محللون: اتصال ترامب بعباس بارقة أمل للسلطة الفلسطينية

اختلفت آراء المراقبين حيال هذه الخطوة، حيث اعتبرها البعض بلا قيمة في ظل الانحياز الأميركي الكبير لإسرائيل، وفي المقابل رأى البعض الآخر فيها خطوة لها دلالتها واهميتها.

محللون: اتصال ترامب بعباس بارقة أمل للسلطة الفلسطينية

 شكّل اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بارقة أمل للقيادة الفلسطينية، بحسب مراقبين فلسطينيين.

واختلفت آراء المراقبين حيال هذه الخطوة، حيث اعتبرها البعض بلا قيمة في ظل الانحياز الأميركي الكبير لإسرائيل، وفي المقابل رأى البعض الآخر فيها خطوة لها دلالتها واهميتها.

وتلقى عباس مكالمة هاتفية من ترامب مساء الجمعة الماضي، العاشر من آذار/ مارس، دعاه خلالها الأخير لزيارة البيت الأبيض قريباً.

وهذا الاتصال الأول بين الرجلين، وجاء بعض غموض تجاه مواقف الإدارة الأميركية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية، وعملية السلام الحالية القائمة على مبدأ 'حل الدولتين'.

وكان مسؤولون فلسطينيون قد أعربوا عن قلقهم البالغ، تجاه مواقف ترامب الداعمة بشكل كبير للحكومة الإسرائيلية اليمينية، التي يدعو بعض رموزها البارزين إلى ضم غالبية أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، ورفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قد أشار في تصريح سابق له، إلى أن 'التواصل الفلسطيني الأميركي، يساهم برسم مسار تطورات أحداث المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمضمون أو توقيت هذه الاتصالات'.

وقال أبو ردينة إن الاتصالات المتمثلة باتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزيارة مدير جهاز المخابرات الأمريكي 'CIA' مارك بومبيو قبل أسبوعين إلى الرئاسة الفلسطينية، 'نزعت الأوهام الإسرائيلية بأن الرئيس عباس ليس شريكا للسلام'.

من ناحيته، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عثمان عثمان، إلى أن الاتصال جاء حتى يكون لترامب وإدارته دور في حل الصراع، فلا يوجد رئيس أميركي أو إدارة أميركية إلا وكان لها دور وتأثير واضح في عملية السلام'.

وأضاف عثمان لوكالة الأناضول:' لذلك، فترامب لا يمكن إلا أن يتصل بالجانب الفلسطيني، فهو لا يمكنه أن يعزل نفسه والإدارة الأميركية عن قضية المنطقة'.

ورأى أن ابتهاج السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بهذا الاتصال، 'أمر مبالغ فيه'.

وتابع:' اتصال ترامب هو من أجل التشاور مع محمود عباس، لكن بالوقت نفسه، فهو لن يقوم بعملية ضغط واضحة على إسرائيل أو الفلسطينيين لإجبار أي طرف على تقديم تنازلات'.

وهذا معناه، بحسب عثمان، أن الأمور ستبقى على ما هي عليه حاليا، وستظل إسرائيل هي المتحكمة بمفاصل القوة.

وقال:' ما زالت الإدارة الأميركية غير راغبة على الضغط الجانب الإسرائيلي لامتثاله لقرارات الشرعية الدولية أو الاتفاقات المبرمة، ما يعني أن سياسات نتنياهو ستبقى على مي هي عليه دون رادع'.

وعملياً، وفق المحلل، فالاتصال بين الرجلين لم ولن يأتِ بأي نتيجة أو أي ثمرة.

وقال عثمان:' ترامب ليس معادٍ لبناء المستوطنات، لكنه لا يريد فشلاً لعملية السلام، ويريد أن يرتب لهذا الأمر بطريقته الخاصة وبهدوء، وأكبر دليل على ذلك، أن السفير الأميركي في إسرائيل من أكبر المؤيدين للاستيطان'.

وأشار إلى أن العبارات التي يستخدمها ترامب فيما يتعلق بحل الدولتين هي عبارات 'مبهمة'، فيقول 'لسنا ضد حل الدولتين، لكن ذلك لا يعني أنها الخيار الوحيد'.

ورأى المحلل السياسي 'أن ترامب لا يزال يضع لمساته الأخيرة على سياساته ومواقفه، وهي معادية للفلسطينيين ومؤيدة لنتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل، ولذلك لا يمكن إيجاد حل إلا إذا قدم الفلسطينيون تنازلات في الطريق التي يريدها نتنياهو'.

وتوقع عثمان أن يحصل الرئيس عباس من زيارته للبيت الأبيض، على 'وعود فضفاضة'.

وقال:' ربما سيعود عباس ذلك للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، مقابل تجميد مؤقت للاستيطان، ونتنياهو لن يقدم شيء ولن تقوم أمريكا بأي ضغط عليه'.

ولفت إلى أن 'الرهان الفلسطيني على الخارج، خاسر، وعلى القيادة الفلسطينية أن تعيد النظر بالاتفاقيات السابقة، وأن تعود للشعب الفلسطيني، وتجري انتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية، فمجرد التلويح بالانتخابات، يعد تهديدا لإسرائيل بطريقة أو أخرى'.

ووضعت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنامين نتنياهو للبيت الأبيض قبل عدة أسابيع، بحسب عثمان عثمان، الخطوط العريضة للسياسات المستقبلة للإدارة الأمريكية.

وتابع:' هذه أفضل فرصة سانحة لفرض حل على الشعب الفلسطيني، فالإدارة الأميركية الحالية هي الأفضل لإسرائيل، والوطن العربي بأسوأ حالاته'.

وأكد أن الإدارة الأميركية الحالية، لن تفرط بإسرائيل ولا بمصالحها مع الجانب الإسرائيلي، ولن تصطدم مع اللوبي الصهيوني الأميركي.

وأضاف:' الطرف الأضعف هو الذي يجب أن يقدم التنازلات من أجل الوصول للسلام، وليست إسرائيل المحتلة للأرض'.

ويختلف سمير عوض، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت مع عثمان، معتبرا أن الاتصال 'أعاد الاهتمام بالقضية الفلسطينية إلى صدارة المواضيع المهمة بالشرق الأوسط'.

وقال في حديث لوكالة الأناضول:' الاتصال مهم، فقد كان متوقعاً بعد زيارة نتنياهو أن يخاطب ترامب الجانب الفلسطيني، وأن يهاتف ترامب الرئيس عباس ويدعوه لزيارة البيت الأبيض، فهو نوع من التشريف والاهتمام الخاص بالقضية الفلسطينية'.

وفي تعقيبه على الاتصالات واللقاءات بين الرئيس الفلسطيني ومسئولين أميركيين، أشار عوض إلى أنها 'تعد بوادر مهمة، لكن من الصعب أن نقرر أنها إيجابية أم لا'.

وكان الرئيس عباس قد التقى القنصل الأميركي دونالد بلوم، مساء السبت الماضي، في مقر الرئاسة برام الله.

كما كشف مسؤول فلسطيني، أن الرئيس محمود عباس، سيستقبل في مكتبه في مدينة رام الله، غدا الثلاثاء القادم، مساعد الرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات.

وأضاف المسؤول لوكالة الأناضول، إن زيارة غرينبلات 'تأتي بعد المكالمة الهاتفية الهامة والإيجابية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الرئيس عباس مساء أمس الجمعة'.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد قالت في الأيام القليلة الماضية إن غرينبلات سيلتقي أيضا مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دون تحديد موعد اللقاء.

وفي تعقيبه على تلك التحركات، وفيما إن كانت تصب في صالح الجانب الفلسطيني قال عوض:' الأمر يتوقف على التصور الأخير لدى ترامب بكيفية حل الصراع، ليس من الواضح أبدا أنه سيكون حسب الأسس التي يقبلها الفلسطينيين، وهنا سيصبح الموضوع معقداً'.

وتابع:' الاستيطان مستمر، وأميركا ضده رسمياً، لكن من الواضح أن ترامب ليس ضد الاستيطان، وهذا لا يبشر بخير'.

وفي تعقيبه على تصريحات الرئاسة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، بأن الاتصالات الأخيرة تنزع الأوهام الإسرائيلية بأن عباس ليس شريكا للسلام'، رأى عوض أنها 'آمال فلسطينية بعيدة المنال'.

وقال:' المهم هو صلابة الموقف الفلسطيني، لا أعتقد أن هذا الأمر يعتمد بالأساس على أميركا، وإنما على الموقف الفلسطيني'.

وأضاف:' المقياس واضح، فبقدر اقتراب إدارة ترامب من مقررات الشرعية الدولية، فبإمكانها أن تحرز تقدماً كبيراً في عملية السلام'.

التعليقات