ناشط من جبل المكبر لـ"عرب 48": البلدة تتعرض لعقاب جماعي

في أعقاب عملية الدهس التي نفذها الشاب فادي أحمد القنبر (28 عامًا) من بلدة جبل المكبر، أمس الأحد، والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة 15 بجراح متفاوتة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على مسقط رأس منفذ العملية، جبل المكبر.

ناشط من جبل المكبر لـ"عرب 48": البلدة تتعرض لعقاب جماعي

إغلاق مداخل جبل المكبر

في أعقاب عملية الدهس التي نفذها الشاب فادي أحمد القنبر (28 عامًا) من بلدة جبل المكبر، أمس الأحد، والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة 15 بجراح متفاوتة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على مسقط رأس منفذ العملية، جبل المكبر.

وقال الناشط سليمان شقيرات من جبل المكبر، لـ'عرب 48' إنّ 'الأجواء صعبة جدًا، خاصةً أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت حصارا على البلدة وتمّ إغلاق شارعين رئيسيين في المنطقة، ما شكّل حالة من الازدحامات المرورية، خاصةً للعائلات التي تقوم بإيصال أبنائها صباحًا إلى المدارس في القدس'.

وأضاف أنه 'بطبيعة الحالة ازدادت التضييقات منذ الأمس، حيثُ قام الجنود بالتنقل في البلدة لعدة ساعات، منذ ساعات الظهر وحتى المساء، ودخلوا إلى البيوت المجاورة لمنزل الشهيد فادي القنبر'.

وأكد أنّ 'قوات الاحتلال حققت مع والدي الشهيد، وقادوا الزوجة أيضًا للتحقيق، كما اعتقلوا اثنين من أبناء أعمامه'.

ورأى شقيرات أنّ ما يجري في جبل المكبر هي عقوبات جماعية تنفذ بأسلوبٍ يشمل التضييق ويستفز المواطنين، في ظل سياسة غير مجديّة تزيد من الاحتقان وتؤدي للمزيد من الاحتكاكات والتوترات.

سليمان شقيرات

وأشار إلى أنّ 'مجمل السياسة الإسرائيلية هي سياسة عقوبات جماعية، وتضييق خانق على المواطنين، لجعل حياتهم لا تُطاق في محاولة لجعل المواطنين يرحلون من بلدتهم. كل هذه الممارسات الاستفزازية والتضييقات على الفلسطينيين المقدسيين، وهدم المنازل ومنع استصدارنا تراخيص للبناء، إضافة إلى ما يجري في القدس والأقصى من اقتحامات وتضييقات شديدة لا يمكن استيعابها، خاصةً بين المقدسيين الذين تربطهم بالأقصى علاقة وثيقة، بينما يسمح الاحتلال بإدخال المستوطنين وإسكانهم في قلب مدينة القدس العربيّة، ناهيك عن ما جرى للشاب عبد الفتاح الشريف بالخليل من قتلٍ متعمّد، وتحويل التهمة بطلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى تهمة القتل غير المتعمّد، إضافة إلى تكثيف الأحكام والعقوبات وتمديدها لسنواتٍ طويلة، ما يؤدي إلى الاحتقان واليأس الذي يُفضي بالفلسطيني إلى الشعور بانعدام الأمل في الحاضر أو حتى في المُستقبل'.

وحول قيام الاحتلال بإزالة خيمة العزاء التي نُصبت لاستقبال المعزين في جبل المكبر، ووضع المكعبات الإسمنتية لمنع دخول المعزين إلى البلدة، قال شقيرات إنّ 'بعض المعزين وصلوا إلى منزل الشهيد، علمًا أنّ شقيقي الشهيد لا يزالان رهن الاعتقال ويجري التحقيق معهما'.

وشدّد على نفسية العائلة المُتعبة التي تعاني الأمريْن، إضافة إلى البرد القارس، ووجود أطفال في هذه الظروف الصعبة، بينما لا يُسمح للعائلة أن تتقبل واجب العزاء كما يجب، علمًا أنّ التقاليد والعادات والأخلاقيات الإنسانية توصي بالوقوف إلى جانب العائلة التي تفقد أحد أبنائها، لكن في حالة هذه العائلة تُمارس قوات الاحتلال التضييقات الشديدة وتتعرّض للاعتقال والتحقيق، ولم تتمكن من تقبل واجب العزاء من العائلات المقدسية التي جاءت لتواسيها في مصابها.

وأكدّ شقيرات أنّ 'مسيرة استفزازية للمستوطنين انطلقت مساء أمس عند مدخل البلدة، في محاولة للوصول إلى العائلة، واستمرت المواجهات ليلا عند مدخل جبل المكبر، كما جرى استدعاء عدد من شبان القرية للتحقيق، وأغلقوا أحد شوارع جبل المكبر، بالحجارة الإسمنتية، كعقاب للأهل. الاستفزازات التي يتعرّض لها أهالي جبل المكبر لن تتوقّف طالما أنّ المستوطنين يحاولوا بكافة الأشكال المس بهم والانتقام منهم'.

جبل المُكَبِّر بالقدس... نقطة انطلاق منفذو العمليات الكبيرة

سميت جبل المُكَبِّر بهذا الاسم بعد أن كبّر الخليفة عمر بن الخطاب من على سفحه، حينما أتى إلى المدينة المقدسة، لتسلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس في العام الخامس عشر للهجرة.

وذاع صيت البلدة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من القدس في السنوات الأخيرة، بعد أن انطلق منها فلسطينيون نفّذوا عمليات كبيرة ضد إسرائيليين، فمنها انطلق أول منفذ لعملية بجرافة، وكذلك أول منفذ لعملية بسيارة مملوكة لشركة إسرائيلية، وصولا إلى فادي القنبر، منفذ عملية الدهس، أمس، حيث استخدم فيها شاحنة لدهس جنود لاحتلال الإسرائيلي.

ويطل جبل المُكَبِّر على مدينة القدس القديمة والمسجد الأقصى، وغالبا ما يتوجه الفلسطينيون والأجانب والسياح الأجانب لالتقاط الصور التذكارية مع هذه الخلفية.

وقال الباحث الفلسطيني ناجح بكيرات، إن 'الخليفة عمر بن الخطاب مرّ من الجبل، وأطل منه على القدس القديمة في العام الخامس عشر للهجرة عندما تسلم مفاتيح المدينة. وثبت في التاريخ أن سيدنا عمر وقف على الجبل، وعندما شاهد القدس القديمة فإنه كبّر (الله أكبر) ومنذ ذلك الحين سُمي الجبل باسم جبل المُكَبِّر، نسبة إلى التكبير. ثم سار من هناك إلى القدس القديمة، وتسلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس في مراسم رسمية'.

وتشير تقديرات سلطات الاحتلال إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في جبل المكبر يصل إلى نحو 23 ألف نسمة.

أبرز العمليات التي نفذها فلسطينيون من جبل المُكَبِّر

أبرز العمليات التي نفذها فلسطينيون كانوا يقطنون في بلدة جبل المُكَبِّر:

في 6 آذار/ مارس 2008 نفذ الناشط في حركة حماس، علاء أبو إدهيم، عملية في مدرسة 'هراف' الدينية اليهودية في كريات موشيه في القدس المحتلة بسلاح ناري ما أدى إلى مقتل 8 إسرائيليين وجرح 35 آخرين قبل أن تقتله قوات الاحتلال التي حاصرته في المدرسة.

في 4 آب/ أغسطس 2014 اتهمت شرطة لاحتلال الإسرائيلي محمد الجعابيص، بتعمد دهس إسرائيليين بجرافة كان يقودها في القدس، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة عدد آخر قبل أن يقتله الاحتلال الإسرائيلي.

في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 نفذ الشابان عُدي وجمال أبو جمل (أبناء عم) عملية بمسدس وبلطات في كنيس 'هار نوف' في القدس ما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين وإصابة 8 آخرين قبل إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على قتلهما في المكان.

في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 نفذ بهاء عليان وبلال غانم عملية في حافلة إسرائيلية بمسدس وسكين في مستوطنة 'أرمون هنتسيف' ما أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة عدد آخر، وقتلت قوات الاحتلال عليان واعتقلت غانم.

في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 نفذ علاء أبو جمل عملية بسيارة في القدس ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 7 آخرين قبل أن قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في 8 كانون الثاني/ يناير 2017 نفذ فادي القنبر عملية دهس بشاحنة في مستوطنة 'أرمون هنتسيف' ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين قبل أن قتله الاحتلال الإسرائيلي.

التعليقات