الشعراوية: أراضي المزارعين بين فكي الاحتلال والمصادرة

قال رئيس مجلس خدمات الشعراوية، سفيان شديد، لـ"عرب 48" إنّه "بعد مصادرة مئات من الدونمات من الأراضي التابعة لفلسطينيين في بلدات منطقة الشعراوية شمال طولكرم بذرائع عسكرية من قبل جيش الاحتلال، مؤخرًا، لا يزال الاحتلال يمارس الحكم العسكري تجاه الفلسطينيين في شتى أنحاء البلاد، إذ يفرض الجيش عليهم يوميًا ممارساته بالتضييق الديمغرافي والاقتصادي والمعيشي".

الشعراوية: أراضي المزارعين بين فكي الاحتلال والمصادرة

أراضي الشعراوية، نيسان 2017 (عرب 48)

قال رئيس مجلس خدمات الشعراوية، سفيان شديد، لـ'عرب 48'  إنّه 'بعد مصادرة مئات من الدونمات من الأراضي التابعة لفلسطينيين في بلدات منطقة الشعراوية شمال طولكرم بذرائع عسكرية من قبل جيش الاحتلال، مؤخرًا، لا يزال الاحتلال يمارس الحكم العسكري تجاه الفلسطينيين في شتى أنحاء البلاد، إذ يفرض الجيش عليهم يوميًا ممارساته بالتضييق الديمغرافي والاقتصادي والمعيشي'.

وأضاف أن 'جيش الاحتلال أصدر إخطارات، مؤخرا، تضمنت مساحة 142.2 دونما في حوض 3 من زيتا موقعي القطعة والمريكت، وموقع رأس رمانة حوض رقم 5 من أراضي علار، ومواقع اللملت والزبلع والحريق وخلة شنعة حوض 2 من أراضي نزلة عيسى، وموقع الحورت حوض 4 من أراضي باقة الشرقية، وموقعي أبو عميرة وعيراق كليب حوض 2 من أرضي قفين، إضافة إلى موقعي خلة عوبيد والشوقفان الشرقي حوض 3 من أراضي باقة الغربية، وموقع المرقة حوض 3 من أراضي جت المثلث'.

وأكد شديد أن 'هذه المصادرة ليست الأولى الذي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية وفي منطقة الشعراوية بشكل خاص، بذرائع عسكرية، ونحن نقف هنا على أراضي الجدار الذي اقتطع مئات الدونمات، ولا زال يقتطع منها الاحتلال في كل مرة بذريعة أخرى ومخطط جديد، من أجل الاستيلاء عليها بعد مصادرتها. وللأسف الشديد فإننا نحن المزارعين والمواطنين في خضم هذه المعركة لوحدنا، لا نرى المساعدات الحقيقية لمواجهة هذه المخططات، نحن كبلديات نحاول التواصل مع الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية بهدف التوصل إلى حل يقضي بوقف هذه المخططات'.

وأشار إلى أنّ 'الاحتلال صادر آلاف الدونمات على طول الجدار، ومنع بعض أصحاب الأراضي من الزراعة، وبعضهم يعيش تحت مضايقات مستمرة. يعيش المزارع الفلسطيني كل يوم معاناة مستمرة، وخاصة القريبة من الجدار حيث يمنع الاحتلال على مسافة تبعد 100 متر من الجدار، زراعة الأشجار وبناء الدفيئات الزراعية. كان الله بعون المزارعين والمواطنين الفلسطينيين على هذا الاحتلال الذي لم يمر مثله في التاريخ، يريد أن يحولنا إلى مجموعة من العبيد، نعمل تحت ذراعه ويقرر لنا ويمنعنا ويوجهنا دون أن نعترض، يريد أن يستولي على كل شيء، وهذا مستمر حتى اليوم. هذا المخطط هدفه إستراتيجي فهذه المنطقة خصبة وغنية بالمياه الطبيعية، ويسعون دائما للسيطرة عليها، وللأسف لا يعيرون اهتماما لأحد، لا للاتفاقيات الدولية ولا الحكومات ولا أي شيء، هدفهم واضح وصريح. في العام 2002 وقعت هنا مجزرة، حيث اقتطع الجدار مساحات كبيرة وغالبها زراعية، لكن بعد نضال كبير تم إرجاع الجدار للخلف، وبالرغم من كل ذلك فإن المضايقات مستمرة'.

ووجه شديد رسالة إلى الشعب لفلسطيني في الضفة الغربية المحلتة، وقال إنه 'علينا أن نعي أن هذا المحتل يسعى ليل نهار لاحتلال الأرض والمقدرات والمحاصيل، يجب علينا كفلسطينيين التكاتف وأن نكون يدا واحدة، لأن استمرار التنظير والبكاء  سيعود بالضرر علينا ولن يفيد القضية. أدعو إخواننا في منطقة الشعراوية وجت وباقة الغربية بالتظاهر لفك الجدار من أراضينا ومزروعاتنا وإنهاء هذه المعاناة المستمرة، العالم لن يساعدنا، فالكل يرى جرائم إسرائيل دون تقدم'.

وقال صاحب أرض مجاورة للجدار، رضوان خالد مصاروة، من قرية علار، لـ'عرب 48' إن 'الوضع ازداد سوءا، لم تعد الزراعة كما كانت عليه في السابق بسبب التضييق الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على المزارعين في المنطقة. كنا في السابق نُصدر بضاعتنا بسهولة، التي كانت عبارة عن مصدر رزقنا الوحيد الذي اعتدنا عليه. كان التجار العرب من داخل الخط الأخضر يأتون لشراء البضاعة منا، أما اليوم فالجيش يمنعهم من إخراج البضاعة بذرائع فارغة ظالمة. تارة يفرضون أمرا بحظر العمل على المزارعين متى يحلو لهم في الأراضي ويمنعوننا من دخولها، الأمر الذي يؤدي إلى تلف المزروعات والمحاصيل، وتارة يمنعوننا من الاقتراب إلى الجدار ويفرضون علينا شروطا تعجيزية، إذ يمنعوننا من بناء 'الدفيئات' على مسافة بعد 150 مترا عن الجدار، ويمنعون في هذه المسافة أيضا زراعة الأشجار، فقط يسمحون زراعة الأشتال الصغيرة، ولا أحد يعوضنا عن ذلك، خسائر جسيمة تقدر بعشرات آلاف الشواكل نتكبدها في الموسم الواحد بسبب هذه الإجراءات الظالمة'.

وأشار مصاروة إلى أن 'هذه الأرض المصادرة مميزة جدا، ويطمح الاحتلال بالاستيلاء عليها لأنها وفيرة بالمياه، ورمالها من أجود أنواع التربة. نطالب بالحد الأدنى مما يمكن طلبه وهو أن نستغل أرضنا بحرية وأن نزرعها دون شروط تعجيزية، وأن يعود الوضع كما كان عليه في السابق'.

التعليقات