في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: دعوات للتضامن وإنهاء الانقسام الفلسطيني

يصادف اليوم السبت، التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مناسبة تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة، عام 1977

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: دعوات للتضامن وإنهاء الانقسام الفلسطيني

يصادف اليوم السبت، التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مناسبة تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة، عام 1977.

وتتزامن المناسبة مع تصاعد جرائم ومشاريع الاحتلال التي تستهدف الإنسان الفلسطيني والأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس المحتلة، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، إضافة إلى استمرار نهب أراضي الضفة الغربية لصالح الاستيطان، وينضاف إليها القوانين ومشاريع القوانين والمخططات التي تستهدف العرب في الداخل الفلسطيني.

وقد أعلن هذا اليوم في نفس التاريخ الذي صدر فيه قرار عن الجمعة العامة للأمم المتحدة، والذي يحمل الرقم 181، والذي ينص على تقسيم أرض فلسطين التاريخية، بعد إنهاء الانتداب البريطاني، إلى ثلاثة كيانات.

الأول دولة عربية وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر؛ والثاني دولة يهودية على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا؛ والثالث القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.

الخضري: إنهاء الانقسام وجهود عربية ودولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين

وفي هذه المناسبة دعا النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إلى تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومساعدة الشعب الفلسطيني في إقرار حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وشدد الخضري في تصريح صحفي صدر عنه اليوم السبت ووصل عــ48ـرب نسخة منه، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، على ضرورة اقتران هذه الجهود بخطوات عملية وفعلية وضغط حقيقي دولي على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.

وأشار إلى دور المتضامنين الدوليين وأحرار العالم في نقل الصورة الحقيقية عن الوضع في فلسطين، مبيناً وجود تغير في حركة التضامن وانتقالها من الشعبي إلى البرلماني ( في إشارة إلى صدور العديد من القرارات مؤخراً تطالب وتعترف بدولة فلسطين). وطالب الخضري الحكومات بمواقف أكثر قوة وداعمة لمواقف هذه البرلمانات حتى يتم إحقاق هذه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما طالب الخضري الفلسطينيين بدور أكبر تجاه إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية وتوحيد الجهود في كل الجهات لما من شأنه أن يكون عاملاً مؤثراً في مزيد من التضامن العربي والإسلامي والدولي.

وقال 'هناك أوجه للاحتلال وهي الحصار والعدوان في قطاع غزة وتهويد في القدس والاستيطان وجدار الفصل في الضفة الغربية وتهديد فلسطينيي الداخل بالتهجير، وكل هذه المظاهر يجب أن تنتهي'. كما دعا إلى ضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وعودة المهجرين والنازحين والمبعدين إلى وطنهم، ومنح الشعب الفلسطيني الحرية والكرامة.

الجبهة الشعبية: لتتحد شعوب الأرض من أجل إنهاء الاحتلال  العنصري لفلسطين

من جهتها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بهذه المناسبة، إلى تصويب الأوضاع الفلسطينية الداخلية، والإقلاع عن نهج المفاوضات والتوجه إلى المؤسسات والهيئات الدولية. كما دعت الدول العربية والإسلامية إلى الاستعداد لما أسمته 'المعركة التاريخية الكبرى ضد الكيان الصهيوني'.

وأشار بيان صادر عن الجبهة، وصل عــ48ـرب، إلى أنه منذ أن اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 قرارها بتحديد التاسع والعشرين من نوفمبر يوماً للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تعود شعوب الأرض في ذات التاريخ من كل عام لتؤكد تضامنها مع الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل انتزاع حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة التي اقرتها الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة وقرار.

وأشار البيان إلى أن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه يتزامن هذا العام مع اشتداد الهجمة الصهيونية الاحتلالية التي تتخذ طابعاً عنصرياً إجلائياً يتعرض خلالها الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه الى عملية إبادة ممنهجة، فالأرض تُصادر لصالح الاستيطان، والقدس تتعرض للتهويد الكامل، والأقصى يتهدده خطر التقسيم الزماني والمكاني تمهيداً لتدميره في مرحلة لاحقة وإقامة الهيكل المزعوم فوق ركامه، وآلة الدمار الوحشية الإسرائيلية تواصل ارتكاب المزيد من القتل والتشريد والحصار والاعتقال والتنكيل.

كما أشار البيان إلى أنه مع نهايات عام 2014 الذي اعتمدته الأمم المتحدة عاماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لم تتوقف دولة الاحتلال عن ممارسة كل ما من شأنه تكريس احتلالها للأراضي الفلسطينية، وقد اتضح على نحو لا يقبل التأويل، أنّها ماضية في تنفيذ مخططاتها المتناقضة مع مبادئ السلام، ومع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وتتحدى كل قرارات ومواثيق الأمم المتحدة وإرادة  الشعوب، وحتى سياسات ومواقف حلفائها الذين تكفلوا بدعمها ورعايتها وضمان تفوّقها، وها هي تنزلق أكثر فأكثر نحو، إنهاء كذبة واحة الديمقرطية والتأكيد على أنها نظام إرهابي عنصري ديني، منبوذ ومعزول عن عالم التحضر وحقوق الانسان، وأن التحولات الجارية في الكيان الصهيوني ما هي إلاّ تحولات تستهدف تحويل طابع الصراع إلى صراع ديني من شأنه أن يتوسّع ليشمل المنطقة ويهدّد السلام والأمن العالميين، ويستهدف مرة أخرى طرد وتهجير الفلسطينيين من أراضي آبائهم واجدادهم بمن فيهم المتشبثين بأرضهم التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948.

وفي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ذكرت الشعبية من لم تكفيه السنوات الطويلة السابقة من المراهنة على خيار المفاوضات، وما ألحقته من خسائر ومخاطر على الشعب الفلسطيني وقضيته، بأن إسرائيل لا زالت تُمعن في جرائمها، وانتهاكاتها للمواثيق والقوانين الدولية، وتقول بملء الفم، مقرونة بممارسة لا تخفى على أحد، أنّها لا ترى في السلام، إلاّ ذاك الذي يخدم أطماعها في كل الأرض الفلسطينية، والذي لا مكان فيه لحقوق وطنية فلسطينية، ولا حتى لحقوق الإقامة.

وقال البيان 'إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ تُقدّر وتُحيّي الشعوب والحكومات، والمؤسسات، التي تدعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتعبّر عن تضامنها معه، فإنها تتطلع إلى تطوير وتوسيع وتصعيد فعالياتها التضامنية، لخلق رأي عام دولي ضاغط على حلفاء إسرائيل والمتواطئين معها، لكي يتبصروا الحقيقة لطبيعة الكيان الصهيوني وأهدافه، وبما يوسّع دائرة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تحت الاحتلال، وعزل إسرائيل إن كانت لهم مصالح يحرصون عليها، وإن كانوا حقاً يبحثون عن السلم والأمن -الذي لن يتحقق إلاّ بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه كافة-، ويحرصون على نشر قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والسلم في العالم'.

وفي هذا اليوم، تدعو الشعبية إلى تصويب الأوضاع الداخلية الفلسطينية للخروج من الأزمة التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الإسراع نحو إجراء حوار شامل، جدي، يؤسس لتحقيق مصالحة ناجحة تُعيد بناء المؤسسات الفلسطينية على أساس الشراكة، والتعددية، واحترام الآخر، والتوصل إلى اتفاق حول البرنامج الذي يُمسك بالحقوق والخيارات كافة، بعيداً عن العصبوية، والعناد، والإقلاع نهائياً عن التمسك بوهم خيار المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية، والتوجه السريع بملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، وعدم التردد في الإنضمام الى المعاهدات الدولية بما فيها معاهدة روما، لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه، مترافقاً كل ذلك مع إطلاق طاقة المقاومة بكافة أشكالها، بإرادة واحدة موحدة.

وناشدت الشعبية الشعوب العربية والإسلامية لأن 'تستعد للمعركة التاريخية الكبرى ضد الكيان الصيوني، الذي لا تتوقف أطماعه التوسعية على أرض فلسطين التاريخية، بل تمتد لتشمل تاريخ وحضارة ومستقبل المنطقة وشعوبها وتستهدف تمزيق دولها'.

الجهاد الإسلامي: شعوب العالم مطالبة بتأكيد انحيازها لقيم العدالة والحرية

وفي بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي، وصل عــ48ـرب نسخة منه، أشارت الحركة إلى أن هذا اليوم 'يتزامن مع تصاعد الاعتداءات الصهيونية على أبناء شعبنا في فلسطين، وبخاصة في مدينة القدس وكذلك الحصار الظالم على قطاع غزة، إلى جانب سعي سلطات الاحتلال لإقرار ما يسمى بقانون يهودية الدولة الذي سيشكل مدخلاً لمزيد من سياسات الإرهاب والتشريد بحق الشعب الفلسطيني وبشكل خاص في الأرض المحتلة عام 48، فضلاً عن معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق اللجوء والشتات وما يلاقونه من ويلات التشريد والنزوح'.

وقال البيان إن شعوب العالم مطالبة اليوم بتأكيد انحيازها لقيم العدالة والحرية عبر تصعيد تضامنها وإسنادها لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعم حقه في الدفاع عن نفسه، وتوسيع حملات المقاطعة للاحتلال الصهيوني ، وكذلك فإن على المنظمات القانونية والحقوقية تعزيز وتفعيل كافة الجهود والإجراءات الكفيلة بملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم القتل والتدمير والحصار والتشريد بحق أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وأضاف البيان 'إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نوجه التحية إلى الجماهير التي خرجت خلال الأسابيع الماضية في تظاهرات رفض سياسات العدوان الإسرائيلي على أهلنا في مدينة القدس، والتنديد بالاعتداء على المصلين والمرابطين المدافعين عن المسجد الأقصى المبارك الذي تتهدده مشاريع التقسيم كمقدمة لتنفيذ مخطط اليمين الصهيوني المتطرف بهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وهي مشاريع لا يخفى على أحد أن من يرعاها هي حكومة الاحتلال وجيشها المجرم'.

واعتبرت حركة الجهاد أن استمرار الصمت على ما يرتكبه الاحتلال من جرائم واعتداءات بحق المقدسات في القدس وسائر مدن فلسطين، إنما هو تشجيع على استمرار العدوان وهو الأمر الذي لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل أو يسامح به.

واختتم البيان بالقول 'لقد سقطت كل خيارات التسوية والمفاوضات، ولم يعد الحديث عن حل الدولتين ذا قيمة في ظل ما تمارسه حكومة الاحتلال من سياسات الاستيطان والتوسع وإرهابها المبرمج ضد شعبنا، وقد آن الأوان للعمل الجاد على استعادة الحق الفلسطيني كاملاً غير منقوص'. بحسب البيان.  

التعليقات