط الأراضي التي شرع في تجريفها واحتشد فيها عدد من ضباط الاحتلال لإدارة قمع المسيرة السلمية عن قرب ومتابعة ما يحدث.

أهالي القرية (ألفا نسمة)، أكدوا على لسان منسق لجنة مقاومة الجدار، أن مسيراتهم ستتواصل حتى يسقط جدار الفصل العنصري، وحتى يعود إليهم 2300 دونم قضمتها سلطات الاحتلال بعمليات التجريف التي تنفذها، أملاً في ضمها إلى مستعمرة ميتات ياهو المقامة على أراضي القرية أصلاً.
ومن جهتها قالت مصادر إسرائيلية أن المستعربين التابعين إلى مصلحة السجون في إسرائيل، قاموا بتحريض الشباب المشاركين في التظاهرة في بلعين برشق جنود الإحتلال بالحجارة، بل وقاموا هم بإلقاء الحجارة بأنفسهم، وذلك وفقما نقل عن أهالي قرية بلعين!

وجاء أن المستعربين الذين يعملون من قبل وحدة "متسادة" وصلوا إلى القرية وشاركوا في التظاهرة ضد الجدار.

ونقل عن أهالي بلعين قولهم أن المستعربين توجهوا إلى الشباب وطلبوا منهم رشق الجنود بالحجارة وبدأوا هم أنفسهم بذلك. وعندما سئلوا عن هوياتهم الشخصية، أجابوا بأنهم عرب من مدينة اللد جاؤوا للتظاهر بمعية "فوضويين ضد الجدار".

وجاء أن الفلسطينيين طلبوا من المستعربين عرض بطاقات هوياتهم الشخصية، وعندما تبين أنهم لا يحملون البطاقات وأن بحوزتهم مسدسات، تأكدت هويتهم الشخصية، وفي هذه المرحلة وصل جنود الإحتلال إلى المكان و"قاموا باعتقال المستعربين وإبعادهم"!!

وأشارت المصادر إلى أن هذه الوحدة كانت قد عملت في بلعين قبل عدة شهور، وفي حينه أصدر قاض في المحكمة العسكرية أمراً إلى مصلحة السجون ينفي صلاحيتها في تشغيلهم في الأراضي الفلسطينية.

ومن جهته نفى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الإدعاء بأن المستعربين قد حرضوا على إلقاء الحجارة، وإنما انضموا إلى الفلسطينيين الذين قاموا بذلك!

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى جيش الإحتلال يستخدم ذريعة إلقاء الحجارة من أجل البطش والتنكيل بالمتظاهرين والبدء بحملات الإعتقال، وفي هذه الحالة ينضاف أسلوب المستعربين (العصافير في سجون الإحتلال) إلى أساليب أخرى ثبت فيها بالصوت والصورة مدى الكذب الذي تلجأ إليه قوات الإحتلال لتبرير البطش بالمتظاهرين الذين ينظمون مظاهرات سلمية أسبوعياً في قرية بلعين ضد جدار الفصل والضم العنصري.

التعليقات