بلعين تقاوم الجدار بأساليبها!/كتب: عمران الرشق

-

بلعين تقاوم الجدار بأساليبها!/كتب: عمران الرشق
بلعين- رام الله- صناديق حديدية يحبسون انفسهم فيها، ويقفلونها بإحكام بعد تثبيتها بالارض، مغلقين بها الطريق امام جرافات الاحتلال، الذي يلجأ جنوده الى القوة لازاحتها بعد ان تفشل محاولاتهم في فتحها.

واشجار زيتون مهددة بالاقتلاع يربطون اجسادهم بها بسلاسل حديدية، لا يستطع جنود الاحتلال فكها الا بمقصات خاصة وبعد مشقة.

واكفان يرتدونها واعناقهم مربوطة بمشانق مثبتة بلافتات ضخمة ضد الجدار الفاصل، اضافة الى شواهد قبور يحملونها تعبيرا عن الخطر المميت.

ما سبق ذكره هو بعض الطرق التي يبتكرها المتظاهرون في قرية بلعين غربي رام الله، للاحتجاج على الجدار الذي شرعت قوات الاحتلال الاسرائيلي باقامته على اراضيهم قبل نحو نصف عام.

في كل يوم يطلق عبد الله ابو رحمة (35 عاما) وزملائه في "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار العنصري"، اضافة الى متضامنين اجانب واسرائيليين، العنان لمخيلاتهم في ابتكار اساليب جديدة وملفتة لابقاء الأضواء مسلطة على المعركة التي يخضونها ضد الجدار.

ويقول ابو رحمة: "اعتاد العالم على ان يرانا نضرب الحجارة، علينا ابتكار اساليب جديدة"، معللا ذلك بتشجيع المتظاهرين على المشاركة في النشاطات، اضافة الى تواجد وسائل الاعلام.

ولفتت القرية انظار العالم بسبب نشاطاتها اللامنقطعة ضد الجدار منذ قرابة اربعة اشهر، والاساليب الجديدة التي يستخدمها اهلها كل مرة في مقاومته.

ويقول الاهالي ان الجدار يصادر 2300 دونم من 4000 دونم هي مساحة القرية، الامر الذي سيحرمهم من اراضيهم المزروعة باشجار الزيتون ولا يبقي متاحا لهم الا الجزء الواقعة عليه منازلهم، ولا يلتزم الجدار في بلعين بمسار الخط الأخضر، وإنما ينحرف بعمق كيلومترين على حساب أراضي القرية ، ليضم ثلاث مستوطنات اسرائيلية مقامة على ارضها.

ويبلغ طول الجدار العازل الذي يمتد احيانا كثيرة في عمق الضفة الغربية، 730 كلم، ويصل ارتفاعه في بعض المناطق الى ثمانية أمتار تعلوه أسلاك شائكة وبه أبراج مراقبة في مواقع عديدة وكذلك أجهزة إنذار مبكر إلكترونية.
ويشدد أبو رحمة على الطابع السلمي لنشاطات المتظاهرين في بلعين، موضحا ان المتظاهرين ذهبوا في احدى المرات مقيدي الايدي الى موقع بناء الجدار، للتأكيد على انهم لا يريدون الاشتباك مع الجنود الاسرائيليين "حتى بالحجارة".

ويقول باغتباط ان جنود الاحتلال يقفون عاجزين احيانا امام اساليبهم، وأنه سمع عن اجتماعات عدة لضباط كبار في جيش الاحتلال لايجاد "حل" للرد على "انتفاضة" اهالي بلعين.
ابو رحمة يتفاخر بأن شهيدا لم يسقط في هذه المواجهات، خاصة مع عدم استخدام جنود الاحتلال للذخيرة الحية لوجود متضامنين اجانب واسرائيليين، الا انه يشيرالى تعرض العديد من المتظاهرين لاصابات صعبة بالرصاص المطاطي والغاز المدمع اضافة الى الضرب والاعتقال.

وتقول مصادر فلسطينية ان ما يزيد عن 3500 فلسطيني، جلهم من المدنيين، استشهدوا منذ بداية الانتفاضة الثانية، قبل اكثر من اربع سنوات.

ويقر بالاستفادة من المتضامنين الاجانب والاسرائيليين، الذين يقترحون عليهم الكثير من "الطرق الغريبة".


ويشدد على ان النظام هو المحرك لاستمرار نشاطاتهم، بينما تتوقف المناطق الاخرى بعد فترة وجيزة من التظاهر. ويقول انهم يحاولون نقل خبرتهم، ومن ذلك تنظيم مظاهرات، إلى قرى اخرى مهددة بالجدار.

ويبدو ابو رحمة مصصما على الاستمرار بالاحتجاج حتى بعد الانتهاء من تشييد الجدار، ويقول بثقة: "لدينا امل ان نسقطه يوما ما".

التعليقات