"الميزان": الاحتلال يكثف استهداف المدنيين والمنازل السكنية

تواصل قوات الاحتلال عدوانها الذي يزداد شراسة، وتظهر تحللاً واضحاً من التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني حيث حولت من المدنيين والمنازل السكنية وغيرها من الممتلكات المدنية إلى هدف لهجماتها، حيث شهد مساء أمس وفجر اليوم استهداف منظم لعشرات المنازل السكنية وعلى رؤوس ساكنيها في أغلب الأحيان، وقصفت تجمعا للمدنيين بينما كانوا في استراحة على شاطئ بحر خانيونس يتابعون مباراة كرة القدم ما تسبب في إيقاع العشرات قتلى وجرحى

تواصل قوات الاحتلال عدوانها الذي يزداد شراسة، وتظهر تحللاً واضحاً من التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني حيث حولت من المدنيين والمنازل السكنية وغيرها من الممتلكات المدنية إلى هدف لهجماتها، حيث شهد مساء أمس وفجر اليوم استهداف منظم لعشرات المنازل السكنية وعلى رؤوس ساكنيها في أغلب الأحيان، وقصفت تجمعا للمدنيين بينما كانوا في استراحة على شاطئ بحر خانيونس يتابعون مباراة كرة القدم ما تسبب في إيقاع العشرات قتلى وجرحى.

جاء ذلك في تقرير لـ"مركز الميزان لحقوق الإنسان"، وأضاف أن قوات الاحتلال شرعت في استهداف الصحافيين حيث قصفت سيارة مساء الأربعاء وسط مدينة غزة بالرغم من أنها تضع شارة الصحافة بشكل واضح. كما ألحق قصف مجاور لمقر جمعية الهلال الأحمر أضرارا جسيمة في المقر، وأوقع أربعة جرحى في صفوف الطاقم الطبي، وألحق أضرارا بالغة بثلاث سيارات إسعاف.

هذا وقد ارتفع عدد الضحايا ليصبح عدد الشهداء (76) من بينهم (20) طفلا و(10) سيدات، والجرحى إلى (400) جريحاً من بينهم (123) طفلاً و(86) سيدة (هذه الأرقام تغيرت خلال نهار اليوم الخميس، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 82 شهيدا ونحو 537 جريحا – عــ48ـرب). كما بلغ عدد المنازل المدمرة بشكل كلي (89) منزلاً من بينها (83) كانت مستهدفة بشكل مباشر، وبلغ عدد المنازل المدمرة بشكل جزئي جسيم (245) منزلاً، بالإضافة إلى مئات المنازل التي لحقت بها أضرار طفيفة كتحطم زجاج النوافذ.

وحسب التحقيقات الميدانية التي يواصلها باحثو مركز "الميزان" والتي تشير بوضوح إلى تعمد قصف المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 14:55 من مساء يوم الأربعاء 9/7/2014، منزل المواطن عوض حسين حسن النواصرة (50 عاماً)، والمكون من طبقتين وتقدر مساحته بـ(170 مترا مربعا)، ويقع في منطقة بركة الوز شرق السكة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بدون تحذير، بينما كان السكان بداخله، وتسبب القصف بتدمير المنزل وقتل أربعة من أفراد الأسرة، من بينهم طفلان، والشهداء هم: صلاح عوض حسين النواصرة (24 عاماً)، عائشة شبيب محمود النواصرة (22 عاماً)، نضال خلف عوض النواصرة البالغ من العمر (4 سنوات)، محمد خلف عوض النواصرة (عامين)، ووفقاً للمعلومات المتوفرة فقد تسبب القصف في شطر جسد الطفل محمد نصفين تم العثور في اللحظات الأولى على الرأس فيما حاولت أطقم الدفاع المدني وأطقم ورئاسة بلدية المغازي البحث تحت الأنقاض عن باقي الأشلاء واستدعت جرافة كبيرة وحفار لكنهم عثروا على أجزاء صغيرة من جسد الطفل، كما وأصيب خلف عوض النواصرة (28 عاماً)، وسيدة مسنة وعدد من الجيران جراء القصف، وتضرر عدد من المنازل السكنية المجاورة.

كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 1:20 من فجر يوم الخميس الموافق 10/7/2014، صاروخاً باتجاه منزل يعود للمواطن محمود لطفي الحاج، 57 عاماً، الواقع في مخيم خان يونس بلوك J، والمنزل مكون من طابق أرضي على مساحة 100 متر مربع. أسفر القصف عن تدمير المنزل المذكور على رؤوس ساكنيه، ومقتل ثمانية أشخاص كانوا داخل المنزل، من بينهم طفلان، وجرى انتشال ستة شهداء وتم نقلهم الى مستشفى ناصر الطبي، فيما لا يزال البحث جارياً عن جثة الأب والطفلة تحت الأنقاض. والقتلى هم المواطن محمود لطفي الحاج، (57 عاماً)، وزوجته باسمة عبد القادر محمد الحاج، (48 عاماً)، والأبناء عمر، (20 عاماً)، وسعد، (17 عاماً)، وطارق، (18 عاماً)، وأسماء، (22 عاماً)، ونجلاء، (29 عاماً)، وفاطمة، (12 عاماً). وتسبب القصف بإلحاق أضرار في عدد من المنازل المجاورة من بينها أضرار بالغة، وأسفر القصف عن إصابة 23 شخصاً بجروح جراء تناثر الركام في محيط المنزل.

وقصفت طائرة إسرائيلية بصاروخين عند حوالي الساعة 11:30 من صباح يوم الأربعاء الموافق 09/07/2014م، منزل المواطن مصطفى جمال مصطفى ملكة، (30 عاماً)، وبدون تحذير مسبق لأي من سكان المنزل والواقع غرب سوق السيارات بحي الزيتون شرق مدينة غزة، وأدى القصف إلى تدمير المنزل كليا، ومقتل المواطنة هناء محمد فؤاد يوسف ملكة 28 عاماً، وابنها محمد مصطفى ملكة عامان، حيث تم انتشالهم من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى إصابة مالك المنزل ووصفت حالته بالخطيرة، ونجليه خالد 5 أعوام، وصفاء 6 أعوام وصفت حالتهم بالمتوسطة.

كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 20:24 من مساء يوم الأربعاء الموافق 9/7/2014، مستهدفة أرض فضاء في حي السلام جنوب رفح ملاصقة لمنزل سكني لعائلة العرجا، وتسبب القصف بقتل المسنة سلمية حسن مسلم العرجا، (60 عاماً)، والطفلة مريم عطية محمد العرجا، (9 أعوام)، واصابة (10) من أفراد العائلة، من بينهم (6) أطفال خلال تواجدهم في منزلهم قرب الأرض أثناء الإفطار، نقلوا جميعاً لمستشفى أبو يوسف النجار في رفح لتلقي العلاج، حيث وصفت المصادر الطبية إصابتهم بالمتوسطة.

ويضيف التقرير أن قوات الاحتلال تتعمد تعطيل دور الطواقم الطبية والحد من قدرتها على الاستجابة للحاجة المتعاظمة في مجال نقل وإخلاء الجرحى والمرضى، حيث قصفت أرضا زراعية قرب مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا في محافظة شمال غزة عند حوالي الساعة 21:25 من مساء الأربعاء الموافق 9/7/2014، وتسبب القصف في إصابة مدير الإسعاف والطوارئ يوسف عبد الحميد والمسعفين رمضان حوسو، ومروان حمودة، وإياد بسيوني بجراح متوسطة نقلوا على إثرها لتلقي العلاج في مستشفى القدس التابعة للجمعية، كما لحقت أضرار مادية جسيمة في مبنى المقر وألحق القصف أضرارا جسيمة بثلاث سيارات إسعاف تابعة للجمعية وتغطي مهام نقل وإخلاء الجرحى في محافظة شمال غزة.

وفي حادث خطير يهدف إلى منع قصفت طائرة إسرائيلية بصاروخ عند حوالي الساعة 10:35 من مساء يوم الأربعاء الموافق 09/07/2014م، سيارة من نوع سكودا وعليها العلامة الخاصة بالصحافة ( T.V )، بينما كانت على شارع عمر المختار تسير في حي الرمال وسط مدينة غزة، وتسبب القصف بقتل السائق وهو المواطن حامد عبد الله محمد شهاب 33 عاماً، وهو سائق وكالة ميديا 24 الإعلامية، وإصابة 3 مواطنين من بينهم مسن وطفل، وصفت المصادر الطبية حالتهم بالطفيفة.

وأطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صاروخاً واحداً، عند حوالي الساعة 18:55 من مساء يوم الأربعاء الموافق 9/7/2014، تجاه عائلة تواجدت في منزلها الكائن في نهاية شارع زمو في بيت حانون، ما تسبب في مقتل رب العائلة ونجله، وهما: هاني صالح محمد حمد (60 عاماً)، ونجله: ابراهيم (19 عاماً) على الفور، بينما توفيت ابنته: أسماء (26 عاماً) متأثرة بجراحها بعد ساعات. وتفيد التحقيقات الميدانية أن العائلة تقطن في منزل ريفي في مزرعة حمضيات تملكها، وكانت تجلس في معرش مسقوف بالصفيح (خشة) تتبع المنزل، حين استهدفتها طائرات الاحتلال.

وتواصل قوات الاحتلال استهداف المدنيين دون سبب وبشكل عشوائي، ما يتسبب بإيقاع قتلى وجرحى فقد قصفت طائرات الاحتلال الحربية، عند حوالي الساعة 11:15 من مساء يوم الأربعاء الموافق 9/7/2014، استراحة وقت المرح، على شاطئ البحر بينما كان يتواجد عدد من الشبان داخل الاستراحة يشاهدون إحدى مباريات كرة القدم. وأسفر القصف عن تدمير الاستراحة ومقتل تسعة من المواطنين الذين تواجدوا داخلها، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح وتم نقلهم الى مستشفى ناصر الطبي، ووصفت المصادر الطبية حالتهم بين متوسطة وخطيرة. والشهداء هم: ابراهيم خليل قنن، 24 عاماً، محمد خليل قنن، 26 عاماً، سليمان سليم موسى الأسطل، 17 عاماً. وشقيقه، أحمد سليم موسى الأسطل، 18 عاماً، موسى محمد طاهر الأسطل، 15 عاماً، محمد إحسان محمد فروانة، 18 عاما، حمدي بديع كامل صوالي، 20 عاماً، إبراهيم بديع كامل صوالي، 28 عاماً، سليم بديع كامل صوالي، 23 عاماً، ولا يزال جثمانه مدفوناً تحت الرمال.

وقصفت طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ عند حوالي الساعة 12:15 من مساء يوم الأربعاء الموافق 09/07/2014م، طفلين كانا يسيران في شارع النزاز شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهادهما على الفور وهما: أمير إياد سالم عريف (12 عاماً)، وأخوه الطفل محمد إياد سالم عريف (10 أعوام)، وقد كان الطفلان في طريقهما إلى محل بقالة لشراء حاجيات لهما.

كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، بصاروخين اثنين، عند حوالي الساعة 11:55 من صباح يوم الأربعاء الموافق 9/7/2014، تجاه مجموعة من المواطنين المدنيين الذين تواجدوا قرب منزلهم الكائن في شارع القرمان في بيت حانون، ما تسبب بمقتل سيدة وطفليها وابن أختها، وهم: سحر حسن علي المصري (39 عاماً)، وطفلاها: محمد إبراهيم فايق المصري (14 عاماً)، وأسيل إبراهيم فايق المصري (15 عاماً)، وابن أختها: أمجد زاهر موسى حمدان (23 عاماً) الذي توفي وأسيل متأثرين بجراحهما بعد ساعات، كما أصيب في القصف كل من: طاهر موسى أحمد حمدان (43 عاماً) بشظايا في الصدر، وناجي زاهر موسى حمدان (28 عاماً)، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان جراح طاهر بالخطيرة. وتفيد التحقيقات الميدانية أن السيدة كانت في زيارة لمنزل أختها من عائلة حمدان. هذا وقصفت الطائرات النفاثة محيط المكان بصاروخ عند حوالي الساعة 14:15 من مساء اليوم نفسه.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي حوالى الساعة 12.15 ظهرا يوم الخميس 10/07/2014 سيارة مدنية من نوع جولف (فلوكس واجن) بيضاء اللون كانت تسير بالقرب من بلدية جباليا ومقر الدفاع المدني. مما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء لم تعرف هويتهم بعد.

وفي خطوة تهدف إلى تشريد عشرات آلاف المدنيين وبث الرعب في قلوبهم ترسل قوات الاحتلال منذ صباح اليوم رسالة مسجلة على الهواتف تطالب السكان بمغادرة منازلهم وإلا سيكونون عرضة للخطر وهي تطال أرجاء واسعة من محافظة شمال غزة ولا أماكن إيواء أو ملاجئ مجهزة في قطاع غزة ما سيدفع إلى تهجير عشرات آلاف السكان قسرياً عن ديارهم ومضاعفة معاناتهم الإنسانية.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد هذه الجرائم البشعة، فإنه يحذر المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته لأن الكلفة البشرية ستكون كبيرة جداً وغير مسبوقة بالنظر لتكثيف قوات الاحتلال هجماتها التي تركز على استهداف المدنيين والمنازل السكنية.

ويؤكد مركز الميزان أن ما تقوم به قوات الاحتلال من جرائم يشبه إلى حد كبير تلك التي ارتكبتها خلال عدوان الرصاص المصبوب، ويشير المركز إلى أن أعمال القتل وخاصة قتل الأطفال وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال ترتكب تحت غطاء سياسي من قبل المجتمع الدولي، الذي يصمت ويعجز رغم هول وبشاعة الجرائم الإسرائيلية عن التحرك العاجل لوقفها وحماية المدنيين.

مركز الميزان يرى أن استهداف المدنيين على هذا النحو أمر خطير يفرض على المجتمع الدولي، ولا سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، التحرك العاجل لحماية المدنيين ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية، وتفعيل أدوات الملاحقة والمساءلة عن هذه الجرائم.

وعليه فإن المركز يشدد على المدنيين الفلسطينيين عموماً والأطفال والنساء والمسنين هم من يدفعون من دمائهم ومن آمالهم ثمن العجز الدولي عن مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو وأنها ستتصاعد، لأن شعور المجرمين بالحصانة يفتح شهية القتل ما ينذر بنتائج إنسانية وخيمة لاستمرار هذا العدوان.

التعليقات