أحد مبعدي كنيسة المهد من غزة لـ عــ48ـرب: 60 أسرة استشهدت بكاملها

"ما نطالب به ليس بالشروط التعجيزية، إنها أبسط الحقوق لحياة البشسر من فتح معابر بحيث يتسنى للمواطنين التحرك بسهولة عبر المعابر، ورفع هذا الحصار الظالم عن المواطنين ليتمكنوا من ممارسة حياتهم من علاج ودراسة وغير ذلك من شروط الحياة اليومية"

أحد مبعدي كنيسة المهد من غزة لـ عــ48ـرب: 60 أسرة استشهدت بكاملها

مائتا مبعد من الضفة الغربية في قطاع غزة يعيشون تحت القصف شأنهم شأن كل مواطن في محافظات غزة ومعسكراتها، يعيشون الفرح كما يعيشون حزن القطاع وألمه، منهم من أبعد منذ 13 عاما، من مبعدي كنيسة المهد، ومنهم ممن أبعدوا في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 وعددهم 165 مبعدا.

المواطن فهمي كنعان من مدينة بيت لحم الذي أبعدته سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضمن 26 فلسطينيا أبعدوا إلى خارج البلاد، وإلى قطاع غزة عام 2002 في صفقة مفاوضات في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أاثناء اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية، وحصارها لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم.

يقول فهمي كنعان لموقع عــ48ـرب: "بالتأكيد هذا العام الثالث عشر لي في غزة، أعيش ظروفها كأي مواطن في غزة من حصار وقصف ليلي ومن استهداف، وما دمنا نعيش معهم بالتالي فإننا نعاني معاناتهم، وهذا ينطبق على ما يعانيه الجميع في الأمور الأخرى كانقطاع المياه والكهرباء، وما نشعر به من ألم نتيجة ارتفاع عدد الشهداء ومعايشتنا للجرحى ولتدمير البيوت، وهذا ينعكس على نفسيات ومعنويات الجميع دون استثناء.

ووصف كنعان في اتصال هاتفي مع "عــ48ـرب" الوضع في قطاع غزة بالصعب جدا، إلا أنه رغم هذه الظروف فإن الناس مصممون على نيل حقوقهم.

وقال "ما نطالب به ليس بالشروط التعجيزية، إنها أبسط الحقوق لحياة البشسر من فتح معابر بحيث يتسنى للمواطنين التحرك بسهولة عبر المعابر، ورفع هذا الحصار الظالم عن المواطنين ليتمكنوا من ممارسة حياتهم من علاج ودراسة وغير ذلك من شروط الحياة اليومية".

وأضاف كنعان أن أكثر من 1500 شهيد سقطوا حتى الآن، أغلبهم من المدنيين، ومن النساء والأطفال، وأن أكثر من ستين أسرة استشهدت بكاملها، وتم محوها من السجل المدني، والكثير من الناس فقدوا أمهاتهم ومنازلهم، والكثير من الأسر من حي الشجاعية لجأوا لمناطق أخرى، وإن عائلات كاملة استشهدت ولم يبق منها سوى طفل أو طفلة أو شخص واحد.

وأثنى كنعان على حالة التكاتف بين أهالي القطاع والأسر المنكوبة هناك، وقال إن الأيام التي ستتلو نهاية الحرب ستكشف حجم الدمار الذي لحق بأهالي القطاع وعائلاتهم ومنازلهم.

ووصف ما جرى صبيحة الجمعة (01/08/2014) في رفح بالكارثة، وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت منذ الرابعة فجرا بقصف لكافة مناطق القطاع قصفا شديدا، واستمر هذا القصف حتى الساعة الثامنة صباحا، وفي الوقت الذي خرجت به العائلات الفلسطينية لتفقد بيوتها وممتلكاتها فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانها على مجموعة تضم أكثر من سبعين امرأة وطفلا، الأمر الذي أدى إلى استشهاد غالبيتهم على الفور.

واضاف أن القصف شمل عائلات خرجت لتفقد منازلها في الشجاعية وخزاعة، وبعد أقل من ساعة على خروجها عاود الاحتلال قصفه للمواطنيين، الأمر الذي تسبب بتعذر عودة الكثير إلى منازلهم، فإما أصيبوا خلال القصف، أو لجأوا إلى بيوت أخرى لتأتي الأخبار فيما بعد عن اختطاف أو اختفاء أحد الجنود الإسرائيليين.

وقال كنعان إن أحد جماليات المشهد في قطاع غزة هو التكاتف بين الناس، والوحدة بين الفصائل والحركات المقاومة، الذين يعملون من خلال غرفة عمليات مشتركة، وهو الأمر الذي أظهر إيجابية حكومة التوافق من جهة، ومن الجهة الأخرى ارتفاع معنويات المقاومة والناس بعد تبني الرئيس الفلسطيني لشروط المقاومة وهي كما أسلفت شروط بسيطة وتتعلق بحياة المواطنين اليومية وليست شروطا تعجيزية.

وأردف كنعان قائلا: "إنني شخصيا خاطرت مرتين للوصول إلى معبر رفح في محاولتين لإعادة زوجتي إلى بيت لحم في الضفة الغربية إلا أنني فشلت إما بسبب إغلاق المعبر من الجهة المصرية، وإما لأنهم لا يسمحون بالعبور إلا لحملة الجوازات الأجنبية.

وقال إن الحياة في قطاع غزة صعبة ومعقدة فالآلاف يعيشون في حالة فقر وبطالة، والآلاف من الخريجين بدون وظائف، والأراضي تقصف ولا مجال للزراعة، والمصانع دمرها الاحتلال، والمعابر مغلقة، وعشرات آلاف العمال بلا عمل.
 

التعليقات