بحث جديد: نسبة الفلسطينيين بالقدس 41% على الأقل

بحث إسرائيلي جديد أظهر أن نسبة الفلسطينيين أعلى من المعطيات التي تنشرها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، لأنها الأخيرة لم تأخذ بالحسبان 50 ألف فلسطيني على الأقل يسكنون في مخيم شعفاط وحي كفر عقب، اللذين عزلهما جدار الفصل العنصري

بحث جديد: نسبة الفلسطينيين بالقدس 41% على الأقل

نشرت دائرة الإحصائيات المركزية الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، معطيات حول القدس بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لاحتلال القدس الشرقية، وهو ما يسمى في إسرائيل بـيوم القدس". وبحسب المعطيات فإن عدد السكان في القدس بلغ 865,700 نسمة في نهاية العام 2015، بينهم 542,000، أي 62.6%، يهود و"آخرين" ليسوا يهودا ولا عربا، و323,700 عربي فلسطيني ويشكلون نسبة 37.4%.  

لكن بحثا جديدا حول الوضع الديموغرافي في المدينة، أجرته رابطة المياه البلدية، أظهر أن التسجيلات الرسمية الإسرائيلية لم تحتسب عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يسكنون في شمال القدس الشرقية، وبناء عليه، فإن تقديرات خبراء تشير إلى أن "الأغلبية اليهودية في القدس تقلصت إلى 59% تقريبا.  

ويتبين من البحث الجديد أن السلطات الإسرائيلية لم تأخذ بالحسبان عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يسكنون في منطقتين بشمال القدس المحتلة، وهما مخيم شعفاط للاجئين وحي كفر عقب، اللذان عزلتهما سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن القدس من خلال جدار الفصل العنصري، رغم أنهما موجودان ضمن منطقة نفوذ بلدية الاحتلال في القدس. وتعتبر السلطات الإسرائيلية أن الفوضى تسود في هاتين المنطقتين، وأن قوات الأمن الإسرائيلية لا تدخل إليهما، كما لا توفر السلطات خدمات للمنطقتين، وتم بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية من دون تصاريح بناء، ولذلك فإن الاكتظاظ السكاني فيهما كبير جدا، حيث إضافة سكانهما جذبت إليهما الكثير من الفلسطينيين الذين يبحثون عن سكن رخيص.    

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، فإن لا أحد يعرف عدد السكان بالضبط في مخيم شعفاط وكفر عقب، لكن ثمة اتفاق على أن الأعداد الرسمية، التي تشمل سكان المنطقتين المسجلين في السجل السكاني، أقل بكثير من الواقع. ووفقا لمعطيات دائرة الإحصاء الإسرائيلية فإنه يسكن فيهما حوالي 60 ألف نسمة، بينما تقديرات شبه مؤكد تشير إلى أن عددهم لا يقل عن 140 ألف نسمة.

ووفقا للبحث الجديد، الذي أجرته شركة "هغيحون"، وهي رابطة المياه والصرف الصحي في القدس، واستند إلى صور التقطت من الجو للمنطقتين واحتساب حجم المباني وعدد الأنفس في كل بناية، واحتساب كميات المياه المستهلكة وكمية الصرف الصحي والنفايات، تم التوصل إلى الاستنتاج أن عدد سكان مخيم شعفاط وكفر عقب يتراوح ما بين 120 – 140 ألف نسمة، غالبيتهم، حوالي 80 ألفا، يسكنون في مخيم شعفاط والأحياء المحيطة به. وهذا المعطى مقبول على مراقب الدولة الإسرائيلي، الذي يؤكد أن عدد السكان الفلسطينيين خلف الجدار هو 140 ألفا.

وتقول الباحثة في معهد القدس، الدكتورة مايا حوشين، إن قسما من الثمانين ألفا الذين يسكنون في هاتين المنطقتين هم من سكان مناطق أخرى في القدس وتم احتسابهم في السجل السكاني لأنهم لم يغيروا عنوانهم الأصلي. وأضافت أن تقديرات حذرة تؤكد أن هناك 50 ألف فلسطيني في مخيم شعفاط وكفر عقب لم يتم احتسابهم بأي حال، الأمر الذي يجعل نسلة الفلسطينيين في القدس 41%.

وقال الباحث في شؤون القدس الشرقية في مركز "التفكير الإقليمي"، عيران تسيدقياهو، "إننا نعرف أن الأرقام في القدس الشرقية إشكالية، لكن فجوات كهذه تعكس غياب القدرة على الحكم وانعدام المعرفة إزاء القدس الشرقية. ولهذه المعطيات دلالات سياسية. وهي تظهر أولا حالة الفوضى في القدس الشرقية".

 

التعليقات