قوات الاحتلال تستخدم المصورين الصحافيين كدروع بشرية

​عادت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا لاستعمال أسلوب وضيع من أساليبها المعتادة، وهو استعمال المصورين الصحافيين كدروع بشرية تحول بينهم وبين المتظاهرين، ليتلقى المصورون الحجارة، أو أي شيء يستعمله الفلسطينيون في المواجهات، بدلًا عنهم.

قوات الاحتلال تستخدم المصورين الصحافيين كدروع بشرية

 أكد صحافيون لموقع 'عرب 48' أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عادت مؤخرًا لانتهاك أبسط مبادئ حقوق الإنسان واستعمال أسلوب وضيع من أساليبها المعتادة، وهو استخدام المصورين الصحافيين كدروع بشرية تحول ما بينهم وبين المتظاهرين، ليتلقى المصورون الحجارة وكل ما يستخدمه الشبان الفلسطينيون في المواجهات، بدلًا عنهم.

وهذا الأسلوب ليس جديدًا، فقد استعملته قوات الاحتلال في السابق، لا سيما خلال قمع الانتفاضة الثانية،  لكنها توقفت عن ذلك عقب فضحهم، حيث يعتبر هذا الأسلوب انتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية التي تقضي بحماية الصحافيين في ساحة الاشتباك، وتعتبرهم كما المدنيين العزل تمامًا وتمنع المس بهم.

وتختلف طريقة التمترس خلف المصورين، فتارة يقف الجندي خلف المصور دون إرغامه أو المس به، وإذا ما تحرك المصور يتحرك الجندي خلفه كظله، وتارة يثبت الجندي المصور أمامه ليتلقى الضربات بدلًا عنه غير آبه بالقوانين والأعراف الدولية ودون ادنى ذرة إنسانية.

وفي هذه الحالات لا يبقى للمصور غير ثلاثة احتمالات، اثنان منهما يشكلان خطرًا على حياته والثالث يشكل خطرًا على مهنته وأمانته والرسالة التي يجب عليه نقلها، الحل الأول هو البقاء أمام الجنود وتلقي الحجارة وأحيانًا الألعاب النارية من المتظاهرين مما يشكل خطرًا على حياتهم، وهذا ما لا يفعله المصورون أبدًا إيمانًا منهم بواجبهم وفضح جرائم المحتل لا حمايته.

والاحتمال الثاني هو التوجه ناحية المتظاهرين، وفي هذه الحالة يكمن الخطر على حياة المصور من جنود الاحتلال الذين يطلقون الرصاص والقنابل بمحاذاته، واحتمال إصابته بها كبير جدًا. والثالث أن ينسحب المصور من المكان دون أن يوثق الاشتباك، وبالتالي لا يؤدي عمله كمصور صحفي ولا يفي واجبه بنقل الحقيقة المجردة للناس.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، أصيب مصوران صحافيان جراء استخدامهما كدروع بشرية، الأول كان مصور وكالة أنباء "رويترز"، عبد الرحيم قوسيني، الذي كان يغطي اقتحام قطعان المستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، لمدرسة في بلدة عوريف القريبة من رام الله، وأصيب بحجر بعد أن تمترس خلفه جنود الاحتلال سبب له نزيفًا داخليًا رقد على أثره في المستشفى بضعة أيام، ولا يزال حتى اليوم في إجازة ولا يستطيع تأدية عمله.

والثانية كانت يوم الجمعة الأخير في كفر قدوم، عندما قام أحد جنود الاحتلال بتثبيت المصور الصحافي علاء بدارنة ودفعه نحو الأرض ثم وضع قدماه على ظهر المصور، وأطلق عدة قنابل نحو المتظاهرين من فوق رأسه، وعندما تركه توجه علاء نحو المتظاهرين كي لا يستخدمه جنود الاحتلال مرة أخرى كدرع بشري، وأثناء سيره أطلقت قوات الاحتلال الرصاصات المطاطية التي مرت على جانبي بدارنة وكادت تصيبه.

وقال بدارنة لـ'عرب 48' راويًا ما حدث: 'عندما بدأت المواجهات بين قوات الاحتلال والمتظاهرين، اتخذت مكانًا لحماية نفسي أستطيع التصوير منه وتوثيق الأحداث، تسلل أحد جنود الاحتلال خلفي، وعندما لاحظت وجوده دفعني نحو الأرض بقوة واضعًا قدميه على ظهري، وأطلق عدة طلقات من بندقيته فوق رأسي'.

وأضاف بدارنة: 'لم أستطع الاعتراض ولا حتى النقاش معه، فقررت الانسحاب ناحية المتظاهرين، وخلال عبوري تلك المسافة، بدأ جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي فضلًا عن قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وشعرت بهم يمرون بجانبي وبعضها كان قريبًا جدًا مني'.

وعن توثيق الحادثة، قال بدارنة: 'استطاع احد الزملاء تصوير لقطة واحدة، ثم اندفعت قوات الاحتلال باتجاه الجميع مانعين إياهم من التصوير أبدًا'.  

 

التعليقات