عام على الانقسام وآمال بعودة اللُحمة..

-

عام على الانقسام وآمال بعودة اللُحمة..
عام مر منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام ...لم يخفف من وطأة قسوته سوى الدعوات الاخيرة من قبل الرئاسة الفلسطينية فى رام الله وحركة حماس فى غزة للحوار بينهما .

وجدت هذه الدعوات صدى طيبا وايجابيا لدى الجمهور الغزى الذى استبشر خيرا بها ظنا منه ان نجاح الحوار بين جناحى الحكم فى اراضى السلطة الفلسطينية سيعيد الحياة الى المتعبين وفاقدي الامل والروح الى مكان فقد كل مقومات الحياة .

يقول ابو احمد الحتو سائق " نتمنى ان تجتمع فتح وحماس لانهاء الخلاف بينهما نهائيا وعودة الامور الى طبيعتها ..كفانا قتلا وسفكا للدماءو ذلك لا يجوز على الاطلاق فمنذ عام كامل ونحن نعيش الامرين فى كل يوم ونموت فى اليوم الواحد مئة مرة" .

وطالب ابو احمد الرئيس ابو مازن ورئيس الوزراء المقال وقيادات حركة حماس بالترفع قليلا عن المصالح الفئوية والشخصية" ولينظروا الى مصلحة الشعب الفلسطيني وما آلت اليه اوضاع الناس فى غزة جراء الحصار القاتل المفروض عليهم منذ عام كامل" .

ويشاطره الرأى طالب جامعى رفض الافصاح عن اسمه " نحن نعيش منذ عام بلا هدف بلا طموح كل شئ ، نعيش فى سجن كبير لا نستيطع فعل شئ ونقف فقط متفرجين على ما يجرى فى الضفة الغربية وغزة وما يفعله الاشقاء بابناء شعبهم المغلوب على امره .

ولم يبد الطالب الجامعى تفاؤلا كبيرا بالدعوات التى اطلقت للحوار " منذ عام ونحن نسمع دعوات للحوار وكلها دعوات مشروطة فليس هناك نية صادقة للجلوس ولو كانت هناك نية لكانتا " اى فتح وحماس " طبقتا مع نص عليه اتفاق مكة الذى وقعوه فى ارض الله ورسوله .

عام مر كعام الرمادة أو يزيد..تغلغت جذور الكراهية وزاد الخرق اتساعا حصار خانق صارع الغزي و يكاد يصرعه.. شل عصب الحياة في كل المواقع ....الدم الفلسطيني خط أحمر.. شعار كان له في العيون بريق .. ولم يبق له غير المدامع .

يقول احمد احد مناصري حركة فتح " ان ما فعلته حماس بابناء حركة فتح لن يغفر لها ابدا وسيبقى وصمة عار ابد الدهر فى جبين هذه الحركة ، لقد قتلنا على ايد ابناء القسام الذين هم من اخواننا وابناء عمومتنا واستبيحت دماؤونا بشكل غير مسبوق وحتى هذا اليوم تقوم حماس وعناصرها باستباحة كل شئ له علاقة بحركة فتح وتنتقم منه .

ويضيف" الحصار القاتل الذى نعيشه وهذا الفقر المدقع الذى نحياه اثر بشكل سلبى على كافة مناحى الحياة حتى على طريقة تعاملنا فى بيوتنا مع اطفالنا وزوجاتنا وعزز الكره تجاه اخواننا من ابناء حماس لما فعلوه بنا وما يفعلوه فى كل يوم بحق ابناء الشعب الفلسطيني .
وقال " كنت اتمنى ان تقدم حماس على تصويب الاخطاء فى حركة فتح بطريقة حضارية وانسانية وليس بالطريقى التى فعلتها والتي جعلتها حركة دموية امام العالم باسره الامر الذى ادى الى حصار مليون ونصف المليون فى غزة جراء افعال حركة حماس .
ويقول انس حماد احد مناصري حركة حماس ان اي تصالح بين الطرفين يجب ان يكون مبنيا على اساس عدم عودة الاوضاع الى الفوضى السابقة قبل الحسم العسكري مشيرا الى ان تجربة حركته من ناحية فرض الامن كانت ناجحة ولكنها لم تنجح في فتح المعابر او توفير العمل للشعب .
ويقول "من الممكن ان تتولي حماس في اي مصالحة توفير الامن ويتولى الرئيس عباس توفير العمل والتشغيل والوظائف" موضحا "فتح وحماس كجناحي الطائرة لا يمكن ان تطير الا بكليهما".
واضاف " نحن بشر ولسنا ملائكة ولا منزلين ونرتكب اخطاءا وقد تكون كبيرة او صغيرة وهذه طبيعة اي حركة سياسية تصل للحكم وهناك شهوة السلة والتفرد وهي طبيعية في نفس كل البشر ولا يجب على الناس ان تلصق كل شئ بالاسلام ..من يخطا لا يمثل الانفسه والاسلام دين برئ من كل الاخطاء والممارسات السلبية التي تنفذ هنا او هناك".


المساعي لعودة اللحمة لا تزال تجري على قدم و ساق.. من القاهرة الى مكة و صنعاء و العود في نهاية المطاف الى القاهرة التى تحاول جاهدة جمع الفرقاء الى كلمة سواء . .تصارع للتوصل الى تهدئة مع إسرائيل و تعيد الاخوة الاشقاء الى نقطة الالتقاء .

تقول عايدة الكيلانى 25 عاما " القاهرة تقوم بجهود مضنية من اجل جمع الفرقاء على طاولة واحدة لانهاء هذا الحصار وانهاء المعاناة الكبيرة التى نعانيها جراء ما حدث فى غزة منذ عام لكن دعوات القاهرة حتى هذه اللحظة لا تجد اذانا صاغية ولا جهودا جادة من قبل الاطراف المعنية حتى تسير فى الاتجاه الصحيح" .

وتضيف " كل يوم نسمع من الطرفين " فتح وحماس " انهما مع الحوار وانهما سيقومان بكل الجهود لاستئناف الحوار ولكن الشروط التى يضعها الطرفان تؤدى فى النهاية الى فشل كل الجهود المبذولة .

وتابعت " اذا استمرت الاوضاع بهذا الشكل وكل طرف يلقى باللوم على الطرف الاخر فاننا قطاع غزة سيبقى محاصرا والاوضاع فيه ستزداد سوءا يوما بعد يوما المطلوب الان تحمل كل الاطراف المسؤولية تجاه ابناء شعبهم الذين يموتون امام ناظرهم دون ام يفعلوا شيئا سوى الشجب والاستنكار

وتوقعت عايدة ان تنفض مصر يدها فى ملف التهدئة وملف الحوار بين فتح وحماس اذا استمر الطرفان لعبتهما وبقيا متشددين على ارائهما موضحة ان كل ما يسمع فى وسائل الاعلام من ترحيب وموافقة على بدء حوار مجرد كلام فى الهواء لانه حتى الأن لم يجد له مكانا على ارض الواقع بجعل المواطن يتفائل بامكانية عودة الامور الى جزء من طبيعتها .

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه دائما وبلا توقف "هل يرتقي مسؤولو حماس وفتح الى مستوى فهم الشارع الغزي وتطلعاته بعيدا عن المناكفات السياسية والحزبية والتي ادت الى هذا الانهيار الكبير في كل شئ بغزة؟.. الايام والاسابيع القادم ستجيب حتما على ذلك.


التعليقات