ثابت لـ"عرب 48": أزمة الكهرباء تنذر بتردي الوضع الصحي في غزة

حذر الناطق بلسان شركة توزيع كهرباء محافظات قطاع غزة، محمد ثابت، من تردي الأوضاع الصحية بسبب تفاقم أزمة الكهرباء خلال الأيام الأخيرة.

ثابت لـ"عرب 48": أزمة الكهرباء تنذر بتردي الوضع الصحي في غزة

حذر الناطق بلسان شركة توزيع كهرباء محافظات قطاع غزة، محمد ثابت، من تردي الأوضاع الصحية بسبب تفاقم أزمة الكهرباء خلال الأيام الأخيرة.

جاء ذلك في حوار أجراه موقع 'عرب 48' مع ثابت، مساء أمس الأحد.  

وحمّل المسؤول في شرطة كهرباء غزة، المسؤولية الكاملة لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية في رام الله، مطالبًا بتوفير الحلول الفورية لأزمة الكهرباء قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.

ولفت إلى خطورة وقف التحويلات لشراء الوقود من مصر، إذ إنّ كمية الكهرباء المتوفرة في قطاع غزة ضئيلة جدًا، والوضع في قطاع غزة مأساوي، مشيرًا إلى تأزم الوضع الصحي وتضرره بشكلٍ ملموس.

وأوضح ثابت أن 'السلطات الإسرائيلية خفضت حتى الآن 20 ميجاواط من الكهرباء، ما أسهم في تعطيل معظم المرافق الحياتية الهامة في القطاع وتخفيض تزويد الكهرباء إلى ساعة واحدة يوميًا، وأنّ المتوفر حاليا في قطاع غزة لا يزيد عن 95 ميجا واط، في حين يحتاج القطاع ما يزيد عن 500 ميجاواط، المتوفر مصادره هي 70 ميجاواط من الخطوط الإسرائيلية، و23 ميجاواط من محطة التوليد التي تعمل بمولد واحد، في حين أن الخطوط المصرية متعطلة'.

محمد ثابت

وشدد ثابت على أنّ 'الأوضاع التي يمر بها قطاع غزّة خطيرة وكارثية على المستويين الإنساني والصحي، الأمر الذي يُنذر بكارثة بيئية يُخشى أن تمتد عواقبها إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها المشافي أيضًا'.

ما هي أبعاد تخفيض كمية الكهرباء من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية لقطاع غزة؟

ثابت: الحقيقة، نحن نمر بأزمة خانقة نتيجة فصل المحطة الكهربائية عن قطاع غزة، وأصبح الاعتماد الكلي على الكهرباء الإسرائيلية، في ظل انقطاع الخطوط المصرية الثلاثة المغذية لجنوب القطاع والتي تتعطل على فترات متقاربة، وللأسف انقطعت الكهرباء لمدة 24 ساعة أول من أمس السبت.

كيف تسير أحوال المشافي في ظل المخاطر الصحيّة؟

ثابت: نحمد الله أنّ المشافي تعوِض أزمة نقص الكهرباء باعتماد مولدات خاصة، ورغم ذلك فإنّ المستشفيات لا تستطيع الاعتماد على كميات السولار الخاصة بالمشافي، إذ يتطلب الأمر كميات كبيرة من السولار، ولا يمكن للمشافي تغطية النواقص بشكلٍ تام.

ما هي خطورة التلوث البيئي في بحر غزة، هلا شرحت لنا ذلك؟

ثابت: هناك خطورة كبيرة في حال قام المواطنون بالسباحة أو الصيد، إذ اختلطت مياه البحر بالمياه العادمة، ومحطات معالجة المياه العادمة شبه متوقفة بسبب التلوث والتسرب إلى المياه الجوفية ما ينذر بأمراضٍ خطيرة بسبب التلوُث، ويُخشى على حياة الصيادين.

هل مِن احتمالات جدية لحل أزمة الكهرباء؟

ثابت: نأمل حصول تطورات سريعة خلال الأيام القادمة، وإلا فإنّ الكارثة تقترب جدًا من أهالي قطاع غزة؛ ونحنُ للأسف لا نستطيع التدخُل في هذا الموضوع، فهي أمور متعلقة بحكومة غزة ونأمل انفراجًا قريبًا، وإلا فإنّ الوضع أخطر بكثير مما نتوقعه من حيثُ الأمراض ونسب الوفيات، وعلى سبيل المثال: غسيل الكلى والأطفال الخُدج، هؤلاء يحتاجون إلى عناية خاصة، ويجب توفير ما يلزمهم في المشافي من احتياجات ضرورية.

كيف تؤثر هذه الأزمة على عملكم؟

ثابت: تأثر عملنا بشكلٍ كبير منذ بداية أزمة الكهرباء، لا نستطيع السيطرة على ما هو متوفِر لدينا، فنحنُ اليوم بالكاد نوفر ما يقارب 90 ميجاواط، بينما المطلوب حالا وسريعا نحو 550 ميجاواط.

ماذا لو استمر الوضع على ما هو عليه الآن؟

ثابت: لا يمكن الاستمرار في ظل هذا الوضع الصعب، إذ إنّ تداعياته كبيرة وخطيرة وهي تمس بالمواطنين بشكلٍ عام، والخطورة الأكبر كما ذكرنا حياة الأطفال وكبار السن، هؤلاء هم الأكثر عُرضة للمخاطر.

أين تقع الخطورة بتجمُع المياه العادمة في بحر غزة؟

ثابت: أكدّت تقارير صادرة عن شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة إضافة إلى جهات دولية، عدم صلاحية استهلاك مياه الشرب في القطاع، بينما توقفت محطات تكرير المياه العادمة، بسبب عدم وجود طاقة لضخ المياه العادمة وتسرب بنسبة اليوريا (مواد كيماوية ملوثة)، كما تضررت خدمات البلديات وطواقم النظافة، وتأثرت بالكثير من الآليات بسبب شُح المياه، وأطلقت البلديات وسلطة جودة البيئة نداءات بمنع السباحة في بحر غزة كونه ملوث وغير صالح للسباحة، والمشهد اليوم في بحر غزة يُشير إلى وجود بقعة سوداء بسبب المياه العادمة، بعد أن كان بحر غزة هو المتنفس الوحيد لأهالي القطاع.

في الوقت المنظور لا نستطيع أن نتنبأ بأية مشاهد إيجابية قادمة وأقل سوداوية مما هو عليه الحال في هذه الأيام العصيبة.

التعليقات