حياة البادية في غزة... العيش "خارج الزمن"

يقول إبراهيم، أحد الأطفال الذين يعيشون في البادية: بنلعب الاستغماية وحجلة وبنساعد أهلنا في رعي الغنم ونجيب الحطب ونولعه.

حياة البادية في غزة... العيش "خارج الزمن"

(الأناضول)

في منطقة نائية على أطراف مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تسكن عشرات العائلات من 'البدو' في مكانٍ يبدو وكأنه خارج 'الزمن' و'الواقع'.

المنطقة التي يُطلق عليها اسم 'السوافي'، (أرض واسعة وتلال رملية صغيرة)، يسكن قاطنيها من الأسر 'الفقيرة' و'المهمشة'، في خيام مصنوعة من 'سعف النخيل' و'الصفيح'، وفي أكواخ صغيرة مصنوعة من الأخشاب والنايلون البلاستيكي.

غانم حسان، واحد بين عشرات القاطنين في تلك المنطقة يصف حياتهم بأنها 'بدائية'، وتختلف تماما عن واقع يعيشه آخرون على بعد أمتارٍ قليلة عنهم.

ويضيف حسان (46 عاما): 'هان (هنا) نعيش بلا كهرباء، ولا أي وسيلة اتصال حديثة، فش (لا يوجد) مكان لنا غير نسكن في هادي (هذه) الخيام.

حسان، الأب لثمانية أفراد من بينهم 5 أطفال، يقوم بتربية الدواجن، وبرعي 'الأغنام' وبيع 'الحليب' لعائلات تسكن بالجوار من منطقتهم.

ويقول، إن الظروف المعيشية الصعبة، دفعتهم للجوء إلى المناطق النائية، والإقامة الدائمة فيها.

وعلى مقربة من 'حسان' ينتشر أبناؤه في رحلة بحث عن 'الحطب' و'الأخشاب' لإشعالها وطهي الطعام.

هذا ما نفعله كل يوم، يقول 'حسان'، ويتابع:' الماء نحصل عليها من أماكن بعيدة، نسير لمسافات طويلة، ونجلبها، وأحيانا بما توفر من بيع الحليب نشتري الماء.

والطعام بالنسبة إلى سكان البادية، بسيط جدا، ومتكرر بشكل يومي فهو عبارة عن 'حساء العدس' وبعض أنواع البقول زهيدة الثمن.

وفي تلك المنطقة يحاول 'حسان' تعليم أبنائه كيفية رعي 'المواشي'، التي يصفها بأنها جزء من 'العادات والتقاليد المتوارثة'.

ولا علاقة لهذه العائلات بما يدور في المدينة، من احتفالات، أو أحداث، كما يروي المسن غانم الدرواشة.

ويقول الدراوشة (70 عاما): 'نعيش بهدوء، لا نعرف شيئا عن الأخبار، ولا السياسة، هنا حياتنا بسيطة، ونحبها بشكل كبير.

ويصف الأب لعشرة أبناء، حياة البادية بـ'الجميلة' رغم كل الصعوبات، مستدركا بالقول: 'المياه نجلبها من أماكن بعيدة، على ظهر الحمار نقطع مسافة 20 كيلو مترا، لنحصل على مياه صالحة للشرب، لكن نشعر بهناء، هنا راحة نفسية يفتقدها كثيرون'.

ويؤكد الدراوشة، أنهم وبالرغم من قسوة الظروف الاقتصادية، إلا أن كل عائلة تسعى لاختيار فرد أو اثنين منها وإرسالهم إلى المدارس من أجل التعليم.

ويتابع: 'كثير من العائلات تخرج أبناؤها من الجامعات، ونالوا وظائف حكومية، لكنهم رفضوا الانتقال للعيش معهم في المدن'.

ويقوم الصغار في تلك المنطقة باللعب والمرح بأدوات بسيطة، كاللهو بالحجارة، أو بكرات من البلاستيك.

ويقول إبراهيم، أحد الأطفال الذين يعيشون في البادية: 'بنلعب الاستغماية (لعبة الاختفاء)، وحجلة (لعبة شعبية تقوم على القفز)، وبنساعد أهلنا في رعي الغنم، ونجيب (نجلب) الحطب، نولعه (نشعله)'.

ولا يتوفر لدى وزارة الأشغال العامة والإسكان أو سلطة الأراضي إحصائية تفيد بعدد عائلات 'البدو' في قطاع غزة، والتي تقطن المناطق المهمشة.

ويتخذ هؤلاء من المناطق الحدودية، البعيدة خاصة جنوبي وشمالي قطاع غزة أماكن للسكن، والاستقرار.

ويقول مسؤولون فلسطينيون، إن البلديات تسعى إلى تطوير أماكن عيشهم، وتوفير مساكن لهم بدلا من الخيام المقامة وفق تأكيدهم على أراضٍ حكومية.

وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، منذ منتصف عام 2006، عقب فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية، ثم شددته منتصف عام 2007.

وفي أيار/مايو 2015، ذكر البنك الدولي أن نسبة البطالة في غزة، تصل إلى 43% وهي النسبة الأعلى في العالم.

اقرأ/ي أيضًا| غزية تتحدى الحصار والفقر والتشرد... بدراسة الطب

التعليقات