"بتسيلم": الاحتلال ضاعف وتيرة هدم بيوت الفلسطينيين بالضفة

في السنوات العشر الأخيرة هدمت سلطات الاحتلال ما لا يقلّ عن 1٫113 مسكنًا لفلسطينيين في الضفة الغربية وفقد ما لا يقلّ عن 5٫199 شخصًا منازلهم، بينهم 2٫602 قاصرا على الأقل

"بتسيلم": الاحتلال ضاعف وتيرة هدم بيوت الفلسطينيين بالضفة

(أ.ف.ب)

أكدت منظمة 'بتسيلم' الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، في تقرير نشرته اليوم، الأربعاء، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية هدمت منازل للفلسطينيين في الضفة الغربية في النصف الأول من العام 2016 الجاري أكثر مما هدمت طوال العام الماضي كله.

وستعرض 'بتسيلم' تقريرها خلال مؤتمر ستعقده في الكنيست اليوم، وسيتناول هدم المنازل في المنطقة 'ج' في الضفة الغربية، التي تخضع للسيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية.  

ووفقا للتقرير، فإنه منذ مطلع هذا العام الحالي وحتى نهاية شهر حزيران الفائت، هدمت 'الإدارة المدنية' التابعة لجيش الاحتلال 168 مسكنًا، وتركت 740 شخصًا بلا مأوى، من بينهم 384 قاصرًا.

وفي بعض التجمعات السكنية الفلسطينية هدمت 'الإدارة المدنية' منازل سكان أكثر من مرة. بينما طيلة عام 2015 هدمت الإدارة المدنية 125 منزلا وتركت 496 شخصًا بلا مأوى، من بينهم 287 قاصرًا.

في السنوات العشر الأخيرة، منذ عام 2006 وحتى 30/6/2016، هدمت سلطات الاحتلال ما لا يقلّ عن 1٫113 مسكنًا لفلسطينيين في الضفة الغربية (لا يشمل القدس الشرقية). وبسبب أعمال الهدم فقد ما لا يقلّ عن 5٫199 شخصًا منازلهم، بينهم 2٫602 قاصرا على الأقل. وتتركز عمليات الهدم الرئيسيّة في سكان التجمعات السكنية الصغيرة والمهمّشة، المتواجدة بعيدا عن المراكز السكانية الفلسطينية، وفي الأساس في الأغوار، جنوب جبال الخليل وشرقي القدس في المنطقة المعروفة باسم (E1). وتمتلك السلطات الإسرائيلية بشكل حصري صلاحيات التخطيط والبناء في هذه المناطق، المتواجدة في المناطق المعرّفة في اتفاقيات أوسلو كمناطق 'ج'، وترفض الاعتراف بهذه التجمعات.

(رويترز)

وقالت 'بتسيلم' في تقريرها إن محاولة اقتلاع هذه التجمعات السكنية من المنطقة تشمل عملية الهدم المتكررة لمنازل نفس العائلات الفلسطينية. في العقد الماضي، وحتّى 30/6/2016، هدمت إسرائيل أكثر من مرة منازل 656 فلسطينيا على الأقل (من بينهم 284 قاصرًا)، يعيشون في الأغوار وجنوب جبال الخليل. هدمت السلطات في محافظة نابلس أكثر من مرة منازل 65 فلسطينيا (من بينهم 27 قاصرًا). في الشرق من القدس المحتلة، هدمت السلطات أكثر من مرة، منازل 48 فلسطينيًا (من بينهم 29 قاصرًا).

وتضمّ هذه المعطيات فقط المساكن التي هدمت بحجة عدم امتلاكها تراخيص بناء، وليس المساكن التي تم هدمها في إطار العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على أفراد أسرة منفّذي العمليّات، والذي توثّقه 'بتسيلم' على حدة. بالإضافة إلى المساكن، تهدم الإدارة المدنية في كلّ إجراء من هذا القبيل أيضًا المباني المستخدمة لكسب الرزق، وبالتالي فهي تعمّق إلحاق الضرر بقدرة التجمعات السكنية على المعيشة: حظائر الحيوانات، دورات المياه، المخازن وغيرها من المباني التي يرتكز عليها اقتصاد السكان. بالإضافة إلى ذلك، يصادر عمال وحدة الإشراف التابعة ل'الإدارة المدنية' خزانات المياه وألواح الطاقة الشمسية للتجمعات، التي لا ترتبط بشبكات الكهرباء والماء، المركبات الزراعية والمعدات المختلفة.

وشددت المنظمة الحقوقية على أنه 'تفرض السلطات الإسرائيلية على سكان التجمعات السكنية واقعًا مستحيلاً من خلال الهدم المتكرر للمنازل، والتهديد المستمر بتدمير المباني الأخرى وانتهاكات أخرى لحقوقهم. هذه السياسة التي تنتهجها الحكومة، المطبّقة بشكل منتظم لسنوات، تشكّل نقلاً قسريًا للسكان الفلسطينيين المحميين داخل المنطقة المحتلة، وهو ما يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي'.

وأعمال الهدم الواسعة التي تقوم بها إسرائيل هي جزء من سياستها في المناطق 'ج'، التي تغطّي ما يقارب 60٪ من مساحة الضفة الغربية، وتستند إلى مفهوم بموجبه خُصّصت هذه المنطقة في المقام الأول لخدمة الاحتياجات الإسرائيلية. 'تعمل إسرائيل على فرض الحقائق على الأرض، وخلق وضع من الصعب تغييره في إطار أي اتفاق مستقبلي. هذا، من ضمن أمور أخرى، من خلال استغلال الموارد في المنطقة، وبناء وتوسيع المستوطنات. في الوقت نفسه تعمل السلطات الإسرائيلية، كجزء من سياسة متواصلة من قبل جميع الحكومات الإسرائيلية، على دفع وطرد السكان الفلسطينيين من المناطق ج، تحت مظلّة من الحجج القانونية الواهية على شاكلة ’البناء غير القانوني’... علاوة على ذلك، فإنّ فصل المناطق ج عن مناطق السلطة الفلسطينية هو فصل مصطنع ولا يعكس الواقع الجغرافيّ أو الفضاء الفلسطيني'.

اقرأ/ي أيضًا| تحقيق "بتسيلم": جنود الاحتلال قتلوا بدران عمدا ودون مبرر

التعليقات