تقرير حقوقي: انتهاكات الاحتلال في الضفة تصاعدت الأسبوع الماضي

حكومة الاحتلال تقوم بصيانة طرق المستوطنين وتواصل رعايتها لممارساتهم الإرهابية * شهيد ثان خلال شهرين جراء مخلفات جيش الاحتلال

تقرير حقوقي: انتهاكات الاحتلال في الضفة تصاعدت الأسبوع الماضي

امرأة فلسطينية في مواجهة قوات الاحتلال (أ ف ب)

 ذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض في تقرير صادر عنه صباح اليوم، السبت، ووصل موقع عرب48، أن جملة من الانتهاكات الإسرائيلية وقعت الأسبوع الماضي، من بينها أن جمعية "صندوق تراث الحائط المبكى"، وهي جمعية حكومية إسرائيلية تنشط في مجال الاستيطان في البلدة القديمة في القدس المحتلة، أنهت بناء جسر خشبي جديد وكبير ليحل مكان جسر قديم يفضي من ساحة حائط البراق إلى الحرم القدسي عن طريق باب المغاربة. وما زال من غير الواضح بعد ما إذا كان الجسر الجديد سيستخدم بشكل مؤقت إلى حين ترميم الجسر القديم أم أنه سيصبح جسرا دائما.

يشار إلى أن باب المغاربة مغلق، ويستخدم فقط لاقتحام قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين إلى الحرم القدسي، ويأتي بناء الجسر الخشبي الجديد في التوقيت الحالي بالتزامن مع تزايد اقتحامات المستوطنين للحرم. وقد شيدت إسرائيل الجسر الخشبي الجديد بسرعة، ويقصر هذا الجسر المسافة من باحة حائط البراق إلى الحرم كونه أقصر من الجسر القديم.

وقال باحث الآثار الإسرائيلي، يوني مزراحي، إن هدف بناء الجسر الجديد هو "الالتفاف على الحاجة إلى بناء منظم بالاتفاق مع الجهات الأخرى في المكان"، مثل الأوقاف الإسلامية، وشدد على أن "هذا النشاط يشكل خطرا على نسيج الحياة الحساس في القدس".

وقال التقرير إن شركة "نتيفي يسرائيل"، وهو الاسم الجديد لدائرة الأشغال العامة الإسرائيلية التي كانت معروفة بالاختصار "ماعتس"، طرحت الأسبوع الماضي عطاء جديدا بقيمة 38 مليون شيكل لصيانة طرق في أرجاء الضفة الغربية المحتلة.

ويقضي العطاء بصيانة وتعبيد 33 مقطعا من طرق في الضفة الغربية بطول إجمالي يصل إلى 54 كيلومترا تقع على مداخل المستوطنات مثل "ألون موريه" و"فيريد يريحو" و"كفار تبوح" و"تقوع" و"نكوديم" و"عاليه" و"زهاف". وشكّل طرح العطاء الاستيطاني مفاجأة في اوساط المقاولين والمهتمين بموضوع البنية التحتية، خاصة وأن الشركة المذكورة أبلغت المقاولين فور بداية العدوان على غزة بأنها لم تعد تملك أية أموال تستخدمها في صيانة شوارع وطرق المنطقة الجنوبية لأن الميزانية السنوية المخصصة لتعبيد الطرق قد استنفذت وفقا لما كشفه الخميس ملحق "ذي ماركر" الاقتصادي.

كما واصل المستوطنون، وتحديدا عصابات "دمغة الثمن" هجماتهم الإرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم تحت حماية قوات وشرطة الاحتلال والحكومة الإسرائيلية. ففي ظل الرعاية الحكومية الإسرائيلية لهجمات المستوطنين، ازدادت اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين، وأخذت عدة أشكال، تمثلت بالدهس وإحراق الممتلكات وإطلاق النار. وكان آخر هذه الجرائم، استشهاد الشاب محمد عبد الكريم محمد أبو اسليم (23 عاما)، من قرية حارس بعد دهسه من قبل سيارة تابعة لأحد المستوطنين بالقرب من مستوطنة "بركان" في محافظة سلفيت، وإحراق مركبة عطا الله ياسين وكتابة شعارات عنصرية وعبارات التهديد للعرب، والتي تضمنت "الوعيد بالقتل والترحيل"، في قرية ياسوف شرق سلفيت.

كما وجددت عصابات المستوطنين اليهود، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، برفقة عدد من المتطرفين، وبحراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، فيما واصلت قوات الاحتلال إغلاق بوابات المسجد الأقصى الرئيسية أمام المصلين، سواء من النساء من كافة الأعمار، أو الرجال ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما؛ وهو الأمر الذي أثار حفيظة المؤسسات والقيادات الدينية والوطنية في القدس، باعتباره التجسيد الفعلي والتطبيق العملي لمخطط التقسيم الزماني للمسجد المبارك، وبحثت ما تسمى "لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي" خلال اجتماعها، جاهزية شرطة الاحتلال خلال فترة أعيادهم لتأمين اقتحامات المستوطنين لباحات الأقصى المبارك.

وأطلق ما يسمى "معهد الهيكل" المتخصص في تحضير أدوات الهيكل، في الأيام الأخيرة حملة عالمية لجمع تبرعات بقيمة 100 ألف دولار أمريكي، لتمويل رسم خرائط ومخططات تفصيلية لبناء الهيكل المزعوم على كامل مساحة المسجد الأقصى، فيما أنتج معهد الهيكل" فيلمًا دعائيًا قصيرًا يحوي مشاهد تشير إلى تعاون بين أطراف المجتمع الإسرائيلي لبناء الهيكل، وأهمية نشر "المحبة والوحدة" بين الإسرائيليين في سبيل تحقيق هذا الهدف المنشود، وعمم المعهد هذا الفيلم على شبكات الإنترنت الخاصة بالترويج والتسويق العالمي. والفيلم الدعائي يتخلله أيضًا مشاهد لعمليات بناء الهيكل، وقد تم هدم وإزالة كل المسجد الأقصى، وظهرت أبنية الهيكل ورافعات عملاقة تشارك في بنائه.

وفي البلدة القديمة بالخليل عند ما يسمى حاجز "مافيا" المقام قرب الحرم الإبراهيمي، أصيب طفل يقطن في حي السهلة بالخليل بجروح ورضوض، جراء تعرضه للضرب من قبل عدد من المستوطنين. واعتدى مستوطنو البؤر الاستيطانية المقامة على ممتلكات المواطنين وسط الخليل، وطالت الاعتداءات الطفل طارق رائد أبو رميلة (13 عاما) قرب ما يسمى حاجز "عبد" المحاذي لساحات الحرم الإبراهيمي، أثناء توجهه لشراء حاجيات من البلدة القديمة، ما تسبب بإصابته بجروح ورضوض في رأسه.

وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي نهائيا، بهدم ثلاث حدائق منزلية في قرية الهذالين شرق يطا، حيث تسلمت عائلة الهذالين إخطارا يقضي بهدم ثلاث حدائق منزلية قريبة من مستوطنة "كرمي إيل" شرق يطا، واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب المبرح على محمود يوسف الشعابين (21 عاما)، واستولت على جراره الزراعي وصهريج مياهه، شرق يطا وهو موزع مياه في منطقة التواني شرق يطا، ما أدى إلى إصابته برضوض نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقال التقرير إن مستوطنين نصبوا بيوتا متنقلة في أراضي قرية الفريديس شرق بيت لحم، حيث وضعت مجموعة من المستوطنين أربعة بيوت متنقلة (كرفانات) في أراض تابعة للقرية تمهيدا لإنشاء بؤرة استيطانية في المكان، في منطقة "أبو الناظور" في القرية، وذلك في أعقاب انتزاع المواطنين الفلسطينيين قرارا من إحدى المحاكم الإسرائيلية قبل شهر رمضان بإزالة بيتين متنقلين.

واستشهد الشاب محمد معتصم أبو شتية (17 عاما)، وأصيب شقيقه يوسف، إثر انفجار جسم من مخلفات الاحتلال شمال شرق طمون خلال رعيهم للأغنام.

يشار إلى أن تلك المنطقة التي استشهد فيها الشاب أبو شتية، والتي تقع بين بلدتي طمون وطوباس في الأغوار الشمالية، تعتبر من المناطق التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي لإجراء تدريباته بشكل مستمر، وأبو شتية هو الشهيد الثاني الذي سقط في الأغوار الشمالية خلال شهرين، بسبب انفجار أجسام مشبوهة، تلك التي يتركها جنود الاحتلال في ساحات التدريب القريبة من قرى الفلسطينيين.

وكان قد أدى انفجار في الثاني عشر من حزيران (يونيو) الماضي إلى استشهاد صخر برهان في منطقة الجفتلك بالأغوار، وذلك بعد انفجار أجسام مشابهة أيضاً، وأصيب الفتى محمد محسن بزور (16 عاما)، بجروح وحروق جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات جيش الاحتلال، أثناء رعيه لماشيته في أراضي قرية رابا شرق جنين.
 

التعليقات