إخلاء "عمونا": بداية معركة جديدة

القضاء الإسرائيلي قضى بإخلاء المستوطنة ليس عدلا منه بل خوفًا وحرصًا على وجه دولة الاحتلال الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي، فمنذ أعوام صدر القرار، وماطلت الحكومات كلها في تنفيذ القرار

إخلاء "عمونا": بداية معركة جديدة

مستوطن خلال إخلاء البؤرة الاستيطانية "عامونا" (أ.ب)

منذ عقدين من الزمن تُدير العائلات الفلسطينية في منطقة خلة السلطان، وهي ما يسمى بالبؤرة الاستيطانية 'عمونا'، حربًا مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بعد أن وطأت قدما أول مستوطن بها، وسلبت أراضيهم عنوة، ليسكنها الغُرباء بدعم من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، حتى وصلت ذروة الصراع مع الحكومة والمستوطنين إلى أروقة المحاكم، ليقرر القضاء في نهاية المطاف إخلاءها، بعد أن بيّنت العائلات الفلسطينية أنها صاحبة الأرض.

يقول إبراهيم حماد، صاحب أرض سلبتها البؤرة الاستيطانية، إن 'القضاء الإسرائيلي قضى بإخلاء المستوطنة ليس عدلا منه بل خوفًا وحرصًا على وجه دولة الاحتلال الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي، فمنذ أعوام صدر القرار، وماطلت الحكومات كلها في تنفيذ القرار، وبعد أن استنفذت جميع وسائلها وادعاءاتها، أجبرت أن تخليها، ليس حبًا بالشعب الفلسطيني ولا تعاطفًا معه'.

وقال مدير عام النشر وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قاسم عواد، إن 'إخلاء بؤرة الاستيطان عمونا، هي نتيجة حتمية للتمسك بكل شبر أرض لنا في هذه البقعة، وهي نتيجة لمحاربة أصحاب الأراضي الذين لم يتهاونوا منذ سنين بالتفريط في شبر أرض واحد، وهي أشبه بانتصار أوليّ. بالرغم من الوعودات التي تلت هذه العملية، من خلال بناء وحدات استيطانية جديدة في المستوطنات الأخرى، كرد على إخلائها'.

وتابع عواد أن 'الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ماطلت منذ سنين عديدة في قضية الإخلاء، رغم أن القرار صدر في عام 1991، إلا أنه واليوم، لم يعد لها مفر آخر، بعد ما استنفدت جميع الوسائل لديها، ليبقى القرار الأخير ولا مفر منه، وهو قرار إلزام المحكمة العليا بالإخلاء، قبل أن يمسها القانون الدولي، وهذا ما أرهب إسرائيل'.

بداية معركة جديدة

وأضاف عواد أن 'عمونا ليست نهاية المعركة، بل هي بدايتها، تلك الحكومة التي صادقت على بناء أكثر من 6000 وحدة استيطانية جديدة، وهدمت 145 بيتا في الضفة والقدس والداخل منذ بداية العام الجاري، وتحاول الآن أمام الرأي العام المحلي والدولي أن تجعل قضية عمونا قضية متساوية مع تلك القضايا التي تخص شعبنا الفلسطيني، وتصوير المستوطنين على أنهم ضحية أمام العالم، وأن تساوي بين من سرق الأرض وبكى، وبين أصحاب الأرض الذين يعيشون نكبة جديدة'.

واستطرد 'عمونا هي البداية، سنتوجه إلى جميع المحافل الدولية من أجل فضح الاستيطان واستنكاره أمام العالم أجمع، شكلنا لجنة سوف تعنى بكل القضايا الاستيطانية، وتعمل على مواجهة الاحتلال قضائيًا، أعددنا العدة جيدا، ستكون هنالك ملاحقات عديدة في المحافل الدولية والحقوقية عما قريب'.

وتابع عواد 'وجهتنا القادمة سوف تكون موجهة إلى مستوطنة 'عوفرا'، والتي بنيت هي الأخرى على أراض بملكية فلسطينية، وسوف نتعامل معها مثلما تعاملنا مع 'عمونا'، ومع باقي البؤر الاستيطانية من أجل دحر جميع المستوطنات خارج الأراضي الفلسطينية'.

وخلص إلى القول إن 'ما يسمى 'بعمونا' ولّت دون رجعة بعد هدمها بشكل كامل وسنطلب من المحكمة زيارتها كخطوة أولية، ومن ثم إقامة مشاريع عليها لأصحاب الأرض، وأيضا سنطالب بتعويض أهالي المنطقة وأصحاب الأرض من قبل الحكومة والمستوطنين، على استعمالهم للأرض كل هذه السنين'.

وقال إبراهيم حماد الذي يسكن بلدة سلواد المحاذية لمدينة رام الله 'انتصر الحق على الباطل بإذن الله، نحن نحمد الله على إخلاء المستوطنة، ونعيش الآن نشوة الانتصار، لكنه أولي، نحن نريد أن تعود لنا الأراضي وأن نبني ونسكن عليها ونزرعها كما كانت في السابق'.

وحول تاريخ الأرض، قال حماد إن 'الأرض بالأصل اسمها خلة السلطان، وتاريخها يعود إلى 3000 سنة، وسلبت منا عنوة من قبل المستوطنين، كنا نزرعها ونبيت فيها بالخيام، كانت مصدر رزقنا الوحيد الذي نتكئ عليه'.

ووجه رسالة إلى 'بينيت المستوطن الذي قال إنهم سيرجعون إلى 'عمونا' مرة أخرى، نقول له إننا سنرجع إلى جميع البؤر الاستيطانية التي سلبتموها واستوطنتم بها، سنعمرها بسواعدنا، ولن تدخلوها مهما كلفنا الثمن'.

التعليقات